السيمر / الاثنين 04 . 03 . 2019
خالد الناهي
أحببتنا لكنا جحدنا ذلك الحب، ولم نستثمره, فلقد كنت نعمة لنا لم نشكرها، فقرر رب العالمين أن يرفعها عنا ليضعها حيث تستحق، فهو علمنا أنه ” بالشكر تدوم النعم” جئت إلينا بالخير كما جاء أنبياء بني إسرائيل لأقوامهم به، فجدحنا بك كما جحدوا.. وأردت أن تصنع منا أمة، فأستكثرنا ذلك على انفسنا، وأبينا إلا أن نكون تابعين. .كان همك العراق، وكان همنا أنفسنا، فخسرنا أنفسنا، وربحت . كنت دليل الحق إلينا، فأبينا أن نتبع الدليل، ورحنا نلهث خلف مصالحنا.. وكنت للعراق اليد التي يمكن أن تنتشله مما هو فيه، فلم نتمسك بها جيداً وسقطنا في هاوية سحيقة. كانت لك رؤيا واضحة لمستقبل العراق، فكذبناك وإستهزاءنا بك، كما فعلوا وأستهزؤا بزرقاء اليمامة، وصدقنا الوهم و السراب. بإختصار كنت أمة في رجل، لكن للأسف لم نقدر ما بين يدينا .. لأن الأشياء الثمينة لا يقدرها إلا من يعرفها، فحرمنا من هذه النعمة، وحجبت عنا, وبنفس الوقت قرر خالقها أن يكرمها، ويضعها في مكان يليق بها، وبجسدها الطاهر, وهكذا تشرفت السماء بحمل جسدك، بعدما صعب ذلك على الأرض. كيف لا وأنت ما فارقت دموعك خديك، كيف لا و عطاؤك شمل حتى أعدائك! فتحت الدنيا ذراعيها إليك وقالت هيت لك، فقلت كما قال جدك ( يا دنيا غري غيري)، في حين أن البعض تهرب الدنيا منه، و هو متشبث بها كالطفل مع ثدي أمه؟! أكرمك ربك بما تستحقه، عندما جعل شهادتك يوم الجمعة، الأول من رجب في بقعة من أفضل بقاع الأرض، عند جدك أمير المؤمنين. وكلها كرامات لا ينكرها منصف، ولا يستطيع أن يتجاوزها حتى مبغض. لعنت أمة لا تفخر بشهدائها، واي شهداء هم، إنهم شهداء أل الحكيم، واي شهيد هو إنه أية الله محمد باقر الحكيم. فمن أراد التقرب إلى ربه، فليتقرب إليه من خلال إعادة جزء من فضله علينا، ويذكره في الأول من رجب.. يوم كل شهداء العراق, والحكيم من أعظمهم.