السيمر / فيينا / الاحد 07 . 04 . 2019
انور السلامي
كنت جالساً ذات ليلة, أقُلب صفحات الماضي وما ألت إليه أمور حياتي, على أنغام صوت الرعد, وزخات المطر الكثيفة, يتراشق بقوة على نافذة الغابر منها, ومما إفاضة الماءة على جميع صفحاته المملوءة بأوجاع السنين, مستنشقاً لهب دُخانٌ ما سَلفَ, حتى وجدتُ نفسي واقفا, أمام أمواج كثيرة ولكل موْجة, تحمل معها فكرا معيّنا, وأي منها قادرة على حملي لبَّر الأمان. انْبثَقَت موْجة فكر الحكومة الإسلامية, بعد أن أصبح الإسلام في القاع, وتكالَبَ عليه جناح الظلام لعده قرون, من الجهل والتبعّية وتخلف, حتى تم تحطيم قَيد استكبار الظالمين, ليكون دليلا حياً قوياً باسقاً, بانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني(ق.س), كما في قوله سبحانه ((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)) سورة البقرة (257), فكانت نموذجاً ناجحاً دكت عروش المستعمرين, وكما قال الإمام الشهيد السعيد محمد باقر الصدر((وبعد, فإّنا إذ نثّمن اهتمامكم المسؤول بالاُطروحة المباركة التي رفع سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني رايتها, فأنعشت قلوب المسلمين جميعاً وأنارت نفوسهم,..)) كتاب الإسلام يقود الحياة(ص17) جواب سماحته على رسالة وجّهها جمع من المسلمين في لبنان. وقد كان سماحته يرى(( إن الدولة ظاهرة اجتماعية اصيلة في حياة الإنسان, وقد نشأت هذه على يد الأنبياء ورسالات السماء, واتخذت صيغتها السوية ومارست دورها السليم في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه من خلال ما حققه الانبياء في هذا المجال من تنظيم اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل, يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموها في المسار الصحيح )) أي أن فكرة الدولة غير معروفة لدى الشعوب قديما, وتأسيسها كان بفضل الانبياء والرسل , كما في قولة تعالى((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) البقرة( 213) الخاتمة .. للمقال مشاعر معيّنة, تبقى تغازل فكر القارئ حتى بعد انتهائه من قراءته.