السيمر / فيينا / السبت 27 . 04 . 2019
اياد السماوي
حتى هذه اللحظة لا توجد أي مؤشرات تدّل على تراجع الولايات المتحدّة الأمريكية عن تطبيق قرارها القاضي بمنع إيران عن تصدير نفطها إلى دول العالم بعد الأول من آيار القادم تنفيذا لبدء المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران , وفي نفس الوقت لا توجد أيضا أي مؤشرات تدّل على تراجع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها وعن حقها في تصدير نفطها إلى العالم , خصوصا أنّ العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب هي عقوبات أحادية الجانب ولم تصدر من مجلس الأمن الدولي بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدّة , وحين تكون إيران الدولة والشعب هما المستهدفان من هذه العقوبات الأحادية الجانب , فإن كلّ وسائل الدفاع عن النفس تصبح مشروعة بما فيها غلق مضيق هرمز وإيقاف كل الصادرات النفطية والبالغة 18 مليون برميل يوميا , فلا نفط سعودي أو أماراتي أو كويتي أو قطري أو بحريني أو عراقي سيمرّ من مضيق هرمز , فليس هنالك شرعة في العالم تمنع الدفاع عن النفس , كيف والأمر هو عدوان غاشم مناف لكل الأعراف والقوانين الدولية على دولة ذات سيادة وعضو في هيئة الأمم المتحدّة ؟ , فمن المؤكد أن الشعب الإيراني المسلم الذي تريد أمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارت إبادته وتجويعه , لن ولن يركع أو ينحني لشروط أمريكا وإسرائيل , وسيقاوم هذا العدوان وهذه الحرب اللا أخلاقية المفروضة عليه , بكلّ ما لديه من قوّة وسلاح ولن يسمح لأمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات أن يعيدوا تجربة حصار الشعب العراقي وتجويعه و الذي فرض عليه بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 , ولن يسمح للسعودية والأمارات بمدّ يد العون إلى أمريكا كي تبيد وتجوّع الشعب الإيراني . وهذه حقيقة لا شّك فيها أبدا , فإيران الدولة لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي وتتفرّج على من يساعد أمريكا على إبادة وتجويع شعبها , وبالتالي فإنّ كلّ المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم تصبح أهدافا مشروعة لإيران لإبعاد الخطر عنها وعن شعبها , وخطابي هذا موّجه لمن يشعر بالمسؤولية والمخاطر بالمحدقة بالمنطقة , وليس لمن تقمّص دور النعامة ودّس رأسه بالرمال , فمخاطر هذه الحرب ستنعكس آثارها المباشرة على المنطقة عموما والعراق بشكل خاص الذي يعتمد بشكل كامل على تصدير النفط في الحصول على الموارد المالية , ومن المؤكد أن العراق سيكون ساحة حرب لا محالة بالنظر لوجود القواعد العسكرية الأمريكية والآلاف من الجنود الأمريكان , فكلّ هذه القواعد وكلّ الجيش الأمريكي في العراق وسوريا سيكون هدفا لإيران وحلفائها في المنطقة , ومن المتوّقع جدا أن تقوم الطائرات الأمريكية والإسرائيلية بضرب مواقع الحشد الشعبي في العراق واستهداف قياداته , لأنّ أمريكا وإسرائيل تعتبران الحشد الشعبي ذراع إيران في العراق , ولهذا السبب تحديدا تسقط نظرية الوقوف على التل , ولا يمكن أبدا لحكومة العراق أن تنآى بنفسها عن المواجهة الحتمية المرتقبة , وحتى لو استثنت أمريكا توجيه ضربات عسكرية لمواقع الحشد الشعبي وقياداته وهذا أمر مستبعد تماما , فإنّ مرور النفط العراقي عبر مضيق هرمز سيصبح أمرا غير ممكنا بالمطلق , كما أنّ الشعب العراقي المسلم لا يمكن أبدا أن يدير ظهره لإيران الإسلام التي وقفت معه في محنته يوم أصبحت داعش على أبواب بغداد وأصبحت كربلاء والنجف قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد داعش , ويبقى مكتوف الأيدي , ففصائل المقاومة الإسلامية العراقية هي جزء لا يتجزأ من المقاومة الإسلامية في المنطقة عموما , في الختام أقول .. وقانا شرّ أمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات .. إذا متّ ضمآنا فلا نزل القطر …