السيمر / فيينا / الخميس 23 . 05 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
الطريق إلى القدس يمر من المنامة!
انا شخصيا لايهمني الوضع العربي لان العرب لديهم دول وشعوب وحكومات وليس من المنطق ان اكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين اصحاب القضية نفسهم، يوجد لدى الشعب الفلسطيني دولة متمثلة في شخصية السيد الرئيس محمود عباس، وهو حر لربما يحضر القمة أو يرسل مَنْ يمثله، الاخبار تشير إلى أن المؤتمر سينعقد في العاصمة البحرينية المنامة، خلال يومي 25 و26 من يونيو (حزيران) المقبل، وأنه يرفع شعاراً يقول: «السلام من أجل الازدهار»، وأنه سوف يتناول الشق الاقتصادي في «صفقة القرن»، وأن حكومات سوف تكون حاضرة فيه، طبعا المال الخليجي حاضر، ومع الحكومات الحاضرة سوف يأتي قادة أعمال، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني!
وقبل شهر رمضان، الولايات المتحدة قد بشرت العرب والمسلمين أنها ستكشف عن تفاصيل الصفقة للمرة الأولى، في نهاية شهر الصيام، لتفرح العرب والمسلمين وتجعل عيد الفطر عيدان عيد الفطر المبارك وعيد نهاية القضية الفلسطينية،
وعندما تم الاعلان عن المؤتمر، فوجيء العرب ان الموقف الفلسطيني قد رفض المشاركة، من خلال قنوات التلفاز شاهدنا تصريحين اثنين، كان أول تصريح صدر من السيد أحمد مجدلاني، وزير التنمية الاجتماعية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال إن المؤتمر لن يشهد مشاركين فلسطينيين، وأن أي مشارك فلسطيني فيه، لن يكون سوى عميل يتعاون مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل!
التصريح الثاني الخارجية الفلسطينية، اصدرت بيان واضح أيضاً، ليقول لابناء الامة العربية المجيدة أن السلام الاقتصادي الذي يدعو له المؤتمر، يجب ألا يسبق السلام السياسي، الذي يقوم على المرجعيات الدولية ذات الصلة، وأن مال الدنيا كله لن يجد بين الفلسطينيين مشاركاً يقبل التنازل عن شبر من الأرض، أو يساوم في قيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة، تكون عاصمتها القدس الشرقية!
وفي اليوم التالي للإعلان عن المؤتمر، عقد محمد أشتية، رئيس الحكومة الفلسطينية، اجتماعاً لحكومته، قال فيه إن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون إلا سياسياً، وأن الشأن الاقتصادي نتاج للحل السياسي، وأن الإنسان الفلسطيني لا يبحث عن تحسين ظروف العيش تحت الاحتلال،
لقد جرب الفلسطينيون الذهاب لاوسلو ولمدريد بعد هزيمة صدام الجرذ الهالك بحرب تحرير الكويت عام ١٩٩١ وعاد عرفات واستقبل كزعيم بطل لكن الملعون الجنرال شارون حاصره بشفلاته وهدم قصر الرئاسة على رأسه ومنع عنه حتى مياه الغسيل، لكن عرفات استعمل تنظيف نفسه بالحجر بدل المياه وبالاخير دس اليه السم يقال من خلال العقيد دحلان وانهى حياته، للظاهر الرفض الفلسطيني لحضور اجتماع المنامة لعدم ثقة الفلسطينيين ان نتنياهو يعطيهم دولة مستقلة ولو على جزأ من اراضي عام ١٩٦٧ والقبول في ابوديس عاصمة لكن نتنياهو يفكر بعقلية تختلف عن عقول العرب يريد ضم الضفة وغزة للاردن ومصر ضمن فدراليتين لينهي الصراع مع الفلسطينيين.