السيمر / فيينا / الثلاثاء 28 . 05 . 2019
سلوان الجحيشي
إلى قدر العراق وعلة بؤسه، إلى من يغبطه الأولياء لإخلاص أتباعه.
يامن تحملت عناء التفكير نيابة عن عشاقك ومريديك، فهم في غنى عن التدبر وراحة عن التبصر، حتى رضوا منك القبول بحبك، لا فرق بين غنيهم وفقيرهم، شريف الحسب منهم أم لئيمه، فأيقنوا أنهم للجنة أقرب، ما دامت جمعتكم قائمة واسمكم يذكر ونهجكم يدرس.
سيدي : اناديك بلسان جاري الذي حرم نفسه وعياله ملذات الدنيا، فأنفق قوته في بناء جدارية لشخصكم الذي يراه كريما من خالص ماله.
لقد أيقنت نفسي رغما عنها انك صاحب السماحة والسمو والنيافة والمعالي والجلالة، وما قدر تلك الألقاب الهزيلة بمحظركم المرعب.
أعلم اني كنت جريئا بعض الشيء، لكني على يقين بإصابة السنة وإن أخطأت الأدب، في ساحة قدسك التي لا أؤمن بها بل نزولا عند رغبة فقراء قريتي الذين اوصلهم تدبرهم بكنهك إلى نتيجة مفادها أنك ما دون الملائكة!
لقد خزنت الذاكرة مشاهد مؤلمة وعصية عن النسيان تحكي ظلوع توافه الدهر من اتباعك بإراقة الدماء البريئة في هذا الشهر الفضيل، فمنذ أيام التغيير الأولى ورائحة بارودك تزكم الانوف، حينا ضد الاحتلال اجتهادا منك دون مشورة أهل الحل والعقد، وأحيانا ضد من اوهمك خيالك أنهم خصومك في معترك السياسة الذي ابيت إلا أن تكون فيه قطبا بعد أن كان بنظرك جرما.
كيف لثكلى سبيل نسيان وحيدها الذي اردته قتيلا رصاصات متهور قد اتخذك إلها في مثل هذا الشهر الفضيل من عام 2004 حين انقض همجك الرعاع على مراكز الشرطة لينسفوا بعبوات حقدهم وجهلهم كل أمل راود نفوس العراقيين بعد خلاصهم من صدام؟
وفي 2005 إذ اعجبتك كثرة من حولك وكأنهم بانتظار شهر الصيام ليعيدوا لنا ذكريات رمضان المبارك الذي طالما تبجح بها النظام السابق ويحيلوا ظلام لياليه إلى لون مكفهر جراء ما اريق على يديهم من دماء زكية لا ذنب لهم سوى انهم اتباع لمسمى آخر، الأمر الذي وصل ببعض الجهلة لاحراق المصاحف الشريفة وكتب العقيدة التي تكافح أمثالهم في المجتمع المتحضر.
وتتوالى الأيام والشهور لتصبح سنين عجاف وسط تنامي قدراتكم ومؤهلاتكم فأصبحتم تجلسون مع الكبار وتتحدثون أمام الفضائيات وأصبح لكم رأي يسمع وناقد يحلل حتى اصبحتم أكثرية يشار لها بالبنان.
وفي رمضان 2018 اهتزت بغداد على أصوات الانفجار الذي حدث في مدينتك التي غرر باهلها لتكون لها عنوانا رغم عدم قناعة الكثيرون.
هذا الانفجار الذي راح ضحيته عشرات المظلومين وتهدمت عشرات المنازل تم التعتيم عليه إعلاميا خوفا من جرح أحاسيس من سرقوا المسمى الجهادي فكيف ينسى الخانعون قيام معتوه بإخفاء سلاح ثقيل بين منازل المواطنين؟ ولو قام غيركم بهذا الفعل لاقمتم الدنيا ولم تقعدوها.
يبدو أن سيلان الدماء في رمضان سنة تعودنا على أن نعيشها في ضل وجودكم وها هي جنائز عاشقيك تذهب سدى، إرضاء لنزواتك في مكافحة الفساد الذي غظظت الطرف عنه ردحا من الزمن لتظيف إلى سجل الضحايا من مريديك أسماء جديدة.