السيمر / فيينا / الاحد 30 . 06 . 2019
اياد السماوي
ليس خطأ أن تستنكر الحكومة ووزارة الخارجية العراقية حادث اقتحام سفارة البحرين في بغداد من قبل جموع الغاضبين وتدينه , وليس خطأ أن تعرب الحكومة العراقية عن أسفها لما حدث وتتعهد بحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أراضيها , فهذا ما تتطلّبه موجبات القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية , وما تصرّفت به حكومة العراق هو عين الصواب ولا أحد يعيب عليها ما قامت به من إجراءات أمنية تطلّبها الموقف .. ولكن في المقابل ليس من الضرورة أن يتطابق الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي بالرغم من عدم وجود تناقض بين الموقفين , فكلا الموقفين تحكمه اعتبارات خاصة به … وما حدث لسفارة البحرين في بغداد واقتحامها من قبل جموع الغاضبين من أبناء الشعب العراقي على خلفية احتضان البحرين لمؤتمر المنامة الخياني الذي يراد منه تمرير صفقة القرن الخيانية , يعدّ موقفا تأريخيا مشرّفا للشعب العراقي المسلم الذي يرفض رفضا قاطعا أعمال هذا المؤتمر وما تهدف له أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهم من الخونة العرب لتمرير المؤامرة الكبرى على العرب والمسلمين وتصفية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعودة لأرضه ورفض مخطط الوطن البديل .. وما قام به الغاضبون من أبناء الشعب العراقي من احتجاج أمام سفارة البحرين في بغداد وإنزالهم العلم البحريني , قد أكدّ هوية الشعب العراقي وانتمائه العربي والإسلامي , وأكدّ رفض العراقيين الغيارى لكلّ أشكال التطبيع مع الغدّة السرطانية إسرائيل … وما حدث أمام سفارة البحرين لا يمكن مقارنته أبدا بما قام به عملاء ومرتزقة أمريكا والسعودية عند اقتحامهم للقنصلية الإيرانية في البصرة العام الماضي .. وكان الأولى للأصوات التي استنكرت غضب العراقيين مما يحدث من مؤامرة في المنامة , أن تصمت وتخرّس كما صمتت وأخرّست عند اقتحام القنصلية الإيرانية في البصرة وحرقها بالكامل من قبل عملاء ومرتزقة أمريكا والسعودية .. ومحاولة البعض المنافق من الظهور بمظهر الحريص على سمعة العراق ومصالحه , لن تنطلي على أحد وتندرج ضمن محاولات التزلّف والتقرّب للحكومة باعتبارها قد رفضت وأدانت عملية الاقتحام , من دون أن يعي هؤلاء المنافقون أنّ موقف الحكومة لا يختلف من حيث الجوهر عن موقف الجماهير الغاضبة والرافضة لمؤتمر الخيانة الكبرى المنعقد في المنامة وما يتمّخض عنه .. إنّ ما قام به العراقيون من احتجاج أمام سفارة البحرين هو رسالة للعالمين العربي والإسلامي برفض مبدأ ( الأرض مقابل المال ) الذي تهدف ورشة المنامة إلى تطبيقه , وفي الوقت ذاته تعبير عن غيرة العراقيين في الدفاع عن الثوابت والمقدّسات .. فورشة البحرين ليست لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني , بقدر ما هي توفير الأمن للكيان الصهيوني , ليس هذا فحسب بل لاقتطاع أرض فلسطين وتقديمها للكيان الصهيوني وتوفير أرض بديلة كوطن للفلسطينيين .. فاحتجاج العراقيين على حكومة البحرين هو أقل ما يمكن تقديمه دفاعا عن أرض المقدّسات , فألف تحية للغاضبين على مشروع صفقة القرن , وألف تحية لكل من شارك في هذا الغضب ورفض التطبيع مع الغدّة السرطانية إسرائيل , والعار كلّ العار للمشاركين في مؤتمر المنامة الصهيوني ..