الرئيسية / مقالات / المعارضة عين الحكومة

المعارضة عين الحكومة

السيمر / فيينا / الجمعة 05 . 07 . 2019

خالد الناهي

يحكى ان هناك امرأة لم يسلم من لسانها شاب او فتاة في المنطقة، ولم يخلص من اتهامها اي بيت! فكان حديثها دائما، فلان زوجته تخونه، وفلانة على علاقة مع فلان، وفلان سطى على بيت فلان، وهذا فاسد، وذاك خائن. زوجها كان يصدق كلامها، ويذهب بالقرب من اصدقائه ليهمز ويلمز، دون ان يذكر اسماء، وان سأل احدهم عن المعلومات، قال لا استطيح البوح بما لدي من معلومات، خوفا من الفتنة في المنطقة! وفي احد الايام قام جاره بنصب كامرة ليحمي بيته من السرقة، عندها شاهدته تلك المرأة ، جن جنونها، وراحت تحرض زوجها وتخبره ان جارنا قام بنصب كامرة . قال زوجها وماذا في ذلك ؟ فردت عليه انه نصبها ليراقبنا، لنفرض اني خرجت الى الحديقة وهناك شعرة من راسي ظاهرة! تصور اني فتحت الباب واصبع يدي كان ظاهرا! هذا الفاسد هدفه هتك حرمتنا. الرجل صدق بزوجته وافتعل ضجة مع جاره وحرض المنطقة عليه. فاضطر الجار ان يخبره ان مشروع الكامرات قد تم الغائه، لكنه طلب من الرجل ان يتابع بيته، فهناك حركة غير طبيعية فيه! الرجل لم يصدقه، وفي احد الليالي دخلت عليه عصابة، فسرقوا البيت واغتصبوا الزوجة ثم رحلوا، دون ان يستطيع ان يفعل لهم شي، او حتى يتعرف عليهم. اخذ الرجل يندب حظه، فجاء الجار ليعطيه قرص يكشف السراق، وكيف ان زوجته من ادخلتهم البيت! وقال له لهذا السبب لم تكن زوجتك تريد الكامرات. كتل سياسية يتهم بعضها البعض، وحكومة الجميع مشترك فيها، والاغلب غير قابل عن اداءها، صراخ وعويل عن الفساد، وكلا يضع ملفاتها تحت ابطيه ملوح ومهدد بنشرها، وما يمنعه عن ذلك اللحمة الوطنية الجميع ينادي بالاصلاح، والجميع يريد دولة مؤسسات، والاغلب الاعم لا يريد المحاصصة، هذا كله جيد. لكن السؤال لماذا غير الراضين عن اداء الحكومة لا يعارضونها؟ ولماذا هناك ردة فعل كبيرة على تيار اراد ان يكون معارضا، وينصب كاميرات تراقب الاداء الحكومي وتكشف الفساد؟ اليس من مصلحة الراغبين بالاصلاح مراقبة الفاسدين وكشفهم؟ ( لو حرامينه حرامي بيت، والكاميرات تكشفه)! اليس من مصلحة الحكومة ان ترفع عن نفسها الحرج مع داعميها، بوجود كتلة معارضة تتبنى فضح الفاسدين، وبالتالي يكون عذرها بأن من كشف ملفات الفساد هم المعارضة وانا ملزم بمتابعة الملفات ( لو الحكومة تعرف ان الفاسدين، يجيدون استخدام الكاتم، وهي متشبثه بالحياة)! ان ما حصل قبل ايام هي نواة المعارضة وليس معارضة لان عدد نواب هذه الكتلة لا يمثل نسبة كبيرة بالنسبة للموالاة لكن ردت الفعل كانت من الموالين عنيفة ومخيفة، لدرجة ان رئيس كتلة المعارضة يتحدث علنا بأنه مهدد، وهذه سابقة خطيرة بل ويتعكز على ارثه من الشهداء، وهذا يدل ان الامور قد وصلت الى كسر العظم! كان الاولى بالحكومة ان تستفاد من المعارضة وتشجعها لا تهددها، لانها تمثل عين الحكومة التي ترى من خلالها اداءها لكن ربما كاميرات المعارضة تكشف ما يريد اخفاءه الداعمين!

اترك تعليقاً