السيمر / فيينا / الاحد 01 . 09 . 2019
اياد السماوي
بعد اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بمسؤولية كيانه عن العدوان الذي طال مقار ومخازن الحشد الشعبي واستهداف قياداته , لم يعد هنالك من يحاول أن يضلّل أو يخدع الرأي العام العراقي بأن الانفجارات التي طالت مخازن الحشد الشعبي كانت بسبب سوء التخزين .. فبعد هذا الاعتراف الصريح أصبح كلّ شيء واضح , وإن كان ذلك واضحا بالنسبة لقيادة الحشد الشعبي التي تمتلك كلّ الأدّلة التي تدين الكيان الصهيوني بالعدوان على العراق .. وبالرغم من أنّ اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني لم يضيف شيئا لقناعة قيادة الحشد الشعبي التي عبرّ عنها نائب رئيس الهيئة السيد جمال جعفر المهندس , إلا أنّ هذا الاعتراف جاء ليقطع نزاع القوم حول مسؤولية الجهة التي استهدفت حشد العراق .. وإسرائيل التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات الاخيرة على العراق لم تكن لتجرأ على العدوان على العراق وسيادته لولا تنسيقها الكامل مع القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في العراق باستهداف الحشد الشعبي الذي تعتبره أمريكا وإسرائيل مؤسسة تابعة إلى إيران .. وبهذا الاعتراف الصريح لم يعد بمقدور القيادة العسكرية الأمريكية في العراق أن تستمر بخداع العراقيين بأنّها حريصة على أمن العراق وسيادته .. كما ولم يعد بمقدور هذه القيادة أن تنفي طبيعة التعاون والتنسيق القائم بينها وبين إسرائيل في ضرب أهداف تابعة للحشد الشعبي .. وبموجب هذا الاعتراف الخطير الذي أدلى به نتنياهو , فإنّ الوجود العسكري الأمريكي في العراق بات يشّكل خطرا جسيما على أمن العراق وسيادته ونظامه القائم ..
وبما أن العراق قد أوكل مهمة حماية أجوائه وسمائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بموجب معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بين بغداد وواشنطن , فإنّ هذا التوكيل في حماية أجواء العراق لم يعد صحيحا مطلقا استمراره بعد الاعتداءات الإسرائيلية على العراق .. وعلى الحكومة العراقية أن تأخذ بنظر الاعتبار أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق بات يشّكل خطرا على أمن وسيادة واستقلال العراق .. ولا بدّ لهذا الوجود أن ينتهي باسرع وقت ممكن بعد أن ثبت بالدليل القاطع تواطئ أمريكا مع إسرائيل في العدوان على العراق .. كما يجب على الحكومة العراقية بعد أن تبيّن لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود أن تعمل بواجباتها الدستورية في حماية العراق أرضا وسماء .. ولا بدّ من التوّجه إلى دول العالم المستعدّة لتزويد العراق بالرادارات المتطورة وأسلحة الدفاع الجوي الحديثة القادرة على التعامل مع طائرات العدو الإسرائيلي المتطورة .. فعدوان إسرائيل على العراق لن يتوّقف إلا بامتلاك العراق لهذه الدفاعات المتطورة , والطلب بشكل عاجل من الحكومة الروسية تزويد العراق بصواريخ أس 400 المتطورة والقادرة على إيقاف العدوان .. أو بالتوّجه بشكل رسمي للجارة الشقيقة إيران بمساعدة العراق في حماية أجوائه وسمائه من الطيران الإسرائيلي خصوصا أنّ الدفاعات الإيرانية قد أثبتت للعالم بعد إسقاط طائرة التجسس الامريكية فوق المياه الإقليمية الإيرانية , أنّها دفاعات متقدّمة جدا لا تقلّ كفاءة عن أي دفاعات متطورة , وتفي لإغراض الدفاع عن النفس .. وقد آن الأوان أن ينتهي الوجود العسكري الأمريكي في العراق بشكل كامل وبأسرع وقت .. وعلى مجلس النوّاب العراقي القيام بهذه المسؤولية من خلال تشريع قانون الوجود العسكري الأجنبي في العراق , والتوّجه لإلغاء الاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية المعروفة بأسم ( صوفا ) وإلغاء القسم الثالث من اتفاقية الأطار الاستراتيجي المبرمة بين بغداد وواشنطن ..