الرئيسية / مقالات / أين كانت الدولة من ‘بروفات’ الصرخيين والبعثيين؟

أين كانت الدولة من ‘بروفات’ الصرخيين والبعثيين؟

السيمر / فيينا / الثلاثاء 05 . 11 . 2019

سعيد محمد

في عام 2016 كتب الاعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعتبر من اكبر مروجي السياسة السعودية قبل ان يقطعه ابن سلمان بالمنشار، تعليقا على اقتحام جماعة المشعوذ محمود الصرخي والبعثيين المنطقة الخضراء في بغداد: “حسبت اننا خسرنا العراق الجنوبي وانه وقع في قبضة النظام الايراني ولكن يقظة الجماهير الشعبية العراقية الوطنية وهتافها ضد ايران اعادت الامل”.

ما جرى حينها عندما اُستدعيت واُستنفرت جماعة العميل المرتزق لاكثر الانظمة تخلفا وطائفيا ورجعية واستبداد في المنطقة والعالم ، محمد الصرخي ورفاقه من البعثيين، لاختراق التظاهرات التي شهدتها بغداد عام 2016 ، كان “بروفة” تم الاعداد لها بدقة من قبل مخابرات الدول التي تضمر الشر للشعب العراقي، وفي مقدمتها الدول الرجعية مثل السعودية والامارات وقطر.

بعد اخراج المقتحمين من المنطقة الخضراء وعودة الامور الى مجاريها، اعتقدت السلطات العراقية ، ان ما حدث هو امر عابر ولم تدرس الحادث دراسة تستحقها لما حملته من رسائل في غاية الخطورة، فحينها طفت على سطح الاحداث وجوه بعثية خطرة مطلوبة من العدالة العراقية من بينها المجرم الهارب عضو شعبة في حزب البعث المنحل المدعو علي الدهش وهو يرفع علم العراق داخل المنطقة الخضراء، كما شاهد العالم ابناء الرفاق والرفيقات وهم يشاركون في عملية الاقتحام ، ويبثون كل ما يفعلون على صفحاتهم التفاعلية دون خوف او وجل ، ومنهم المدعوة رنا عبدالحليم صميدع ، من عائلة بعثية مجرمة، وتقدم نفسها على انها ناشطة مدنية، حيث نشرت صورتها وهي ترفع شارة النصر، وكتبت تدوينة على صفحتها التفاعلية :”هنا كان الرئيس العراقي (تعنى المقبور صدام) يحي الجيش العراقي والقوات المسلحة، هنا كان يطلق بندقيته البرنو من المنصة الرئاسية في ساحة الاحتفالات”، كما خاطبت “الناشطة المدنية”!!، الارهابي المعتقل علوان الجبوري بالقول :”اخي علوان الانبار تحية واحترام واحلى سلام وانت في معتقلك اسأل الله ان يفرح قلبك ويفك سجنك ولعمري ستفرح قريبا”.

ان “بروفة” الاختراق الصرخي البعثي لتظاهرات عام 2016 تكررت ايضا في عام 2018 عندما هجمت مجموعة من انصار الصرخي، الاداة السعودية الرخيصة ورفاقه البعثيين القنصلية الايرانية في البصرة واضرموا فيها النار، لا لشيء الا تنفيذا لاوامر التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي ، انتقاما من الدولة التي ساعدت العراقيين على سحق عصابة “داعش” ، الذي كان التحالف المشؤوم ينتظر دخولها بغداد وكربلاء والنجف.

ما يحدث اليوم في العراق لم يعد “بروفة” بل تطبيق عملي لما تم التدريب عليه كل تلك الفترة الماضية، فالشعارات والسلوكيات، التي بدانا نسمعها ونشاهدها ، والتي لا تمت باي صلة لا من قريب ولا من بعيد بمطالب المتظاهرين السلميين، بل على العكس تماما فان تلك الشعارات والسلوكيات تتناقض بالمرة مع اهداف التظاهرات المطلبية للشعب العراقي الذي خرج للمطالبه بحقوقه ولمكافحة الفساد والفاسدين.

ما يؤكد حقيقة ان ما يحدث اليوم في العراق انتقل من مرحلة “البروفة” الى مرحلة التنفيذ العملي، فقد اخذت تظهر شخصيات بعثية معروفة باجرامها ومطلوبة للعدالة في ساحة التحرير، فيما يتوافد ابناؤهم من مختلف انحاء العالم الى العراق، واخذوا يحملون صور المقبور صدام، ويتعرضون وبشكل اجرامي للمرجعية والحشد والعلاقة مع ايران، ويرفعون ذات الشعارات الشوفينية العنصرية البعثية المعروفة ، ويصفون كل مسلم شيعي عراقي غيور بانه ايراني ، ويسخرون بالمقدسات الشيعية الاسلامية، ولا يخفون نواياهم في حال اغتصابهم للسلطة، وفي مقدمة هذه النوايا ضرب كل عناصر القوة الشيعية في العراق من مرجعية وحشد شعبي وشعائر حسينية والعلاقة مع ايران ومحور المقاومة بشكل عام، والاعلان جهارا نهارا استعداهم للتطبيع مع “اسرائيل” والانبطاح امام السعودية.

نتمنى على العراقيين ان يقفوا مليا امام ما قاله الخاشقجي، التي تقف بلاده خلف كل مآسي العراق، من انه كان يخشى ان يبقى العراق “الجنوبي” في قبضة ايران، ويعني بذلك المحافظات الوسطى والجنوبية في العراق ذات الغالبية الشيعية الطاغية، فهو يقصد ان السعودية لا تعترف بوطنية وعروبة شيعة العراق الا في حال اظهروا العداء لايران، فعندها فقط يمكن وصفهم بالوطنيين وعرب، وكذلك نتمنى ان يقف العراقيون امام ماقالته سليلة الاسرة الصدامية المدعوة رنا صميدع وهي تخاطب احد عتاة الارهاب البعثي الداعشي :” اسأل الله ان يفرح قلبك ويفك سجنك ولعمري ستفرح قريبا”، فهي تعلم ان من يقف وراءها يعمل وفق اجندة تنتهي بعودة المجرمين من بعثيين وصداميين الى السلطة ، بمساعدة الجهلة والمرتزقة من جماعة المشعوذ الصرخي وامثالهم من يمانيين ومولوية، بدعم واشراف التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي.

علينا ان نعترف ان ما يشهده العراق هذه الايام يختلف عما شهده من قبل منذ عام 2003، فمحور المشعوذين والمجرمين والمرتزقة، كشر عن انيابه واستخدم ا كل اسلحته في نزال يعتقد انه الاخير والمصيري، ولكن علينا ان نؤكد في المقابل على حقيقة واضحة كوضوح الشمس، وهي ان مصير العراق لن يرسمه مرتزقة السعودية من صرخين وبعثيين من المشعوذين والمجرمين، ما دامت المرجعية الدينية العليا موجودة، ومادام الحشد الشعبي موجودا ، ومادام الشارع الشيعي واع ويعرف ان من ارسل اكثر من 5000 انتحاري الى العراق ليفجروا اجسادهم النتنة بين العراقيين ويقتلون اكثر من نصف مليون عراقي بريء، وارسل لهم “داعش” فاحتل ثلث مساحة العراق ، وقتل في ساعتين فقط 2700 شاب عراقي بعمر الزهور في سبايكر جريمتهم الوحيدة انهم من اتباع اهل البيت(ع) ، وذبح واغتصب الارض والعرض، ليس كمن ارسل السلاح والعتاد والجنود ليحاربوا جنبا الى جنب مع الجيش العراقي ليدفعوا شر عصابات السعودية وامريكا و”اسرائيل” من امثال “داعش” والبعثيين عن العراق وعن العراقيين، ” إِنَّهُمْ یَکِیدُونَ کَیْداً وَ أَکِیدُ کَیْداً فَمَهِّلِ الْکَافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْدَا”.

اترك تعليقاً