السيمر / فيينا / الاحد 19 . 04 . 2020
هاتف بشبوش
الطاعون الذي حصد أغلب أرواح مدينة وهران الجزائرية في الأربعينيات ونقل لنا هذه المأساة الفرنسي الشهير(البيركامو) في روايته الطاعون الحائزة على جائزة نوبل ، نرى كيف حصل اللغط الكبير بين أهل الصدفة وأهل الإيمان ، وهل الله أرسل هذا الوباء نتيجة لفساد الناس أم أنه كارثة طبيعية . واحدُّ من أهل الإيمان وفي حوار تراجيدي يسأل الطبيب( ريو) المسؤول الأول عن مرضى الطاعون : هل أنت مؤمن بالله فتعمل هكذا ليل نهارمتناسياً نفسك ، فيجيبه( ريو) : من الخير لله ان لا أؤمن به لأنني لو آمنت به لتركت كل هؤلاء المصابين عليهِ وحده يتحمل شفائهم . وفي وقتها نصحَ الأطباء باستعمال الكحول كما هو الحاصل مع كورونا للتعقيم فهرع الناس بكل مؤمنيها ومدمنيها الى البارات يشربون الخمر لتجنب العدوى والموت وعندها ثار كبار أهل الإيمان على هذه الظاهرة الغير مألوفة . ويبقى هذا الصراع مادام هناك رأسمالية جشعة تغذي أساطير الجهل بين بسطاء الناس مثلما قال لي أحدهم يوم أمس بأن فيروس كورونا مذكورُّ في نهج البلاغة للإمام علي . ولذلك نرى المستفيد الأول من هكذا لغط ، أصحاب رؤوس الأموال الذين هم أساسا ينتمون الى فرقة الصدفة لكنهم يعملون على أسطرة أهل الجهل والشعوذة عند أهل الإيمان لكي يبقوهم دونما وعي وبهذا يسهل السيطرة على ثرواتهم ونهبها في كل الأوقات . …
شاعر وناقد عراقي