السيمر / فيينا / الخميس 01 . 10 . 2020
في مثل هذا اليوم الأول من تشرين الأول من العام الماضي اندلعت في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط , تظاهرات عارمة مطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإزالة الإحزاب والقوى السياسية الفاسدة التي أحكمت قبضتها على مقاليد السلطة في العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم عام 2003 , حيث شاركت عموم جماهير الشعب العراقي بهذه التظاهرات العارمة التي أرادها الشعب أن تكون الخطوة الأولى للخلاص وتغيير النظام السياسي القائم الفاسد وإزاحة أحزاب الفساد والرذيلة والانحطاط التي هيمنت على مفاصل الدولة .. لكنّ هذه الانتفاضة الشعبية التي انحسرت في العاصمة بغداد والمحافظات الشيعية التسعة قد تعرّضت إلى نكسة كبيرة حرفتها عن مسارها وابعدتها عن الأهداف التي اندلعت من أجلها .. حيث تعرّضت إلى قرصنة أربعة أطراف سياسية خارجية وداخلية , كلّ من هذه الاطراف له أهدافه الخاصة به .. الطرف الأول من هذه الأطراف ههم تيار سائرون الذي أراد ركوب موجة الانتفاضة وحصد نتائجها والظهور أمام الشعب أنهم الطرف السياسي الذي ينشد الإصلاح والتغيير , وهم في الحقيقة جزء لا يتجزأ من النظام السياسي الفاسد بل هم أحد أهم أركان الفساد في هذا النظام الفاسد وأكثر المشاركين في الحكم خلال الأعوام السبعة عشر الماضية .. والطرف الثاني هي أمريكا والسعودية والأمارات ومن يرتبط بهما من عملاء في داخل العراق وما يطلق عليهم بمصطلح الجوكرية أو ابناء السفارة , هذا الطرف كان المحرّك الاقوى في توجيه هذه التظاهرات وهو الطرف الذي انتصر أخيرا وشّكلّ الحكومة الحالية .. والطرف الثالث هم أحزاب الإسلام السياسي والقوى المسلّحة القريبة من إيران , هذه القوى كانت تدرك حجم المؤامرة الامريكية التي تستهدف وجودها تحديدا , وهذه القوى لم تدّخر جهدا في تشوية صورة هذه الانتفاضة وإظهارها بمظهر الفوضى وكذلك لم تدّخر جهدا في القضاء عليها بالتعاون مع الطرف الرابع .. والطرف الرابع الذي تعامل بالقسوّة البالغة مع الانتفاضة ,هو الحكومة المجرمة والغاشمة والفاسدة التي استخدمت القوة والبطش بشكل لم يحدث في أي حكومة ديمقراطية , هذه القسوّة التي أودت بحياة أكثر من ثمنمائة قتيل وأكثر من ثلاثون ألف جريح .. وبعد كلّ هذا القتل والحرق والتدمير في مؤسسات الدولة ومرافقها , ينتهي المطاف بسيطرة مصطفى الكاظمي وطاقمه الأمريكي على مقاليد الحكم في العراق .. لتبدأ في العراق حقبة حكومة الجوكرية وأبناء السفارة .. لضحايا الانتفاضة المساكين الرحمة والغفران في ذكرى الانتفاضة الأولى …
أياد السماوي
في 01 / 10 / 2020
الجريدة غير معنية او مسؤولة بكل ما تم طرحه من آراء داخل المقال