السيمر / فيينا / الثلاثاء 24 . 08 . 2021
د. صلاح الصافي
المشهد في أفغانستان الذي احتلته أمريكا لمدة عشرون عاماً، أثبت بالدليل القاطع أن ادعاءات أمريكا بأنها راعية حقوق الإنسان لا يمت لهذا الشعار بصلة لأنها بالحقيقة أن مصلحة أمريكا هو الأساس وحتى تصل إلى مبتغاها غلفته في هذا الشعار، وإن كل ما ترفعه من شعارات بهذا الخصوص هي ترهات، والشواهد بهذا المجال كثيرة وواضحة للعيان، فبعد أكثر من (17) عاماً من احتلالها للعراق ورفعها لشعار قبل دخولها للبلد أن العراق سوف يكون الولاية الواحدة والخمسون، أي أن العراق سيماثل هذه الولايات من تطور وبناء وتكون حقوق الإنسان هي العلامة المميزة بعد نظام دكتاتوري جثم على صدورهم لأكثر من خمسة وثلاثون سنة، والواقع الآن وما يعيشه العراقيون في ظل الديمقراطية الأمريكية وما آل عليه البلد من خراب ودمار وقتل وهدر لحقوق الإنسان خاب ظن أكثر المتشدقين والمؤيدين لهذه الديمقراطية، حيث لم يتقدم إلى الأمام إلا الفساد والفاسدين الذين جلبتهم أمريكا، وأصبحت حقوق الأنسان بمستوى أدنى مما كانت عليه في زمن الدكتاتورية.
وما تقوم به اسرائيل من انتهاكات مشينة بحق الفلسطينيين من قصف وقتل وهدم منازل برعاية أمريكية يبين الزيف الأمريكي برفعها لهذه الشعارات، وما تباكي أمريكا على حقوق المواطنين الصينيين، هدفه لزرع الفتنة في هذا البلد الذي ينافس أمريكا اقتصادياً بل يكاد يتفوق عليها، وأصبحت أمريكا غير قادرة على مجابهة التقدم الصيني في كل المجالات.
وبالعودة إلى أفغانستان فقد تغنت أمريكا بأنها خلصت الشعب المظلوم من الرجعية الطلبانية وأن الشعب الأفغاني سوف يتمتع بالديمقراطية ويتنعم بحقوق الإنسان، وبعد عشرون عاماً لا نرى في المشهد الأفغاني إلا الخراب والفساد وانتشار المخدرات بين الشباب الأفغاني ونهب لخيرات هذا البلد على أيدي أفاق صنعتهم أمريكا في دهاليز السي آي أي، وختامها تركت الشعب الأفغاني إلى سطوة طالبان وتحت رحمتهم.
وبسبب حقوق الإنسان الأمريكية الذي أصبح موضوع للتهكم بين الشعوب التي تمتعت بهذه الحقوق بالقول (نار الدكتاتورية ولا ديمقراطية وحقوق الإنسان الأمريكية).