السيمر / فيينا / الجمعة 10 . 09 . 2021
د. صلاح الصافي
الانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية الأهم للوصول للسلطة بالطريق السلمي، ويجب أن يكون للمرشح أو الكيان السياسي دعاية انتخابية لاستمالة الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالحه، وهذه الحملة الانتخابية التي يقوم بها المرشح هي نوع من أنواع الحملات الاعلامية السياسية لها أهداف محددة تسعى إلى تحقيقها ولها زمن محدد قصير ومركزة تتسم بكثافة التغطية، وتخضع للتقييم لمعرفة مدى فاعليتها.
حدد قانون الانتخابات العراقي رقم (16) لسنة (2005) آلية جديدة في تنظيم العملية الانتخابية والدعاية للمرشحين عكس قانون الانتخابات الذي صدر في حزيران عام (2004) من سلطة الائتلاف الذي لم يشر إلى الدعاية الانتخابية، حيث وضع القانون الجديد آلية تنظيم العملية الانتخابية والدعاية للمرشحين، فقد أكدت المادة (20) من هذا القانون أن تكون الحملة الانتخابية حرة ويجوز لأي مرشح القيام بها من تاريخ ابتداء مدة الترشيح وتستمر لليوم السابق مباشرة لليوم المحدد لإجراء الانتخاب، وهذا ما أكدت عليه القوانين الانتخابية التي تلته وبتفصيل أكثر.
إذاً على المرشح أن يرتقي بفكر الشعب لأنه جزء من هذا الشعب ولأنه سوف يدخل البرلمان نائباً عنهم ذا حس وطني وفكر سياسي يعلم أن المصلحة العامة هي مقدمة على المصالح الحزبية، فإلى أي مدى استطاع مرشحي المجلس النيابي من تطبيق برامجهم التي اعلنوا عنها في حملاتهم الانتخابية، وهل يمكن تطبيق البرامج الانتخابية القادمة؟.
بنظرة على الحملات الانتخابية السابقة نرى أن أغلب الجمهور العراقي سواء كان داخل العراق أو خارجه ماثلة في اذهانهم الصورة السلبية لأداء المجالس النيابية السابقة، وعلى قناعة أن الشعارات التي اطلقها المرشحون في الحملات الانتخابية مجرد كلام للاستهلاك لا أكثر، حيث أن كل المنجزات وهمية بدليل الواقع المزري للبلد على كل الأصعدة من واقع خدمي الى بنى تحتية إلى غيرها …، ولا نتلمس الا الخراب حيث المشاريع الوهمية إلى المشاريع المتلكئة، ناهيك عن الفساد الذي استشرى حتى تصدرنا دول العالم بهذا المنجز.
ونحن على أعتاب انتخابات جديدة وبداية الحملة الانتخابية أن نكون شعب على قدر من الوعي وعدم السماح لنفس الوجوه الكالحة التي تسنمت السلطة على مدار السنين السابقة بالضحك علينا من جديد، وأن تكون الدعاية للانتخابات الجديدة لمواجهة الفاشلين بالحجة الدامغة وفضحهم، لنكون أمام بداية جديدة يحسب لنا حساب وأن تكون الدعاية الانتخابية مشاريع حقيقية قابلة للتطبيق وليس ضحكاً على الذقون.
على ما اعتقد أن تكرار تجربة الانتخابات على نحو دوري كل أربع سنوات اكسب الناخب العراقي معرفة – دوافع المرشحين ووعودهم الانتخابية – تجربة وعمقاً في وعيه السياسي وجعله مدركاً ومنتقداً في كثير من المواقف طرقهم غير القانونية في عرض دعايتهم الانتخابية، كما أنه بدأ يعي بصورة كبيرة بأن الشعارات التي ترفع باسم المذهب والطائفة والقومية لا تقدم له شيء وإنما تعمق من الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، وعلى ذلك اتمنى أن يعي المرشح للانتخابات القادمة أن الناخب العراقي في عام 2021 أكثر وعياً وأكثر إدراكاً، وإن غداً لناظره قريب.