السيمر / فيينا / الجمعة 21 . 10 . 2022 —— كلف الرئيس الإيطالي الرئيس سيرجو ماتاريلا، زعيمة حزب اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية جورجيا ميلوني بتشكيل الحكومة، وفق ما أعلن الأمين العام للرئاسة. وتصبح بذلك ميلوني، أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد. وستقدم بعد ظهر الجمعة تشكيلة حكومتها التي ستؤدي اليمين صباح السبت.
كلفت جورجيا ميلوني رئيسة حزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة ايطاليا) للفاشيين الجدد والتي فازت في الانتخابات التشريعية، الجمعة بتشكيل حكومة من جانب الرئيس سيرجو ماتاريلا، وفق ما أعلن الأمين العام للرئاسة.
وقبلت ميلوني البالغة من العمر 45 عاما بتولي هذه المسؤولية لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد. وستقدم بعد ظهر الجمعة تشكيلة حكومتها التي ستؤدي اليمين صباح السبت.
وتحظى ابنة روما التي نجحت في “وضع حد لشيطنة” حزبها للوصول إلى السلطة بعد قرن تماما من موسوليني، مع شركائها في الائتلاف الزعيم الشعبوي للرابطة المناهضة للمهاجرين ماتيو سالفيني وزعيم فورتسا إيطاليا سيلفيو برلوسكوني، بالغالبية المطلقة في كل من مجلس النواب والشيوخ.
وقدمت ميلوني إثر تعيينها تشكيلة حكومتها التي ستؤدي اليمين صباح السبت في الساعة 08,00 ت غ أمام رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا.
وتعكس قائمة الوزراء رغبتها في طمأنة شركاء روما. إذ تم تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني من “فورتسا إيطاليا” وزيرا للخارجية وأسندت إلى جانكارلو جيورجيتي ممثل الجناح المعتدل في الرابطة والذي كان وزيرًا في حكومة ماريو دراغي المنتهية ولايتها حقيبة الاقتصاد.
تصدعات
وستكون مهمة ميلوني صعبة خصوصا وأن عليها ضمان وحدة ائتلافها الذي يظهر تصدعات، إضافة إلى أن بلادها، ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، يواجه وضعا صعبا بسبب أزمة الطاقة والتضخم.
ويبدو أن سالفيني وبرلوسكوني مترددان في قبول سلطة جيورجيا ميلوني التي فاز حزبها بـ26 بالمئة من الأصوات في انتخابات 25 أيلول/سبتمبر، مقابل 8% فقط لحزب برلوسكوني و9 بالمئة للرابطة. وحتى قبل تعيين ميلوني، تحدثت وسائل الإعلام الايطالية عن خلافات بين القادة الثلاثة حول توزيع المناصب في البرلمان وداخل الحكومة المقبلة.
وميلوني المؤيدة لحلف شمال الأطلسي ولدعم أوكرانيا ضد روسيا، اضطرت هذا الأسبوع لمواجهة تصريحات مثيرة للجدل لبرلسكوني، الذي أكد أنه “استأنف الاتصال” مع فلاديمير بوتين وحمل كييف مسؤولية الحرب.
وتأتي هذه التصريحات في وقت سيء جدا بينما تتابع الحكومات بدقة وصول هذا التحالف ذي الغالبية المشككة في أوروبا. وشعرت ميلوني أنها مضطرة لتصحيح الوضع الأربعاء بالتأكيد على أن إيطاليا “جزء بالكامل” من أوروبا وحلف شمال الأطلسي و”رأسها مرفوع”.
“الله، الوطن، العائلة”
وميلوني الخطيبة الموهوبة، مسيحية محافظة معادية لحقوق المثليين وترفع شعار “الله، الوطن، العائلة”. لكنها وعدت بعدم المساس بالقانون الذي يجيز الإجهاض. وعلى ميلوني ووزرائها التركيز على مواجهة التحديات العديدة التي تنتظرهم خصوصا الاقتصادية.
فقد ارتفع التضخم في إيطاليا في أيلول/سبتمبر بنسبة 8,9 بالمئة على أساس سنوي بينما تواجه إيطاليا خطر ركود تقني العام المقبل، مثل ألمانيا.
ويبدو هامش المناورة ضيقا بسبب ديون ضخمة تمثل 150 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.
من جهته أشاد المجلس الأوروبي الجمعة برئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي الذي أكد على التزام بلاده الأوروبي: “الجميع يعتبر الاتحاد الأوروبي مصدرًا للأمن والاستقرار والسلام: يجب أن نتذكر ذلك دائما في المستقبل خاصة في مثل هذه الأوقات الصعبة”.
وميلوني المشككة في الاتحاد الأوروبي، تخلت عن حملتها من أجل الخروج من منطقة اليورو لكنها وعدت بالدفاع عن مصالح بلدها بشكل أكبر في بروكسل. ويأتي ذلك بينما يعتمد النمو على نحو مئتي مليار يورو بشكل منح وقروض من الاتحاد الأوروبي في إطار صندوق التعافي بعد الوباء.
وبين “حلفائها” والمفوضية والأسواق، تبدو جيورجيا ميلوني في وضع صعب حتى قبل توليها المنصب، في ما يكاد يكون تقليدا في بلد معروف بعدم استقرار حكومي مزمن.
فرانس24/ أ ف ب