السيمر / فيينا / السبت 04 . 02 . 2023
رصد البنتاغون الجمعة منطاد “تجسس” صينيا ثانيا يُحلّق فوق أمريكا اللاتينية غداة رصد منطاد أول في أجواء الولايات المتحدة، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بات رايدر في بيان من دون أن يحدد موقعه بدقة. والخميس تم تعقب منطاد تجسس صيني حلّق على ارتفاع شاهق فوق الأجواء الأمريكية بما يشمل مناطق تضمّ مواقع عسكرية حساسة، في خطوة وصفها خبراء أمنيون بأنها “تكتيك تجسس أكثر جرأة وإن كان محيرا”.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة إنه تم رصد منطاد “تجسس” صيني ثان يُحلّق فوق أمريكا اللاتينية، غداة رصد منطاد أول في أجواء الولايات المتحدة.
في السياق، صرح المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان: “نحن على علم بتقارير عن منطاد يحلّق فوق أمريكا اللاتينية. نعتبر أن الأمر يتعلق بمنطاد تجسس صيني آخر”، من دون أن يحدد موقعه بدقة.
وكان البنتاغون أعلن الخميس أنه يتعقب تحركات منطاد “تجسس” صيني يحلق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتحدة، ويشمل ذلك مناطق تضمّ مواقع عسكرية حساسة.
NEWS: U.S. Tracking High-Altitude Surveillance Balloon https://t.co/91vmqncyGX
— Department of Defense 🇺🇸 (@DeptofDefense) February 3, 2023
وقال خبراء أمنيون إن تحليق ما يشتبه بأنه منطاد مراقبة صيني فوق الولايات المتحدة يمثل تكتيك تجسس أكثر جرأة، وإن كان محيرا، من الاعتماد على الأقمار الصناعية وسرقة الأسرار الصناعية والدفاعية.
وتستخدم كل من الولايات المتحدة والصين على مدى عشرات السنين أقمارا صناعية للمراقبة لمتابعة الدولة الأخرى من الجو. ولكن المناطيد التي أطلقتها الصين في الآونة الأخيرة، التي قال مسؤول في واشنطن إن حادثة الأسبوع الماضي لم تكن الأولى، جعلت البعض في واشنطن في حيرة. حيث قال جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض: “بطريقة ما فإنه أمر غير احترافي بشكل أكبر. هل الكاميرات في أقمارهم الصناعية ليست ذات دقة عالية بما يكفي لإرسال منطاد؟”.
وتأتي الضجة حول المنطاد في الوقت الذي تعمل فيه الصين على بناء قدراتها العسكرية وتتحدى الوجود العسكري الأمريكي في المحيط الهادي. وتعتقد الولايات المتحدة أيضا أن بكين تسعى بشكل روتيني للحصول على معلومات من الشركات الأمريكية.
في المقابل، قالت الصين إن المنطاد كان مخصصا للأرصاد الجوية المدنية والأغراض العلمية وضل طريقه في المجال الجوي الأمريكي، متهمة السياسيين ووسائل الإعلام الأمريكية السبت باستغلال الوضع لتشويه سمعة الصين. وسبق أن رفضت بكين اتهامات بالتجسس وقالت إن الولايات المتحدة تتبنى عقلية الحرب الباردة وتضخم “التهديد الصيني”.
كما قال دين تشينغ كبير مستشاري برنامج الصين في المعهد الأمريكي للسلام إن المنطاد الذي تم اكتشافه الأسبوع الماضي كان استفزازيا بشكل متعمد على ما يبدو. مضيفا: “هذه طريقة لاختبار رد فعل الطرف الآخر، ليس بالمعنى العسكري. ولكن من الناحية السياسية، ماذا تفعل حيال ذلك؟ هل تحافظ على الهدوء؟ وإذا كان قد تم إطلاق الكثير في الواقع وهذه ليست أول مرة، فهذا يطرح حينئذ سؤالا مثيرا للاهتمام. ماذا حدث للمناطيد؟ هل قمنا بإسقاطها؟”.
وقال مايك راوندز العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي لشبكة فوكس نيوز إنه سيكون من الجيد استعادة المنطاد لمعرفة “ما إذا كان مصمما لجمع البيانات بالفعل أو ما إذا كان مصمما لاختبار قدراتنا على الرد”.
وبعدما رصدت الولايات المتحدة في أجوائها المنطاد الصيني الأول الذي تشتبه في أن أغراضه تجسسية، أرجأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة زيارة لبكين، التي نفت الاتهام مبدية “أسفها” لهذه الحادثة “غير المقصودة”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز