السيمر / فيينا / السبت 11 . 03 . 2023
انتخب نواب البرلمان الصيني السبت بالأغلبية لي تشيانغ المقرب من شي جينبينغ رئيسا للوزراء غداة فوز الرئيس الصيني بعهدة ثالثة لمدة خمس سنوات. وتشيانغ هو المسؤول السابق للحزب الشيوعي في شنغهاي وهو يرأس إضافة للحكومة مجلس الدولة، إذ ترتبط وظيفته تقليديا بالإدارة اليومية للبلاد وتسيير السياسات الاقتصادية، لكن من غير المرجح أن يتمتع بالسلطة لاستكمال إصلاح الاقتصاد حسب مراقبين.
اختار البرلمان الصيني السبت لي تشيانغ أحد المقربين جدا من شي جينبينغ لرئاسة الحكومة غداة فوز الرئيس الصيني بعهدة ثالثة.
والجمعة، فاز شي جينبينغ (69 عاما) بولاية جديدة لمدة خمس سنوات، بعد تصويت بالإجماع بالبرلمان في ما يشكل تتويجا لصعود جعله أقوى رئيس للبلاد منذ أجيال. وحيث إن البرلمان تابع عمليا للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، فإن نتيجة الاقتراع لم تكن موضع شك.
وخلال عملية تصويت أخرى السبت للنواب المجتمعين بقصر الشعب في بكين، حصل لي تشيانغ المرشح الوحيد لمنصب رئاسة الوزراء، على 2936 صوتا، فيما صوت ثلاثة نواب ضده وامتنع ثمانية عن التصويت. وطُلبت من الصحافيين مغادرة قاعدة المجلس عندما قام النواب بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
من هو لي تشيانغ؟
وتشيانغ (63 عاما) هو المسؤول السابق للحزب الشيوعي في شنغهاي وقد تضررت صورته إلى حد ما في الربيع أثناء الحجر الفوضوي في مدينته. وهو يخلف لي كه تشيانغ الموجود في منصبه منذ 2013.
وعقب تعيينه، أدى لي تشيانغ اليمين الدستورية. وأقسم على “العمل الجاد لبناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة”. ويرأس رئيس الحكومة الصينية مجلس الدولة. وترتبط وظيفته تقليديا بالإدارة اليومية للبلاد وتسيير السياسات الاقتصادية.
ولي تشيانغ الذي تمت ترقيته إلى المرتبة الثانية في الحزب الشيوعي في أكتوبر/تشرين الأول ليست لديه خبرة على مستوى الحكومة المركزية، خلافا لكافة رؤساء الوزراء السابقين تقريبا.
كما يتمتع بخبرة كبيرة في الحكومة المحلية وتقلَّد مناصب قيادية مهمة في مقاطعتي تشيجيانغ (شرق) وجيانغسو (شرق) الساحليتين الغنيتين.
وكان لي تشيانغ رئيس مكتب شي جينبينغ عندما كان هذا الأخير يرأس الحزب الشيوعي في تشجيانغ بين العامين 2004 و2007. وتعكس ترقياته السريعة منذ ذلك الحين مستوى الثقة العالي التي يوليها إليه رئيس البلاد.
لا سلطات اقتصادية؟
ويتولى لي تشيانغ منصبه في وقت يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤا حادا، وقد أضعفته سياسة “صفر كوفيد” غير المرنة. وبالنسبة للعام 2023، فقد حددت الحكومة هدفا لنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي خمسة بالمئة، وهي واحدة من أدنى المستويات منذ عقود.
ومشاريع الإصلاحات الاقتصادية التي وضعها رئيس الحكومة المنتهية ولايته لي كه تشيانغ، الذي يتمتع بخبرة اقتصادية، عرقلتها السلطة المتنامية لشي جينبينغ.
في السياق، قال الخبير السياسي ويلي لام من الجامعة الصينية في هونغ كونغ: “من غير المحتمل أن يتمتع لي تشيانغ بالسلطة لتطوير (هذا المسار) قدما”. وأشار إلى أن مردّ ذلك خصوصا إلى أن شي جينبينغ “يصر على الحاجة إلى تحكم أكثر صرامة بالاقتصاد من قبل الدولة والحزب”، عكس الممارسة السارية منذ نهاية سبعينات القرن الماضي.
والسبت، اختار النواب أيضا تشانغ يوشيا وهي ويدونغ نائبين لرئيس اللجنة العسكرية المركزية (التي يرأسها شي جينبينغ)، فيما عيّن تشانغ جون في منصب رئيس المحكمة العليا.
وانتُخب يينغ يونغ الرئيس السابق للحزب في إقليم هوبي (وسط) حيث اكتُشفت الحالات الأولى لكوفيد-19، مدعيا عاما للنيابة الشعبية العليا.
من جانبه، بات ليو جينغو مسؤولا عن لجنة الإشراف الوطنية، الهيئة التي تُعنى بمكافحة الفساد.
فرانس24/ أ ف ب