السيمر / فيينا / الخميس 02 . 11 . 2023
اسعد عبدالله عبدعلي
منذ اسابيع وجيش الكيان الصهيوني يمارس جريمة ابادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة! وسط صمت مريب من دول التطبيع العربي المتمثلة ب (مصر والاردن والمغرب والبحرين والامارات)! مع صمت او مجرد بيانات استنكار خجولة من قبل لبلدان عربية اخرى مثل السعودية وعمان والكويت! وكل ما يخرج منهم هي الدعوة لوقف الحرب وفتح معابر لوصول الغذاء والدواء والوقود, من دون اي مطالبة بمحاسبة الصهاينة على جرائمهم!
الغريب ان الاعلام العربي يسخر من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن حزب الله لانها لم تقوم بالرد على جرائم الصهاينة, مع ان هذه الدول العربية تملك جيوش كبيرة, واسراب طائرات لا تعد, وارتال كبيرة جدا من الدبابات والمدرعات الحديثة, وخزين هائل من مختلف انواع الصواريخ, فلم تطلب من ايران بالرد وتنسى انها الاحق بالرد, خصوصا ان فلسطين العربية اقرب لهم من ايران الفارسية تاريخيا وقوميا ومذهبيا؟
*خطوة طرد سفراء الصهاينة
بعد ان قامت بوليفيا بطرد السفير الصهيوني, واعلنت رسميا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني, وضعت بتصرفها هذا كل عرب التطبيع في زاوية حرجة جدا امام الراي العام, فها هي دولة ليست عربية ولا اسلامية لكن الدافع الانساني جعلها تقف هذا الموقف الشجاع, فلا تقبل ان تضع يدها بيد القتلة, ففعلت الامر الصح, وطردت السفير الصهيوني, بخلاف دول التطبيع العربي التي مازالت في حظن الصهاينة نائمة سعيدة فرحة, ولا تقبل ان اثارة غضبهم او زعلهم! فهي تقبل ايادي الصهاينة كي يرضوا عنها, في موقف جبان ومتخاذل, كانها تمثل دور الرجل الفاقد لكرامته.
الا تخجل دول التطبيع العربي من صمتها؟ الا تخجل امام شعوبها الصاخطة على صداقة حكوماتها مع الصهاينة, ويوميا يقتلون عرب فلسطين ويديهم مازال الدم الفلسطيني فيها! انه عهر سياسي تمارسه هذه الدولة, واعلامها ليل نهار يتحدث عن بطولات ومواقف رجولية! وحقيقة الامر مجرد سياسة عاهرة تمارسها هذه الدولة المطبعة, وجاءت مشكلة قطاع غزة لتسبب لهم صداع شديد, حيث فضحتهم وكشفت اكذوبتهم.
*خطوة سلاح النفط والغاز المنسي
ممكن للعرب لو صحت ضمائرهم ان يتسببوا بازمة اقتصادية للعالم, تربك كل حسابات الدول الكبيرة, عبر قرار موحد للتوقف عن ضخ النفط والغاز في الاسواق العالمية, تخيل معي ماذا يمكن ان يحصل؟ وحجم العاصفة الاقتصادية التي تضرب الغرب المتعاطف مع الكيان الصهيوني.
فلو اتفقت العراق والسعودية وقطر والكويت وعمان والبحرين والامارات والجزائر ومصر, مع مساندة ايرانية مؤكدة, فالضغط الاقتصادي سيجبر القوى العالمية على الانصياع للقرار العربي والاسلامي, خصوصا ان موسم الشتاء على الابواب, حيث يزداد الطلب على النفط والغاز.
فترتفع الاسعار وتحصل ازمة وتتوقف مشاريع القتل في قطاع غزة, وهكذا يتم انقاذ الشعب العربي الفلسطيني من الذبح اليومي وهذا اقل ما يمكن ان تقدمه الحكومات العربية لنصرة اخوتهم في فلسطين المحتلة.
لكن من اين ناتي بحكام شرفاء ويكونوا اصحاب ضمائر حية, ويقفون مع المظلوم ضد الظالم, بدل بيانات الاستنكار المضحكة التي صدعوا بها رؤوسنا.