أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / اسرائيل تواصل قصفها الكثيف لجنوب قطاع غزة والامم المتحدة تصفها بـ “الجحيم على الأرض”
جرحى فلسطينيون جراء ضربة إسرائيلية يصلون إلى مستشفى الأقصى في دير البلح في وسط قطاع غزة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2023 © - / ا ف ب

اسرائيل تواصل قصفها الكثيف لجنوب قطاع غزة والامم المتحدة تصفها بـ “الجحيم على الأرض”

السيمر / فيينا / الثلاثاء 12 . 12 . 2023

يواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.

والثلاثاء، أفادت وزارة الصحة باقتحام قوات إسرائيلية لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.

وقال المتحدث أشرف القدرة في بيان “قوات الاحتلال الاسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه لعدة أيام”.

وأضاف القدرة “قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم في هذه الاثناء بتجميع الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى” موضحا “نخشى على اعتقالهم واعتقال الطواقم الطبية أو تصفيتهم”.

وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.

كما زار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الثلاثاء قطاع غزة، موضحا أن السكان يعيشون في “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.

وقال لازاريني عبر منصة “إكس” “الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يطالبون بالسلامة وإنهاء هذا الجحيم على الأرض”.

ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.

وأسفر الهجوم عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختُطف حوالى 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين. وبدأت اسرائيل عملية برية في القطاع في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.

مساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية.

وقال الجيش في بيان “خلال عملية في غزة، تم العثور على جثتي ايدين زاكاريا و(الجندي) زيف دادو وإعادتهما إلى اسرائيل”.

وبحسب الجيش، بقي 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.

– “كانت ميتة”-

وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.

وأكدت وزارة الصحة أن “24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات” في رفح.

وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها.

ويقول والدها هاني إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا “أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها واخذناها إلى المستشفى” مضيفا “كانت ميتة”.

وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالى 18 في المئة من البنى التحتية في قطاع غزة تعرضت لأضرار منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، استنادا إلى صورة التقطت بقمر اصطناعي عالي الدقة.

واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا الى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الامم المتحدة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر “يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.

وأضاف “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وتسببت احدى الغارات بحفرة عميقة ودمرت مبان محيطة. وحاول بعض الفتية إنقاذ ممتلكات من تحت الأنقاض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية مشيرا أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.

– على شفير “التفكك”-

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.

ناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الاشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

أحد الناجين بعد انتشاله من بين الأنقاض إثر ضربة إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين الفلطسينيين في وسط قطاع غزة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2023
أحد الناجين بعد انتشاله من بين الأنقاض إثر ضربة إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين الفلطسينيين في وسط قطاع غزة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2023 © – / ا ف ب

وعبرت قافلة مساعدات مصرية تضم 80 شاحنة الثلاثاء إلى معبر كرم أبو سالم بين مصر وإسرائيل للتفتيش. ووافقت إسرائيل الثلاثاء على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم كنقطة تفتيش لتفقّد المساعدات المرسلة إلى غزة.

وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني”.

ويتناول مشروع النص الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس الأحد، وستصوت عليه الجمعية العامة خلال اجتماعها، إلى حد كبير مشروع القرار الذي رفضه مجلس الأمن الجمعة.

ويعرب النص عن القلق بشأن “الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة” و”يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. كذلك، يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج “الفوري وغير المشروط” عن جميع الرهائن.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال اجتماع الحكومة في رام الله “ندين كل من يشجع إسرائيل على الاستمرار في القتل” قبل التصويت.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد بعد محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن أن إسرائيل حصلت على “الدعم الكامل” من الولايات المتحدة ما سيمنع “الضغوط الدولية لوقف الحرب”.

وقال بايدن الثلاثاء إن الحكومة الإسرائيلية تعارض حل الدولتين مع الفلسطينيين وحض نتانياهو على “تغيير” حكومته. وأعلن بايدن خلال حملة انتخابية “هذه أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل” مضيفا أن تلك الحكومة “لا تريد حل الدولتين”.

هجوم في البحر الأحمر

وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.

أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت مسيّرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النروج هاجمها المتمردون الحوثيون في اليمن.

وأضافت الوزارة في بيان أن الفرقاطة “لانغدوك” متعدّدة المهام “اعترضت ودمرت مسيّرة كانت تهدد بشكل مباشر ستريندا” ثم “تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة”.

ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد المتمرّدون اليمنيون السبت بمنع مرور السفن المتوجّهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة.

اترك تعليقاً