الرئيسية / مقالات / دبس البصرة يباع في أوروبا كمنتج تركي؟

دبس البصرة يباع في أوروبا كمنتج تركي؟

فيينا / الخميس 29 . 02 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

استوقفني اسم دبس البصرة تباع في سوبرماركتات العرب والمسلمين في الدنمارك، وبعد قراءة التفاصيل واذا في هذا الدبس إنتاج معمل تركي، للعلم تركيا لا تزرع النخيل، لكن هناك تجربة مواطن سوري زرع فسائل نخيل في لواء الاسكندرون العربي المحتل من تركيا، وقد نجحت التجربة، ربما بالمستقبل طيب أردوغان يستفيد من هذه التجربة لزراعة ملايين النخيل في لواء الاسكندرونة بجنوب تركيا.

وفق بيانات اقتصادية أن تركيا حققت نمو بمعدل ٤،٥% بالعام الماضي، تركيا وايران وحتى السعودية لديهم خطط بدعم الزراعة والصناعة المرتبطة في المواد الغذائية، عندما تذهب إلى السوبرماركت في دول أوروبا تجد التمور الإيرانية والسعودية والاماراتية والاسرائيلية والاردنية والتونسية والجزائرية والمصرية تباع بشكل كبير.

يفترض بالدولة العراقية تعمل معامل لتعليب التمور بالبصرة والناصرية والكوت والعمارة، ماشاء الله يوجد مئات التجار العراقيين الشيعة من اهالي البصرة وكربلاء والنجف منتشرين في دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وأمريكا وكندا، لكن دونية ولصوصية المسؤولين في الجمارك وفي الوزارات مثل وزارة التجارة ومنافذ التصدير بالموانىء هي التي تخلق المصاعب للتجار العراقيين المقيمين بدول اوروبا، وتجعلهم لم يقوموا في استيراد التمور والخضار والفواكه العراقية، هناك حقيقة مؤلمة من يبيع تمور السعودية والإمارات ومصر والمغرب والجزائر وتونس وايران هم التجار العراقيين المقيمين في دول اوروبا، حتى انا سألت صديق لي من اهالي البصرة، لديه سوبرماركتات عن لماذا لاتبيع التمور العراقية، قال لي يا صديقي ذهبت للعراق وتكلمت مع المسؤولين بالبصرة يقول قالوا لي نريد تعطينا حصة حتى نسمح لك في اخذ بضائع عراقية للدنمارك وأوروبا، يقول قلت لهم المسؤولين والتجار بالسعودية والإمارات يتوسلون بنا حتى نبيع بضائعهم، وإذا ذهبنا لهم يستقبلوننا ويسكن ويسكنوننا في فنادق ويعطونا هدايا وانتم تريدون منا حصة هههههه شر البلية مايضحك، الفشل الآخر الذي انا رأيته بعيوني ولم يحدثني احد، معظم المسافرين العراقيين يسافرون للعراق على الخطوط الجوية التركية والقطرية بشكل خاص، بينما الخطوط الجوية العراقية نائمين وحتى السفر مع الخطوط الجوية العراقية مزعج، شيء طبيعي تجد الكثير من المسافرين واضعين حقائبهم فوق الكرسي الذي أنت حاجزة هههههه بطرق سيئة واذا تكلمت مع المضيفيين الاخ يحل مشكلة يأخذ حقيبتك يوضعها في آخر كرسي ولازم تنتظر اذا هبطت الطائرة، عليك تنتظر نزول كل المسافرين حتى تصل إلى حقيبتك، تصوروا العراق يستورد معجون طماطم من تركيا سنويا في ٢٥٠ مليون دولار ههههه والله اتذكر في منطقتنا في سبعينيات القرن الماضي معظم جيراننا يعملون معجون طماطم في بيوتهم، ههههه لايعقل يتم استيراد معجون بسعر ٢٥٠ مليون دولار. هذا المبلغ كافي لاستيراد عشر معامل تعليب طماطم وبطاقة إنتاجية كبيرة تسد السوق المحلية ويمكن طرح الفائض للتصدير خارج العراق.

من المؤلم معمل التعليب التركي سارق اسم البصرة للكسب المادي للاسف، يوجد الكثير من التجار العراقيين الشرفاء من اهالي البصرة مستعدين لبيع منتجات البصرة من التمور والفواكه لكن الروتين العراقي في منافذ البصرة ودنائة البعض للحصول على الرشاوي من التجار العراقيين عقبة كبرى تقف أمام التجار العراقيين المقيمين في دول أوروبا الذين يريدون خدمة الفلاحين والمزارعين من أصحاب بساتين نخيل العراق، كلامي ليس إساءة للحكومة، رئيس الحكومة الرجل يعمل ليل نهار، لكن المشكلة الفساد أصبح ظاهرة اجتماعية وثقافة لا يمكن تجاوزها بسهولة.

ياسادة ياكرام الدولة العراقية كان في استطاعتها إعطاء قرض بمبلغ خمسة ملايين دولارات إلى مدير شركة البشير للنخيل النسيجي والتي يديرها الاستاذ المهندس بشير المسعودي لاستيراد مختبر فرنسي لإكثار فسائل النخيل بالعراق بدل أن نستورد فسائل من دول الخليج تصل إلى عشرات ملايين الدولارات، وجود مختبر بالعراق يشغل مئات الموظفين والعمال، وأصحاب المشاتل يشترون من داخل العراق بدل السفر لدول الخليج.

الحمد لله انا شخصيا من هذا العراق …. لم اقبض منه سوى القهر والألم، كان عندي حُلم بالعودة العيش اخر حياتي، لكن احد المجاهدين شيعي الاخ نعل والد والدي اعطاني رفض غير قابل للطعن وحرمني من العودة لوظيفتي عساها بحظه وبخته، رغم هذا الظلم الذي لحق بي لكنني أبقى أكتب وأطالب الحكومة العراقية وبشكل خاص من السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المحترم أن يصدر قرارات بتسهيل تصدير التمور العراقية والفواكه والخضار، وتكليف وزير التجارة العراقي بالاتصال في التجار العراقيين المقيمين في دول أوروبا وعمل لقاءات معهم ودعوتهم للعراق وعمل اجتماعات معهم وتسهيل تصدير البضائع العراقية للتجار العراقيين، مامعقولة غرف التجارة السعودية والإماراتية والتركية يتصلون بالتجار العراقيين المقيمين في دول أوروبا والحكومة العراقية ووزير التجارة العراقية لا يفكر في الاتصال بالتجار العراقيين، أملنا بالسيد محمد شياع السوداني أن يشكل لجنة تتصل في التجار العراقيين المقيمين في دول العالم والعمل على تسهيل تصدير البضائع العراقية.

*كاتب وصحفي عراقي مستقل.

29/2/2024

اترك تعليقاً