فيينا / الخميس 29 . 02 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن زوج و بعل “النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا” ﴿الأحزاب 6﴾ وَأَزْوَاجُهُ: وَ حرف عطف، أَزْوَاجُ اسم، هُۥ ضمير. النبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين، وأقرب لهم من أنفسهم في أمور الدين والدنيا، وحرمة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّته كحرمة أمهاتهم، فلا يجوز نكاح زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من بعده. قوله سبحانه “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا” ﴿الأحزاب 28﴾ لِأَزْوَاجِكَ: لِّ حرف جر، أَزْوَاجِ اسم، كَ ضمير. يا أيها النبي قل لأزواجك اللاتي اجتمعن عليك، يطلبن منك زيادة النفقة: إن كنتنَّ تردن الحياة الدنيا وزينتها فأقبِلْنَ أمتعكنَّ شيئًا مما عندي من الدنيا، وأفارقكنَّ دون ضرر أو إيذاء. قوله عز وجل “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا” (الاحزاب 37) زَوَّجْنَاكَهَا: زَوَّجْ فعل، نَا ضمير، كَ ضمير، هَا ضمير. وإذ تقول أيها النبي للذي أنعم الله عليه بالإسلام وهو زيد بن حارثة الذي أعتقه وتبنَّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأنعمت عليه بالعتق: أَبْقِ زوجك زينب بنت جحش ولا تطلقها، واتق الله يا زيد، وتخفي يا محمد في نفسك ما أوحى الله به إليك من طلاق زيد لزوجه وزواجك منها، والله تعالى مظهر ما أخفيت، وتخاف المنافقين أن يقولوا: تزوج محمد مطلقة متبناه، والله تعالى أحق أن تخافه، فلما قضى زيد منها حاجته، وطلقها، وانقضت عدتها، زوجناكها؛ لتكون أسوة في إبطال عادة تحريم الزواج بزوجة المتبنى بعد طلاقها، ولا يكون على المؤمنين إثم وذنب في أن يتزوجوا من زوجات من كانوا يتبنَّوْنهم بعد طلاقهن إذا قضوا منهن حاجتهم. وكان أمر الله مفعولا لا عائق له ولا مانع. وكانت عادة التبني في الجاهلية، ثم أُبطلت بقوله تعالى: “ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ”. قوله سبحانه وتعالى “أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ” ﴿الصافات 125﴾ بعلا اسم علم، بعلاً: ربَّا، وبعل كلمة عربية قديمة، تلفظ بسكون العين و فتحها، ومعناها السيد و المالك و الزوج، أَتَدْعُونَ بَعْلاً: أتعبدون الصنم المسمى بعلا، أتدعون بعلا: اسم صنم لهم من ذهب، وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك: أي أتعبدونه، وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة، إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه، ولا تشركوا معه غيره، كيف تعبدون صنمًا، وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين، وهو ربكم الذي خلقكم، وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟ قوله جل جلاله “وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ” ﴿البقرة 228﴾ وَبُعُولَتُهُنَّ: وَ حرف استئنافية، بُعُولَتُ اسم، هُنَّ ضمير، بعولتهن: أزواجهن، والمطلقات ذوات الحيض، يجب أن ينتظرن دون نكاح بعد الطلاق مدة ثلاثة أطهار أو ثلاث حيضات على سبيل العدة، ليتأكدن من فراغ الرحم من الحمل، ولا يجوز لهن تزوج رجل آخر في أثناء هذه العدة حتى تنتهي، ولا يحل لهن أن يخفين ما خلق الله في أرحامهن من الحمل أو الحيض، إن كانت المطلقات مؤمنات حقًا بالله واليوم الآخر، وأزواج المطلقات أحق بمراجعتهن في العدة. قوله عز من قائل “وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا” ﴿النساء 128﴾ بَعْلِهَا: بَعْلِ اسم، هَا ضمير، بَعْلِها: زوجها، وإن علمت امرأة من زوجها ترفعًا عنها، وتعاليًا عليها أو انصرافًا عنها فلا إثم عليهما أن يتصالحا على ما تطيب به نفوسهما من القسمة أو النفقة، والصلح أولى وأفضل، وجبلت النفوس على الشح والبخل، وإن تحسنوا معاملة زوجاتكم وتخافوا الله فيهن، فإن الله كان بما تعملون من ذلك وغيره عالمًا لا يخفى عليه شيء، وسيجازيكم على ذلك.
عن موقع الراية ما الفرق بين الزوج والبعل في القرآن الكريم؟ يقال زوج للأنثى والذكر، فالرجل والمرأة كل منهما زوج للآخر أما البعل فلا يقال إلا للذكر. وفي اللغة البعل والبعولة يعني العلو والاستعلاء وسُمي كل مستعل على غيره بعلًا قال تعالى: “أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ” (الصافات 125). لأنهم يعتبرونه سيدهم المستعلي عليهم، والأرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعلًا. ومنها أُخِذ البعل زوج المرأة لأنه سيدها ينفق عليها ويقوم على شؤونها. قال سبحانه: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ” (النور 31). “احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ” (الصافات 22) أي أمثالهم ونظرائهم. ويقولون: لا يقال في القرآن زوجه إلا إذا كانت مماثلة له، ولم يقل القرآن زوج فرعون لأنها ليست مماثلة له، وامرأة لوط وامرأة نوح لأنها مخالفة له، هو مسلم وهي كافرة. قال: “اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ” (التحريم 11).
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى: “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك أن أرادوا اصلاحا”، البعولة جمع البعل وهو الذكر من الزوجين ماداما زوجين وقد استشعر منه معنى الاستعلاء والقوة والثبات في الشدائد لما ان الرجل كذلك بالنسبة إلى المرأة ثم جعل أصلا يشتق منه الألفاظ بهذا المعنى فقيل لراكب الدابة بعلها، وللأرض المستعلية بعل، وللصنم بعل، وللنخل إذا عظم بعل ونحو ذلك.
وردت كلمة زوج ومشتقاتها في القرآن الكريم: أَزْوَاجٌ، وَزَوْجُكَ، وَزَوْجِهِ، زَوْجًا، أَزْوَاجَهُنَّ، أَزْوَاجًا، لِأَزْوَاجِهِم، وَأَزْوَاجٌ، زَوْجَهَا، أَزْوَاجُكُمْ، زَوْجٍ، أَزْوَاجِنَا، وَأَزْوَاجُكُمْ، زَوْجَيْنِ، وَأَزْوَاجِهِمْ، وَلِزَوْجِكَ، زَوْجَهُ، أَزْوَاجِهِمْ، وَأَزْوَاجُهُ، لِأَزْوَاجِكَ، زَوْجَكَ، زَوَّجْنَاكَهَا، أَزْوَاجَكَ، أَزْوَاجَهُ، الْأَزْوَاجَ، يُزَوِّجُهُمْ، وَزَوَّجْنَاهُم، الزَّوْجَيْنِ، زَوْجَانِ، زُوِّجَتْ. جاء في معاني القرآن الكريم: زوج يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج، كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضاد زوج. قال تعالى: “فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى” (القيامة 39)، وقال: “وزوجك الجنة” (البقرة 35)، وزوجة لغة رديئة، وجمعها زوجات.
جاء في موقع أقلام الهند عن الكلمات المتقاربة المعنى في القرآن الكريم للكاتب محمد شفاء الرحمن: البعل والزوج: البعل في اللغة: البعل هو الزوج يقال “بعل يبعل” من باب قتل بعولة إذا تزوج. قال تعالى: “وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا” (النساء 128)، وقال تعالى: “وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا” (هود 72)، والمرأة بعل أيضًا، وقد يقال فيها بعلة بالهاء كما يقال زوجة تحقيقًا للتأنيث، والجمع بِعال وبُعول وبعولة، قال تعالى: “وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ” (البقرة 228)، والعرب يقولون لزوج المرأة بعلها، وباعل الرجل امرأته مباعلة وبعالًا من باب قاتل لاعبها، أي: ملاعبة المرء أهله. وقيل: البعال: النكاح. وأن كلمة “البعل” له معان عديدة، ومن هذه المعاني البعل هو الأرض المرتفعة التي لا يصيبها مطر إلا مرة واحدة في السنة. والبعل من النخل: ما شرب بعروقه من غير سقي ولا ماء سماء كأنه يقوم بمصالح نفسه. وقيل: هو ما اكتفى بماء السماء. والبعل: الذكر من النخل. والبعل هو السيد والرب والمالك، يقولون: لربّ الشيء هو بعله، ويقال: هذا بعل هذه الدار، يعني ربها. والبعل صنم، سمي بذلك لعبادتهم إياه كأنه ربهم، قوله جل وعلا: “أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ” (الصافات 125)، قيل: معناه: تدعون ربًّا، وقيل: هو صنم. وقال الراغب: (قيل للأرض المستعلية على غيرها بعل، و لفحل النخل بعل تشبيهًا بالبعل من الرجال). والمقصود هنا هو المعنى الأول أي زوج المرأة. الزوج في اللغة: كل ما دل على مقارنة شيء لشيء، ومن ذلك الرجل والمرأة كلاهما زوج لصاحبه، يقول ابن فارس: الزاء والواو والجيم أصل يدل على مقارنة شيء لشيء. من ذلك الزوج زوج المرأة. والمرأة زوج بعلها، وهو الفصيح، وهي اللغة العالية التي جاء بها القرآن نحو قوله تعالى: “اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ” (البقرة 35)، والجمع فيهما “أزواج”، قوله تعالى: “وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ” (النساء 12)، ويقال للمرأة زوجة بالهاء أيضًا وجمعها زوجات، وهي غير فصيحة، ولم يوجد استعمالها في القرآن الكريم، ولكن يوجد في كلام العرب. قال الفرزدق: فإنّ امرأً يسعى يخببُ زوجتي * كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها. والزوج: ضد الفرد، وكل واحد منهما يسمى زوجًا أيضًا، ويقال للاثنين هما زوجان وهما زوج. ومن معاني الزوج اللون. قوله تعالى: “مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” (الحج 5)، فيقال أراد به اللون، كأنه قال: من كل لون بهيج. وغيرها من المعاني. وأما هنا فالمقصود بها زوج المرأة، ولكن هذه الكلمة أطلقت في القرآن الكريم بالنسبة إلى الزوج والزوجة ولكن أريد بها مرأة الرجل في أكثر المواضع، وأما كلمة “الزوج” بمعنى زوج المرأة لم ترد في القرآن الكريم إلا ثلاث مرات، وسيأتي بيان ذلك قريبًا.