الرئيسية / مقالات / (قلقلة القاف الساكنة) في سورة البقرة (ح 2)

(قلقلة القاف الساكنة) في سورة البقرة (ح 2)

فيينا / الجمعة 05. 04 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

جاء في مفتاح تجويد القرآن الكريم عن القلقلة: مراتب القلقلة: للقلقلة مرتبتان: 1 ـ قلقلة كبرى: عند الوقف على الحرف المقلقل سواء كان مخففًا أو مشددًا مثل (الفلق) (حقَّ) (محيطْ) (كسبْ) (وتبَّ) (بهيجْ) (الحجّ) (أحدْ) (أشدَّ). 2 ـ قلقلة صغرى: إذا كان الحرف المقلقل وسط الكلمة أو الكلام نحو (يقْضي) (يطْعم) (يبصرون) (يجْعلونها) (يدْخلون) (لم يلدْ ولم). ـ أقوى الحروف قلقلة الطاء لقوة صفاتها وأوسطها القاف وأدناها الجيم والدال والباء.ـ لا تقلقل حروف (قطب جد) حال إدغامها وتشديدها وصلاً.

قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها  (قلقلة القاف الساكنة) في سورة البقرة “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ (قلقلة القاف الساكنة) أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” (البقرة 91)، و “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (قلقلة القاف الساكنة عند الوقف) وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (البقرة 102)، و “وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ (قلقلة القاف الساكنة عند الوقف) فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة 109)، و “وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ (قلقلة القاف الساكنة) مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ” (البقرة 123).

جاء في موقع موضوع عن القلقلة في القرآن وأنواعها للكاتب محمد الحديدي: حروف القلقلة عددها خمسة وهي (ق، ط، ب، ج، د) جمعها الإمام ابن الجزري في كلمة (قطب جد)، وأقوى حروف القلقلة حرف الطاء ثم الجيم ثم بقية الأحرف، ويُقلل حرف القلقلة في حال كان ساكنًا في وسط الكلمة أو في آخرها، مثل: (خلقْنا)، (قطْمير)، (عبْدًا)، (واجْتباه)، (يدْخلون). أو كان متطرفًا في آخر الكلمة متحركاً ووقف عليه، مثل: (الحريقَ)، (محيطٌ)، (قريبٌ)، (البروجِ)، (مجيدٌ)، أو مشدَّدًا فيُسكن عند الوقف عليه ويكون أشدها قلقلة عندما يكون مُشدَّداً وقف عليه، مثل: (الحقُّ)، (تبَّ)، (الجبِّ)، (الحجُّ). كيفية النطق بالقلقلة لقد تعددت آراء العلماء في كيفية النطق بالقلقلة كما يأتي: ورد عن بعض علماء التجويد أنها أقرب إلى الفتح دائمًا وعلى الإطلاق. قيل عن بعض علماء التجويد إن حرف القلقلة الساكن يتبع ما قبله، فإن كان الحرف الذي قبله مكسور كُسر، نحو: (اقرأ)، (قِطْمير)، (يعذِّبْه)، وإن كان الحرف الذي قبله مفتوح فُتح، نحو: (يَدْخلون)، (بَطْش)، (حَبْل)، وإن كان الحرف الذي قبله مضموم ضُمَّ، نحو: (تُبْلى)، (خُبْرا)، (يُبْدئ)، وهذا القول مرجوح بل خطَّأهُ بعض أهل العلم.

قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها  (قلقلة القاف الساكنة) في سورة البقرة “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ (قلقلة القاف الساكنة) أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” (البقرة 126)، و “فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ (قلقلة القاف الساكنة عند الوقف) فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (البقرة 137)، و “وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ (قلقلة القاف الساكنة) فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ” (البقرة 154)، و “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ (قلقلة القاف الساكنة) مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة 155).

جاء في الموسوعة الحرة عن تاريخ علم القراءات في مكة: أبرز أعلام مدرسة مكة بعد الصحابة: الأول: مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي، صاحب ابن عباس وابن عمر، إمام في النحو واللغة والفقه والتفسير. الثاني: محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي مولاهم المكي، مقرئ أهل مكة مع ابن كثير، لكن قراءته اعتبرت شاذة، لمخالفة رسم المصحف العثماني. الثالث: حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان المكي القارئ. الرابع: عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي، إمام أهل مكة في القراءة، وانتهت إليه مشيخة القراء في مكة. مدار قراءة المكيين: مع انتهاء عصر الصحابة وتصدر كبار التابعين للإقراء، صارت قراءة أهل مكة إلى ابن كثير، وانتهت إليه مشيخة القراء في مكة، وقدموا قراءته على قراءة ابن محيصن، قال ابن مجاهد: (ولم يجمع أهل مكة على قراءته كما أجمعوا على قراءة ابن كثير). وفي مطلع القرن الرابع أحب ابن مجاهد أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين، والعراقين والشام، فألف كتابه: (السبعة في القراءات) جمع فيه قراءات سبع من أئمة القراءات، وجعل ابن كثير أحد أولئك السبعة، فأصبح رأس مدرسة المكيين وأشهر قرائها.

قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها  (قلقلة القاف الساكنة) في سورة البقرة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (قلقلة القاف الساكنة) وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” (البقرة 172)، و “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (قلقلة القاف الساكنة عند الوقف) وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ” (البقرة 176)، و “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (قلقلة القاف الساكنة) بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ” (البقرة 180)، و “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا (قلقلة القاف الساكنة) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” (البقرة 187).

جاء في رسالة فن التجويد للشيخ هادي كاشف الغطاء: التجويد اصطلاحاً: (هو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها ورد الحرف إلى مخرجه وأصله وتلطيف النطق على كمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف)، ومنهم من قال عنه أنه: (علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، أو هو صون اللسان عن اللحن في تلاوة القرآن).

اترك تعليقاً