فيينا / الأحد 09 . 06 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
العرب عبر تاريخهم محكومين وليسوا حاكمين وإن توفرت لهم فرصة الحكم فيعم الخراب والدمار والقتل والفقر، وانعدام العدالة الاجتماعية، من رسم حدود الدول العربية بريطانيا وفرنسا، بعد قرون طويلة من سيطرة الأمم الأخرى، العرب تطبعوا على الخيانة والتعامل مع المحتلين، شيء طبيعي تجد حملات تضليلية تستهدف تشويه سمعة العراقيين واللبنانيين الشرقاء، من قبل الأبواق العفنة المرتبطة بدول البداوة الوهابية.
الأنظمة العربية، وخاصة أنظمة دول الرجعية العربية واجبهم تمويل حروب الناتو الساخنة والباردة، والقتال نيابة عن الناتو ولنا في تجربة مجاهدة السوفيت في أفغانستان، النتيجة تحطم وتهيكل السوفيت من خلال العصابات الارهابية الوهابية وبتمويل مالي من دول الخليج الوهابية البترولية.
ليس بالأمر الغريب، عندما تهاجم الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول الرجعية العربية، القوى الشيعية المقاومة بالعراق ولبنان واليمن وتحمليهم كل خيانات الأنظمة العربية صنيعة دول الاستعمار.
من العراق إلى لبنان، إلى اليمن وليبيا، لدول الخليج وسوريا، تجد مشاكل قومية ومذهبية مستدامة، صنعتها بريطانيا وفرنسا، بشكل جيد، بحيث تبقى دولنا فاشلة، تعاني من صراعات داخلية، هذه الصراعات تكون بوابة لاستنزاف الشعوب العربية ودعم الخونه والعملاء للسيطرة على رقاب الشعوب العربية.
التعدد المذهبي والقومي والديني متشابه بالعراق وسوريا ولبنان، مشاكلنا ولدت مع ولادة الدولة العراقية، الفيالق الإعلامية لدول البداوة، تعمل على استهداف الشخصيات الوطنية والدينية، هناك حقيقة، العمليات الاجرامية، تكاد تكون هذه الجماعات المجرمة، لديهم اتفاق مسبق، على استهداف القوى الشيعية والوطنية الرافضة للذل والانبطاح، ما حدث من استهداف زعماء الشيعة بالسبعينيات والثمانينيات وخلال الأربعة عقود الأخيرة من إرهاب وذبح بالعراق وسوريا ولبنان هو استهداف للرموز الشيعية والوطنية بالدول الثلاث، من إعدام التجار والمثقفين الشيعة في عام ١٩٧٠ وماتلى ذلك بالعراق، أو في اغتيال وخطف قادة الشيعة اللبنانيين وعلى رأسهم الشهيد السيد الإمام موسى الصدر، يكاد يكون متشابه ليومنا هذا، التواريخ ووقوع الأحداث من قتل وخطف وتفخيخ مستمرة ومتشابهة، بل هي حلقات بمسلسلات من القتل،الاختلاف فقط بالأسماء، ماحدث من قتل لرموز الشيعة بالعراق ولبنان، تاريخ مشترك لدولتين، بأحداث متشابهة كأنها أحداث اجرامية وقعت في بلد واحد، عندما نضع أحداث العراق مع أحداث لبنان تجدها مشتركة بكل شيء.
لو تابعنا قيام القوى الإرهابية في تنفيذ اجندات الدول الاستعمارية بالعراق ولبنان. تجد نفس الأطراف الدولية ونفس الأدوات البعثية والطائفية والدينية الحقيرة المرتبطين في القوى الاستعمارية والصهيونية نفسهم بالعراق ولبنان يستهدفون الشيعة الشرفاء والقوى الوطنية المناصرة لهم، تجد الشهيد السماوي وعبدالصاحب دخيل والشهيد الصدر الأول والشهيد السني عبدالعزيز البدري شقيق الداعية المتشيع السيد سامي البدري السامرائي، تجد في لبنان الشهيد المغيب السيد موسى الصدر رحمه الله وكمال جنبلاط وكمال عدوان وزهير محسن ….الخ من شهداء الحركة الوطنية اللبنانية المتحالفين مع شيعة لبنان.
نفس الوجوه القبيحة بالعراق، من البكر وصدام جرذ العوجة يقابلهم العميل البير ال جميل والمقبور بشير جميل، أحداث متواصلة ومتداخلة فيما بينها، رغم أن التواريخ متباعدة.
طالعنا كاتب مرتزق فاقد لشرف مهنة الصحافة، قَبل لنفسه يصطف مع قوى موسعة الادبار من قوى البداوة الوهابية، ليحمل القوى الوطنية الشيعية العراقية واللبنامية مسؤولية عدم وجود مؤسسات دستورية حاكمة بالعراق ولبنان، هذا المهتوك يتغابى، ويتعامى، عن قيام بريطانيا وفرنسا بخداع العرب السنة من خلال زعيمهم مفتي مكة شريف حسين في خيانة دولة الخلافة العثمانية السُنية والتعاون مع بريطانيا وفرنسا لاسقاط الدولة العثمانية مقابل وعد يعطون مفتي مكة مملكة للعرب يكون ملكا لهم، النتيجة نكحوه وقسموا المنطقة وفق ماتريده بريطانيا وفرنسا، بل وسلموه إلى عبدالعزيز ال سعود والوهابية وقتلوا آلاف من رجاله، وابعدوه إلى الأردن وسوريا ومن ثم للعراق.
بينما انفرد الشيعة بالعراق والجزيرة العربية واليمن ولبنان وسوريا في مقاومة قوات الاحتلال، وقف الشيعة إلى جانب الدولة العثمانية والتي قتلت ملايين الشيعة بحقبة حكم الدولة العثمانية، الحمد لله العسكر بالعراق انقلبوا على عائلة الخائن شريف حسين وجعلوهم عبرة لمن اعتبر، خير ما فعل الشهيد عبدالكريم قاسم عندما عمل ثورة تموز سنة 1958 وتم إسقاط النظام الملكي بالعراق، لكن للأسف البعثيين ولأسباب طائفية انقلبوا ضد نظام الزعيم عبدالكريم قاسم، وارتكبوا أقذر الجرائم ولازالت جرائمهم مستمرة ليومنا هذا من خلال عصاباتهم القاعدية الداعشية، العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية مستدامة متواصلة، قسمت الهوية المجتمعية والسياسية، ماحدث من إرهاب بالعراق هو من تنفيذ فلول البعث وهابي، وبدعم من محيطهم الطائفي، ولا يمكن تحميل جرائم فلول البعث وهابي إلى الساسة العراقيين الحاليين، نعم يتحمل هؤلاء جزء من الجريمة، كان ولازال ممكن استخدام القوات المسلحة والقوات الأمنية بعمل ثورة شعبية تطيح في أدوات فلول البعث وهابي.
توجد قصة جميلة إلى السير «چيمس چورج فريزر»، عالم أنثروبولوجيا إسكتلندى شهير، صاحب دراسة «الغصن الذهبى» فى السحر والدين، يروى كثيرًا من الأساطير، منها أن العبرانيين (بنى إسرائيل) كانوا يعتقدون أن قوة «شمشون» الجبار كانت تكمن فى شعره.
وأورد «جيمس فريزر» كثيرًا من القصص الإغريقية الأسطورية التى تحكى عن أشخاص كانوا يمتلكون فى رأسهم شعرة لونها ذهبى أو أرجوانى، وعندما تُنتزع هذه الشعرة يفقدون قوتهم، وأحيانًا يفقدون حياتهم.
شمشون رجل خارق القوى، يكمن سر قوته فى شعره الطويل، لكنه مع ذلك شديد البراءة ، ما يدفع أعداءه إلى أن يسلطوا عليه امرأة داهية هى «دليلة»، توقعه فى حبها، وتجعله يعترف لها بسر قوته، فتقص له شعره أثناء نومه، وتسلمه إلى أعدائه، وبينما هم يحتفلون به يهدم عليهم المعبد صائحًا: «علىّ وعلى أعدائى يا رب».
في الختام يوجد حديث عن الامام جعفر الصادق ع يقول وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج ٢٩ – الصفحة ١٣٣، عن ابن فضال، عن المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحدا يقول: أنا أبغض آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تتولونا وتبرؤون من أعدائنا.
وهذا ماينفذوه الوهابيين ومعهم اراذل فلول البعث بمعادات كل من هو شيعي.
*كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/6/2024