فيينا / الأربعاء 07. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
أعلنت حركة حماس الفلسطينية الثلاثاء تعيين يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية التي قتل في ضربة إسرائيلية بطهران في 31 تموز/يوليو 2024. وبرز اسم السنوار مع هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل. وتعتبر تل أبيب هذا “الرجل الحي الميت” بأنه مهندس الهجوم، فيما وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بـ”وجه الشر” الذي تلاحقه قواته بغزة. أمضى السنوار (61 عاما) 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس.
وفق بيان نشرته حركة حماس الثلاثاء، بات يحيى السنوار على رأس مكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في طهران.
وعقب ذلك، صرح مسؤول كبير في حماس أن تعيين السنوار، ينطوي على “رسالة قوية” لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة وهذا الخيار هو “رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة”.
ويحيى السنوار أصبح منذ هجوم حماس على إسرائيل، وخاصة في الآونة الأخيرة، اسما ضمن العناوين الكبرى لوسائل الإعلام عبر العالم. وتتهم تل أبيب زعيم حماس في قطاع غزة بأنه مهندس الهجوم غير المسبوق على الدولة العبرية، والذي خلف 1200 قتيل، بينما اقتاد مقاتلو الحركة معهم 240 شخصا كرهائن.
وخرج السنوار، 61 عاما، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح “الرجل الحي الميت” بالنسبة لإسرائيل. وأمضى السنوار 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس.
وتقول ليلى سورات من المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس إن التخطيط للهجوم استغرق ربما ما بين عام أو عامين، مضيفة “هذه استراتيجيته، هو من خطط له” قبل أن “يفاجئ الجميع” ويحاول “تغيير ميزان القوى على الأرض”. وردت إسرائيل على الهجوم بقصف عنيف لقطاع غزة قتل خلاله عشرات آلاف الأشخاص معظمهم من المدنيين.
بالنسبة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، فإن السنوار يمثل “وجه الشر”. وأضاف أنه “رجل حي ميت”. و لم يظهر السنوار علنا منذ يوم الهجوم.
في العام 2017، وبعد انتخابه زعيما للحركة في قطاع غزة، التقت وكالة الأنباء الفرنسية أبو عبد الله المنتمي إلى حماس والذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية. وقال إن السنوار معروف بتكتمه خاصة لا سيما أنه رجل أمني “بامتياز”.
وأضاف أن السنوار “يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح حماس”.
سجين سابق لدى الاسرائيليين ويتقن العبرية بطلاقة
ولد يحيى السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة وانضم لحركة حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987.
وأنشأ السنوار الجهاز الأمني للحركة في العام 1988، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.
تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية. ويقال إن لديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
حكم على السنوار بالسجن المؤبد أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين. وكان من بين 1027 فلسطينيا أطلق سراحهم في صفقة أبرمت في العام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
لاحقا، أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
“القوة من أجل المفاوضات”
يحلم السنوار بدولة فلسطينية واحدة تجمع بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من إسرائيل إلى جانب القدس الشرقية منذ العام 1967.
ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية (مركز أبحاث)، تعهد السنوار بمعاقبة أي شخص يعرقل المصالحة مع حركة فتح.
وخاضت الحركتان في العام 2006 نزاعا داميا أفضى إلى طرد حركة فتح من قطاع غزة وسيطرة حماس عليه. وعلى الرغم من تقارب واضح في العلاقات، إلا أن جهود المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين جميعها باءت بالفشل. وتقول سورات إن السنوار اعتمد مسارا “راديكاليا في التخطيط العسكري وآخر براغماتيا في السياسة”. وتضيف “أنه لا يدعو إلى القوة من أجل القوة بل من أجل إجراء مفاوضات” مع إسرائيل.
في العام 2015، أضيف اسم السنوار إلى قائمة الولايات المتحدة لأكثر “الإرهابيين الدوليين” المطلوبين، إلى جانب محمد الضيف، القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام والعقل المدبر الثاني لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفق إسرائيل.
وتقول مصادر أمنية خارج غزة إن السنوار والضيف موجودان في شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت القطاع. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق هذا الشهر بـ”العثور على السنوار والقضاء عليه”، وحض سكان قطاع غزة على تسليمه. وأضاف غالانت “إذا وصلتم إليه قبلنا فسيؤدي ذلك إلى تقصير مدة الحرب”.