الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تصعيد “شديد” بين حزب الله وإسرائيل

تصعيد “شديد” بين حزب الله وإسرائيل

فيينا / الخميس 26. 09 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

تسارعت الأحداث، الأربعاء، في الصراع الدائر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، على هامش الحرب في غزة، ما جعل مراقبين يشددون على ضرورة الاحتكام إلى الحل الدبلوماسي عوض التصعيد.

والأربعاء، قال حزب الله، إنه أطلق صاروخاً وصل منطقة بتل أبيب في إسرائيل، بينما توسعت الغارات الإسرائيلية لتصل العمق اللبناني على مدى نحو 120 كلم، وذلك لأول مرة بالحالتين في تاريخ الصراع الممتد بينهما.

كما يأتي هذا على هامش حديث في إسرائيل عن اجتياح بري محتمل لجنوب لبنان. 

تعليقاً على ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن خطر التصعيد في الشرق الأوسط “شديد”، وإن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.

“درجة حدة متوسطة”

رغم هذه التطورات، إلا أن المحلل السياسي الإسرائيلي، أمير أورن، قال إن حزب الله وإسرائيل “تمكنا نسبياً” حتى الآن “من الاحتفاظ بدرجة حدّة متوسطة وليس عالية”، مشيراً إلى تمسك كل طرف بقواعد الاشتباك.

وأكد أورن في حديث لقناة الحرة “حتى الآن تم احترام قواعد الاشتباك”، مؤكداً أن إسرائيل استهدفت ما وصفه بـ”فئة معينة فقط من الأهداف”.

وفي إجابته حول تعقيب يتعلق بفكرة يطرحها بعض المراقبين بأن حزب الله “هو فقط من احترم قواعد الاشتباك”، وإمكانية تغيّر ذلك ليستهدف المدنيين في إسرائيل، لفت أورن إلى أن الجماعة اللبنانية هي من بدأت الحرب في الثامن من أكتوبر الماضي “دون أي استفزاز”، وقال: “إسرائيل لم تبدأ الحرب، وعلى مدى 11 شهراً كانت هناك ضربة مقابل ضربة عبر الحدود”.

وأضاف خلال استضافته في برنامج “الحرة الليلة”  أن “رئيس حزب الله أوقف هذا التبادل أحادياً، لكنه لو فعل ذلك قبل أسبوعين لما حدثت هجمات البيجر، ولا الاستهداف”.

وقال إن حزب الله استهدف مدنيين، بما في ذلك، مدنيون عرب في البلدات الحدودية، مضيفاً أنه “لا يوجد احترام من قبل حزب الله لقواعد الاشتباك”.

وفي نظره، “ليس حتمياً أن يتوسع الصراع إقليمياً”، على أساس التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

إلى ذلك، يؤكد أورن أنه حتى ولو تراجع حزب الله جغرافياً إلى ما وراء نهر الليطاني، يمكن أن يطلق الصواريخ باتجاه إسرائيل من هناك. متسائلاً “حرب الاستنزاف إلى متى ستستمر؟ الحل هو الدبلوماسية”.

وقال أيضا: “إذا استطعنا تحقيق ذلك إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة بدون سفك الدماء، فهذا أفضل”.

هجوم بري؟

يشدد أورن أيضا على أن إسرائيل لا تريد أن تدخل لبنان لأنها تعرف جيداً أن وجودها كقوة احتلال سيعرضها للهجوم ولن تحقق أهداف الحملة، وفق تعبيره. 

في المقابل، يشير إلى أنه في حال قرر حزب الله ومعه حركة حماس خوض الحرب “إسرائيل لا تستطيع أن تنهي هذه الحرب”، مضيفاً “لذلك على كل الأطراف أن تصل إلى معادلة لوقف إطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان”.

وفي سياق حديثه عن إمكانية عودة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، قال أورن إن “إعادة تأهيل المنازل التي دمرت تتطلب نحو عام أو أكثر”، وأشار إلى أنهم لن يعودوا إذا دخل الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان “هم يريدون رؤية قرار لمجلس الأمن يتم تنفيذه بما لا يدع أي احتمال لهجوم من حزب الله”، وقال: “طالما الحرب مستمرة هم لن يعودوا”.

“الاجتياح .. فرصة”

من جانبه، يرى العميد اللبناني المتقاعد، يوسف الجدم، أن حزب الله، ووفق آخر خطاب لأمينه العام، حسن نصر الله، يقول لإسرائيل بخصوص إمكانية هجوم بري “أهلاً وسهلاً بكم.. الاجتياح البري سيكون فرصة تاريخية بالنسبة لنا”. 

وفي حديث هاتفي مع البرنامج، رجّح الجدم أن يكون الاجتياح، إذا حصل بالفعل، محدوداً “وعلى أرض محروقة لا يتواجد فيها سكان”، مشككاً في “الفائدة” التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من أي هجوم بري.

وأكد على ذلك “حتى لو تمكنوا فعلاً من دفع حزب الله 7 أو 8 كيلومترات إلى وراء الليطاني”.

وأعطى الجدم مثالاً بالصاروخ الذي قال حزب الله إنه وصل إلى تل أبيب، مشيراً إلى أن صواريخ حزب الله التي يمكن أن تحدث خراباً كبيراً في إسرائيل لا يزال استخدامها مقيداً، مشيراً إلى أن الجماعة اللبنانية لم تكشف بعد عن كل ترسانتها من الصواريخ.

والأربعاء، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الغارات الجوية في لبنان تمهد الطريق لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.

وخلال حديثه عن الاجتياح البري المحتمل للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، قال الجدم إنه “لن يكون سهلاً” على إسرائيل، مشيراً إلى رد حزب الله. 

وقال: “حزب الله وضع تحصينات وأنفاق للدفاع”، مؤكداً أنه حتى وإن دمرت إسرائيل كل ما هو فوق الأرض “هي لا تعرف ما عند حزب الله من إمكانيات دفاعية تحت الأرض”. 

ترسانة حزب الله “مجهولة”

في السياق، أشار الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تخشى الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة التي يمتلكها حزب الله ولم يستعملها حتى الآن، وفقه.

وأكد الجدم أن ترسانة حزب الله مجهولة، لكنه عاد ليقول “كل شيء موجود في إيران ممكن أن يكون بحوزة حزب الله”، رغم أن استخدامها “مقيد” بأوامر من إيران.

إلى ذلك، شدد الجدم على أن الحل الدبلوماسي هو الذي يمكن أن يريح إسرائيل وحزب الله على حد سواء، لكنه أوضح أنه “لا حل دائم للصراع طالما أن هناك قوة نظامية مسلحة في لبنان خارج سلطة الدولة، تشكل خطراً على إسرائيل، خصوصاً وأن امتدادهم وأوامرهم تأتي من دول خارجية”، في إشارة إلى إيران.

وكان حزب الله قال في بيان إنه أطلق صاروخاً استهدف منطقة قرب تل أبيب، وكشف أن الصاروخ الباليستي من نوع “قادر 1” وقد استهدف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب “وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي”، وفق تعبير البيان. ودوت صافرات الإنذار فجراً في تل أبيب.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت الصاروخ بعد رصده، مضيفاً أنه كان متوجهاً صوب مناطق مدنية، وأن مقر الموساد لا يقع في تلك المنطقة.

وأضاف أن نحو 40 قذيفة أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وأنه تم اعتراض عدد كبير منها.

إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت غارات كثيفة في جنوب لبنان وشرقه، شملت، وفقه، 60 هدفاً لأجهزة استخبارات حزب الله، لافتاً إلى أنه دمر خصوصاً أدوات لجمع المعلومات ومراكز قيادة وبنى تحتية أخرى “يستخدمها العدو”، وفق قوله.

كما استهدف الجيش الإسرائيلي، نحو 280 هدفاً لحزب الله، الأربعاء، كما أن طائراته أغارت على قرى في جنوب لبنان وبعلبك شرقي البلاد، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، ما تسبب في سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

وشمل القصف قرية المعيصرة الجبلية شمال بيروت، والتي تبعد عن الحدود بنحو 220 كلم. 

ويعتبر هذا الاستهداف الإسرائيلي الأكثر عمقاً في الأراضي اللبنانية منذ بدء المواجهة مع حزب الله.

جهود أميركية

في غمرة ذلك، نقل بيانٌ للجيش الإسرائيلي عن قائد القيادة الشمالية قوله إن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة من حملتها، وأضاف أنه يجب أن تكون إسرائيل مستعدة للمناورة والتحرك. 

واستدعى الجيش الإسرائيلي لواءين إضافيين من قوات الاحتياط لمواصلة الجهود القتالية ضد حزب الله، وتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.

في غضون ذلك، يلتئم مجلس الأمن المصغر في تل أبيب قبيل سفر رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في غمرة تسارع هذه الأحداث، قال بلينكن، الأربعاء، في بداية اجتماع مع مسؤولين كبار ووزراء من دول مجلس التعاون الخليجي في نيويورك: “فيما يتعلق بلبنان، نعمل دون كلل مع الشركاء لتجنب حرب شاملة والانتقال إلى عملية دبلوماسية تسمح للإسرائيليين واللبنانيين على السواء بالعودة إلى ديارهم”.

اترك تعليقاً