ورغم أن مجموعة «أم بي سي» لم تكن لتتجرّأ على نشر تقرير كهذا من دون إذن رسمي، بل طلب رسمي، لا سيما أن صاحبها وليد الإبراهيم كان أحد معتقلي «الريتز» في الرياض، والذين أذلّهم بن سلمان، ولم يفرج عنهم إلا بعد إعلان ولائهم الكامل له، والتنازل له عن نصف ثرواتهم، إلا أن سعياً ظهر عبر الذباب الإلكتروني السعودي إلى التنصّل من التقرير، بدعوى أن الموقف الرسمي، يصدر عبر القناة الرسمية «السعودية» أو وكالة «واس»، وأما باقي المنافذ الإعلامية، فهي قنوات وصحف ذات ملكية خاصة، وكأن مملكة بن سلمان التي يحكم قضاؤها بالسجن عشرات السنوات على مجرد تغريدة، وبالإعدام على المشاركة في تظاهرة، هي واحة للحريات الإعلامية على الطريقة النرويجية.
وحفلت منصة «إكس» بآلاف المنشورات التي تدعو إلى مقاطعة قنوات «أم بي سي» مقاطعة كاملة، متهمةً المملكة بتأييد حرب الإبادة ضد الفلسطينيين ضمناً. إلا أن اللافت كان اغتنام المعارضة السعودية التي يجاهر غالبيتها بتأييد مقاومة «حماس» والفصائل الأخرى، لشن حملة مضادة على النظام الدائر في الفلك الإسرائيلي، في محاولة لتعزيز موقع المعارضين في الداخل السعودي، والاستفادة من كون غالبية السعوديين تكره إسرائيل وتؤيد «حماس»، رغم عدم قدرة هذه الغالبية على التعبير عن موقفها، بسبب الخوف من بطش النظام.
وفي سياق تلك الحملة، كتب المغرّد السعودي الشهير، «مجتهد»، أنه إذ «يعتبر البعض أن الحسابات السعودية الصهيونية أُعطيت الضوء الأخضر للشماتة بالسنوار والمقاومة الفلسطينية، فإن المعلومة الصحيحة هي أنها كُلّفت بذلك من قبل المسؤولين في الديوان الذين تلقوا الأمر بدورهم من محمد بن سلمان»، معتبراً أن «المسؤول الأول عن هذا الانحطاط التاريخي هو محمد ابن سلمان، والمسؤولية ليست مجازية بل مسؤولية حقيقية ومباشرة وبمتابعة شخصية». وبدوره، رأى المعارض المقيم في الغرب، عمر بن عبد العزيز، أن «ثمة حملة بدأتها السعودية لشيطنة واسعة ضد أهل غزة ومقاومتها في الوقت الذي تُحاصَر فيه جباليا ويعيش أهلها الجوع والعطش»، مضيفاً: «فلتشهدوا أنهم اختاروا الوقوف في صف الاحتلال وطعنوا أهل فلسطين في ظهورهم»، ومشيراً إلى احتفاء قناة «كان» الإسرائيلية بتقرير «أم بي سي».