فيينا / الخميس 28 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الخفاجي
واخيرا تمت الموافقة على قرار وقف إطلاق النار، ما بين لبنان واسرائيل، بعد مواجهات دموية، دفع الأطفال والنساء والمستشفيات ودور العبادة ورياض الاطفال ثمن باهظ، بسبب التوحش الذي مارسه نتنياهو بحق المواطنين المدنيين الابرياء، سريان قرار وقف إطلاق النار يفرح كل إنسان شريف، ونتمنى سريان وقف إطلاق النار في غزة.
لولا امتلاك المقاومة الشيعية اللبنانية وسائل الرد بالمثل وإن كان غير متكافىء لما قبل نتنياهو بقرار وقف إطلاق النار، لأنه فاقد الانسانية، والدليل لننظر ما فعل بشعب غزة العربي السني، السبب خنوع الملوك والرؤساء العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني المؤيد إلى أعمال نتنياهو بحق نساء وأطفال العرب السنة في شعب غزة العربي السني.
هناك حقيقة أن الشيعة في لبنان مكون من ضمن مكونات أخرى، يتكون منها الشعب اللبناني، لم يكن القرارات في لبنان، بيد الشيعة، لذلك قرار الحرب والسلام يخضع لرضا المكونات اللبنانية من المسيح والسنة والدروز، ورغم ذلك، المقاومة الشيعية اللبنانية عندما رأت تخاذل الملوك والرؤساء العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني بعدم الوقوف ضد نتنياهو واجباره على إيقاف عملية قتل شعب غزة العربي السني، تدخلت المقاومة الشيعية اللبنانية، وقدمت التضحيات الجسام لأجل شعب غزة العربي السني، ورغم رفض المكون المسيحي والسني اللبناني بالدخول بالحرب، بل أنصار سمير جعجع وقوى سنية لبنانية أمثال نديم قطميش اعلنوها بصراحة وقوفهم مع نتنياهو للقضاء على الشيعة اللبنانيين، بل كان نتنياهو يراهن على أنصار سمير جعجع، في مهاجمة أماكن المكون الشيعي، لكن غالبية أبناء المكون المسيحي وقفوا إلى جانب إخوانهم الشيعة اللبنانيين.
نتنياهو أجبر على قبول قرار وقف إطلاق النار، وتخلى عن شروطه في بداية هجومه، وفي نشوة نجاحه في استهداف قادة المقاومة الشيعية واستشهاد اغلب قادة المقاومة، لكن المقاومة الإسلامية الشيعية استطاعت امتصاص الضربة الموجعة، واوجدت قيادات بديلة، وتم إدارة معركة تجاوزت مايقارب شهرين، بمعارك غير مسبوقة، بالقوة والعنف، الضامن لـ إتّفاق الهدنة بين لبنان و إسرائيل، هي أمريكا و فرنسا، ولم يطلب قادة المقاومة الشيعية في جعل الصين وروسيا كضامنين للاتفاق، بينما نتنياهو أصر على وجود أطراف ضامنة.
قبول المقاومة الشيعية بقرار وقف إطلاق النار، لوجود شركاء مسيح وسنة ودروز لبنانيين رفضوا استمرار الحرب، وسبق إلى رئيس الوزراء اللبناني السني صائب سلام أن أشرف على تهجير ياسر عرفات وميليشياته من بيروت عام ١٩٨٢، رغم أن عرفات سني، بالتأكيد قادة المكون السني اللبناني ضغطوا على قادة المكون الشيعي للقبول بقرار وقف إطلاق النار، انا شخصيا لا ألوم قادة المكون المسيحي والسني في لبنان، لأن الوضع في لبنان صعب، الناس يريدون العيش بسلام، لا يريدون الحروب، مضاف لذلك لبنان يعاني من أزمة اقتصادية، وازمة عدم وجود رئيس جمهورية.
الحرب الحالية، خلقت مصاعب، إضافة إلى معاناة الناس، بإضافة معاناة جديدة، مضاف لذلك المقاومة الشيعية دفعوا كلفة عالية جدا، وخسروا الكثير من قياداتهم الكبار وكوادرهم وشبابهم.
نتنياهو أصر بنقطة واحدة، ان وقف إطلاق النار في لبنان غير مرتبط بوقف إطلاق النار بغزة، يريد أن يقول للاسرائيليين أوقفت حرب لبنان ليس مع وقف حرب غزة، واستطعت فك الارتباط.
تابعت ما كتبه الكتاب والصحفيين والمعلقين العرب بمنصة x معلق صحفي وكاتب تونسي اسمه محمد كتب( حزب الله عليه ضغوطات داخلية لوقف الحرب فبيئته مهجرة الى مناطق المعارضة والمعارضة تطالبه بوقف الحرب وفصل جبهة اسناد غزة ، الاستمرار في الاسناد يعني حرب أهلية داخلية أما التوقف عن الاسناد سيعتبره البعض خيانة مع أنه قام بكل ما يستطيع لوقف الحرب على غزة وضحى لأجل هذا الهدف الكثير).
معلق تونسي آخر اسمه فتحي كتب( و كيف تنتصر المقاومة على جيش مسنود من كل قوى الشر في العالم ؟ ما هي معايير النصر و الهزيمة في الحروب الغير متكافئة؟ بقاء المقاومة و صمودها هو انتصار لأن في بقائها فناء لمن تقاوم..ما قبل الطّوفان ليس كما بعده.
ما دفعه حزب الله من تضحيات كانت ستكون اقل لو قامت الدول العربية بدورها او على الأقل لو بقيت على الحياد لكن الدور العربي المتخاذل والمثبط والمشارك مع الصهيوني في هذه الحرب هو ما أوصل الحزب لهذا الحال، أضف إلى ذلك الداخل اللبناني المشتت والاقتصاد المنهار
هو ما شكل عامل ضغط إضافي).
شاهدت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، هدد بها الرئيس السوري، وفي الحقيقة مشكلة الرئيس السوري الحقيقية ليس مع العصابات الارهابية في إدلب أو في الحسكة او في الشرق السوري أو مع الأكراد السوريين، مشكلة الأسد وسوريا مع ترسيم الحدود في الجولان مع اسرائيل، ولو قبل الرئيس بشار الأسد بالترسيم اليوم، سوف نشاهد انسحاب جيوش الناتو وتركيا وهروب الجماعات الارهابية، واستسلام من يطلب العفو من الحكومة السورية، كل ماحدث في سوريا، بسبب دعم النظام في سوريا للفلسطينيين ورفضه بعدم ترسيم حدود سوريا مع اسرائيل.
ناشط فلسطيني ابن الزعيم بحركة حماس الشيخ نزار ريان والذي اغتاله ارييل شارون قبل عشرين سنة، كتب تغريدة في منصة x،بلال نزار ريان نجل القيادي الإسلامي بغزة الكبير كتب التعليق التالي( بعد موافقة لبنان واسرائيل على قرار وقف إطلاق النار هذا نصها،
السلام على لبنان ومقاومته الباسلة.
السلام على جنود الله المخلصين في الجنوب.
السلام على أهل الصدق والوفاء لغرة وفلسطين.
السلام على دماء قادتكم وشهدائكم التي عبّدت طريق القدس).
انتهى كلام نجل الشيخ نزار ريان أحد مؤسسي حركة حماس، أهم ماجاء في خطاب نتنياهو قال، نريد التفرّغ لإيران، نريد التفرّغ لغزّة، نريد أن يرتاح الجيش، نريد تجديد سلاح الجيش.
هذا الكلام الذي قاله يثبت أنه خلال أكثر من سنة ونيف،
لم تترك إسرائيل حجراً على حجر في غزّة، تم تسوية معظم البيوت بغزة على رؤوس ساكنيها، يعني حماس مازالت موجودة وفاعلة ولم تُهزَم، مفهوم النصر لدى العرب والمسلمين ليس بقلة التضحيات، وإنما بكثرة التضحيات وتحقيق نصر على مستوى الميدان، حتى لو كان النصر الميداني جدا صغير ومتواضع، على عكس مفهوم النصر بالدول الغربية، الذين يرفضون تقديم تضحيات بشرية كبيرة، سقط مايقارب ٤٥ الف فلسطيني شهيد غالبيتهم أطفال ونساء، وجرح أكثر من ١٠٥ الف اخرون، ورغم مقتل معظم قادة حماس، لكن خلال الأيام أو الشهر القادم سوف نشاهد وقف إطلاق النار بغزة، ونشاهد انتصار حماس، ولو أجريت انتخابات في الضفة الغربية الآن سوف تفوز حماس، لدى العرب والمسلمون التضحية الكبيرة في إعداد المدنيين هو الانتصار، لكن بشرط يرافقه انتصار على الأرض، وإن كان صغير.
سوف يتم تعليق قرار 1701، ينتشر الجيش اللبناني، تقبل اسرائيل بترسيم الحدود البرية حسب مايريده اللبنانيون، وبعدها تنتفي الحاجة لوجود قوات مسلحة للقوى والفصائل الشيعية او السنية والمسيحية اللبنانية، لأنه بالواقع توجد ميليشيات مسيحية وفلسطينية بالمخيمات، وتوجد ميليشيات مسلحة للقوى الإسلامية السنية، بعد ترسيم الحدود، يتم دمج الجميع ضمن الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية.
المقاومة الشيعية لحزب الله سوف تصبح حزب سياسي، وواهم من يعتقد أنهم انتهوا، أو يصبحون ضعفاء، في حالة دمج قواتهم العسكرية ضمن الجيش اللبناني، يبقى النواب الشيعة، هم من يوافقون على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وبالتأكيد يشرعون قوانين من تحت قبة البرلمان اللبناني، في رفض التطبيع المجاني بكل أشكاله وألوانه.
سكان جنوب لبنان سيعودون، وسكان شمال اسرائيل أيضا يعودون إلى مساكنهم، هناك حقيقة، انا حاليا أشاهد عبر القنوات الفضائية، عودة الجنوبيون إلى أرضهم، رفضوا التخلي عن هذه الأرض رغم ادراكهم أنها معرضة للخطر و التدمير في أي لحظة، معظم هؤلاء العائدون سبق لهم أن عمروا بيوتهم مرة و مرتين و ثلاث مرات، بالتأكيد سوف سيظلون متمسكون بأرض جنوبهم مهما كانت التضحيات، تمسكوا بها في زمن اجرام الدولة العثمانية وبزمن اجرام الطاغية ابن قولون، تمسكوا في أرضهم بحقبة سيطرة النظام الإقطاعي، تمسكوا بها في زمن وجود قوات منظمة التحرير وسيطرة القوى اليسارية والبعثية، تحملوا أيضا صراع الإخوة الشيعة في عام ١٩٨٥.
لعب الاستاذ نبيه بري دور مهم في التوصل لقرار وقف إطلاق النار، ونجح في افشال مخططات سمير جعجع في استهداف الحاضنة الشيعية والعبث بها.
الشيخ الدكتور سلامة عبد القوي مستشار رئاسة جمهورية مصر العربية كتب( سيسجل التاريخ أن المسلمين ( السنة ) خذلوا غزة وحاصروها وتحالفوا مع الصهاينة عليها،وأن حزب الله قاتل مع غزة ودعمها بالمال والسلاح منذ 2008 وحتي الآن ،لو سألت قيادات غزة لأخبرك بذلك ،فماذا فعلت أنت وحكامك لغزة ؟).
أملنا بقادة المقاومة الشيعية في لبنان أن يكون خيار الحرب والسلام بموافقة شركاء الوطن من المسيح والسنة لدفع الحرج عنهم مستقبلا، وعلى الرئيس السوري بشار الأسد يوجد حل لمشكلته مع إسرائيل عن طريق بوتين لحل مشكلة بشار الأسد مع اسرائيل، اقسم برب موسى وهارون ورب المسيح وفق المعتقد المسيحي وابنه يسوع، وفي الله العظيم، حال توقيع الرئيس السوري اتفاق ترسيم حدود بلاده مع نتنياهو سوف تشاهدون استسلام عشرات آلاف من أنصار العصابات الارهابية وتنسحب قوات الناتو وقوات أردوغان، وضع العراق أيضا يوجد شركاء آخرون بالوطن، لذلك من السهولة للقوى الشيعية العراقية تجاوز الازمات بحجج واقعية ومقبولة، القادة في إيران، يملكون القوة وقريبا سوف يوقعون معاهدة مهمة مع روسيا، تصريح واحد، من قادة ايران، لمغازلة ترامب ينتهي كل شيء، وسوف يركع العربان وتنتهي قوانة تبيعة الشيعة إلى إيران …..إلخ، الشعب الإيراني شعب مثقف وهم الأقرب لاقامة علاقات متكافئة مع شعوب أوروبا وروسيا والصين، أصحاب حضارة، تبني ايران قضايا العربان، يسيء لسمعة ايران وتاريخها، العرب أمة منكوحة، فمن الأفضل عدم تبني قضاياهم الخاسرة.
فلسطين قضية عربية سنية بالدرجة الأولى، رغم تضحيات قائد المقاومة الشيعية في لبنان بحياته من أجل غزة لكنني أسمع وارى الكثير من المتطرفين الفلسطينيين يشتمون به للاسف، نعم هذه الحقيقة التي انا أراها بشكل مباشر من خلال وجودي مع الجاليات العربية والإسلامية في دول الغرب، أيها الشيعي المقاوم ارجوك لاتكون مثل لطم شمهودة، فكر بمصلحة أبناء قومك، تعاطف مع اخوك الفلسطيني، لكن لاتكون كبش الفداء، نحب نزف بشرى إلى جماهير أمتنا العربية، بقرب موسم الاعراس سوف نشهد أكبر عملية عرس بالتاريخ، تطبيع السعودية مع نتنياهو خلال الفترة القريبة المقبلة وتذكروا كلامي، ياليت خادم الحرمين الشريفين يعطي شريط الحدود ما بين السعودية والأردن من منطقة تبوك، بعمق ١٠٠كيلو متر لكي يسكن بهم ثمانية مليون لاجىء فلسطيني ويربطوهم بطريق مع جزء من الضفة الغربية مع مدينة جنين عاصمة الماريشال القندار محمود عباس رئيس دولة فلسطين هههههه، اتذكر في حقبة البعث، تم عمل انتخابات لترشيح لبرلمان البعث كان يسموه اعتقد الجمعية الوطنية، أحد المرشحين شاعر شعبي معروف اسمه غازي ثجيل، برز نجمه، أثار حفيظة الرفاق البعثيين عليه، أعضاء البعث منعوا الناس من التصويت له، في يوم الانتخابات، كانت تجرى بالمدارس، ورغم أنف المدرسين والمعلمين يجرون الانتخابات ودون اخذ فلس واحد، حتى لفة فلافل مايعطوهم، وقف الرفيق قال ممنوع التصويت لصالح غازي ثجيل، كان طالب في اعدادية الزراعة اسمه حميد عسل، بطبيعته يحب الفكاهة، رأسا صاح ها اخوتي ها، الذي ينتخب غازي ثحيل حظه يميل، وبعد الانتخابات، دبر البعثيين وسيلة قذرة اوصلت المرحوم غازي ثجيل إلى الاعدام رحمه الله، لذلك اي شيعي يتبنى قضايا العربان يتم استهدافه وتشويه سمعته، ايران بسبب تبنيها قضايا العرب، النتيجة شوهوا سمعتها واتهموها بالارهاب، لذلك على قادة الجمهورية الإسلامية الاهتمام بالشعب الايراني، وترك تبني قضايا اىعربان، التي لاتجلب الى ايران والشيعة سوى القهر والآلام، واضطهاد المواطنين الشيعة في البحرين والسعودية وسوريا…..إلخ مع خالص التحية والتقدير.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27/11/2024
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات