الرئيسية / مقالات / أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 32) (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم)

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 32) (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم)

فيينا / الخميس 28 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
الآية تتضمن من هاجر من المسلمين من مكة إلى المدينة قبل الفتح وهم الذين أخرجهم كفار مكة بالاضطرار إلى الخروج فتركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا إلى مدينة الرسول، وهذا نفسه حصل للأهل في لبنان أخرجوا نتيجة القتل العشوائي مضطرين حيث هجروا من بلادهم وتركوا ممتلكاتهم التي منها هدم وفقدوا أموالهم. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ “للفقراء المهاجرين” الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ومن دار الحرب إلى دار الإسلام “الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم” التي كانت لهم “يبتغون” أي يطلبون “فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله” أي وينصرون دين الله “ورسوله أولئك هم الصادقون” في الحقيقة عند الله العظيم المنزلة عنده قال الزجاج بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال “للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم”.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ” أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحشر 8) “للفقراء” متعلق بمحذوف، أي اعجبوا “المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون” في إيمانهم.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” ﴿الحشر 8﴾ يقول تعالى: “للفقراء المهاجرين الذين اُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله اُولئك هم الصادقون). هنا بيّنت الآية ثلاثة أوصاف مهمّة وأساسية للمهاجرين الأوائل، تتلخص بـ: (الإخلاص والجهاد والصدق). ثمّ تتناول الآية مسألة (ابتغاء فضل الله ورضاه) حيث تؤكّد هذه الحقيقة وهي: أنّ هجرتهم لم تكن لدنيا أو لهوى نفس، ولكن لرضا الله وثوابه. وبناءً على هذا فـ (الفضل) هنا بمعنى الثواب. و (الرضوان) هو رضا الله تعالى الذي يمثّل مرحلة أعلى من مرتبة الثواب. كما بيّنت ذلك آيات عديدة في القرآن الكريم، ومنها ما جاء في الآية 29 من سورة الفتح، حيث وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الوصف “تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا” (الفتح 29). ولعلّ التعبير بـ (الفضل) إشارة إلى أنّ هؤلاء المؤمنين يتصوّرون أنّ أعمالهم قليلة جدّاً لا تستحقّ الثواب، ويعتقدون أنّ الثواب الذي غمرهم هو لطف إلهي. ويرى بعض المفسّرين (الفضل) هنا بمعنى الرزق، أي رزق الدنيا، فقد ورد في بعض الآيات القرآنية بهذا المعنى أيضاً، ولكن بما أنّ المقام هو مقام بيان إخلاص المهاجرين، لذا فإنّ هذا المعنى غير مناسب، والمناسب هو الجزاء والثواب الإلهي. كما لا يستبعد أن يكون المراد من (الفضل) إشارة للنعم الجسمية، و(الرضوان) هو إشارة للنعم الروحية والمعنوية، والجميع مرتبط بالآخرة وليس بالدنيا. ثمّ إنّ (المهاجرين) ينصرون المبدأ الحقّ دائماً، وعوناً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتوقّفوا في جهادهم بهذا السبيل لحظة واحدة (يرجى ملاحظة: أنّ فعل (ينصرون) بصيغة المضارع، وهو دليل على الإستمرار). ومن هنا يتّضح أنّ هؤلاء المهاجرين ليسوا من أصحاب الإدّعاءات الفارغة، بل هم رجال حقّ وجهاد، وقد صدقوا الله بإيمانهم وتضحياتهم المستمرّة. وفي مرحلة ثالثة يصفهم سبحانه بالصدق، ومع أنّ الصدق له مفهوم واسع، إلاّ أنّ صدق هؤلاء يتجسّد في جميع الاُمور: بالإيمان، وفي محبّة الرّسول، وفي التزامهم بمبدأ الحقّ. ومن الواضح أنّ هذه الصفات كانت لأصحاب الرّسول في زمن نزول هذه الآيات، إلاّ أنّنا نعلم أنّ أشخاصاً من بينهم قد فرّطوا بالنعم الإلهية التي غمرتهم، وسلكوا سبيل الضلال كالذين أشعلوا نار حرب الجمل في البصرة، وصفين في الشام، وحاربوا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان واجب الطاعة بإجماع المسلمين، وأراقوا دماء الآلاف من المسلمين.
عن المرجع الالكتروني للمعلوماتية للسيد زهير الأعرجي الهجرة في القرآن الكريم: لقد انحصر المسلمون في تلك الفترة بالخصوص بطائفتين، هم: المهاجرون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، والأنصار وهم الذين آووا النبي صلى الله عليه وآله واحتفوا بالمؤمنين المهاجرين ونصروا الله ورسوله صلى الله عليه وآله. وعدا ذلك، كان هناك قليل ممن آمن بمكة ولم يهاجر. فجعل الله بين المهاجرن والانصار ولاية شرعية: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ” (الأنفال 72). ووصف أعمالهم بأنها اثر من آثار الايمان الحق: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” (الأنفال 74)، ثم وصف الذين هاجروا لاحقاً بالقول: “وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ” (الأنفال 75). وفضّل الله عزّ وجلّ المهاجرين ورفع درجتهم: “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ” (التوبة 20). فمن صفات الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووهم ونصروهم: 1- ولاية بعضهم على بعض، أي التولي بين المهاجرين والانصار، عدا ولاية الإرث لأنها مختصة بالارحام والقرابة. 2- أنهم مؤمنون حقاً. فقد اثبتوا في اعمالهم وافعالهم أنهم اتصفوا بالصفات الحقيقية للايمان. فوعدهم الله بالمغفرة والرزق الكريم. 3- ان الهجرة كانت من لوازم الايمان، فكان يسبق الكلام عن الهجرة كلام عن الإيمان بصيغة: الذين آمنوا وهاجروا فنستفيد مفهوماً ان الاعمال من غير إيمان بالله عزّ وجلّ _ وبضمنها الهجرة _ لا فضل لها ولا درجة لصاحبها عند الله. 4- اظهار صفة التفاضل بين المهاجرين وغير المهاجرين من المؤمنين. فالمؤمن المهاجر اعظم درجة عند الله، لانه بذل ما استطاع في سبيله عزّ وجلّ، من الإيمان والهجرة والجهاد. 
جاء في موقع راديو كندا عن تدابير كندية مؤقتة لدعم المتضررين من النزاع في لبنان بتأريخ 30 أكتوبر 2024: أعلنت كندا اليوم عن تدابير مؤقتة في مجالات الإقامة والعمل والدراسة لدعم أفراد الأسر المباشرة للمواطنين الكنديين والحاصلين على الإقامة الدائمة في كندا الذين غادروا لبنان، وكذلك لدعم المواطنين اللبنانيين الموجودين في كندا ولا يستطيعون العودة إلى لبنان في الوقت الحالي. فقد جاء في بيان صادر عن وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالية أنه سيحق لأفراد الأسرة المباشِرة للمواطنين الكنديين والحاصلين على الإقامة الدائمة الذين غادروا لبنان في 29 أيلول (سبتمبر) 2024 أو بعد هذا التاريخ التقدمُ بطلب للحصول على تصريح عمل مفتوح أو تصريح دراسة أو تمديد الوضع القانوني دون أيّ تكلفة مالية عند وصولهم إلى كندا. تنطبق هذه الإجراءات على الأزواج والأشخاص المعالين بغضّ النظر عن جنسيتهم، وبغضّ النظر عمّا إذا كانوا قد غادروا لبنان على متن رحلات جوية نظّمتها وزارة الشؤون العالمية الكندية أو بوسائل أُخرى. كما أنه يمكن الآن للمواطنين اللبنانيين الموجودين في كندا بموجب تأشيرة إقامة مؤقتة سارية المفعول التقدمُ بطلب للحصول على تصريح عمل مفتوح أو تصريح دراسة أو تمديد لوضعهم القانوني دون أيّ تكلفة مالية أيضاً. وقالت وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة في بيانها إنّ ’’الوضع في لبنان لا يزال غير مستقر ولا يمكن التنبؤ به بسبب الاشتباكات العنيفة والمتصاعدة، بما في ذلك ’’إطلاق الصواريخ والقذائف يومياً بالإضافة إلى الغارات الجوية‘‘. ’’نواصل حثّ الكنديين على تجنّب السفر إلى لبنان. وننصح الكنديين والحاصلين على الإقامة الدائمة وأفراد أسرهم (الموجودين في لبنان) بالمغادرة بالوسائل التجارية الآن إذا كان بإمكانهم القيام بذلك بأمان‘‘، أضافت الوزارة في بيانها. وأشار البيان إلى أنّ وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة قامت بزيادة قدرتها على معالجة الملفات من داخل المنطقة وإلى أنها تواصل معالجة الطلبات المقدَّمة من الكنديين والحاصلين على الإقامة الدائمة وأفراد أسرهم في لبنان بأسرع وقت ممكن. ’’ومع استمرار تفاقم الأوضاع، تظل الحكومة الكندية ملتزمة بشكل كامل بتركيز اهتمامها على سلامة الكنديين في المنطقة وأمنهم‘‘، أكّدت الوزارة في بيانها.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً