أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 38) (آوى اليه أخاه)

أنصار العراق لايوائهم أهل لبنان (ح 38) (آوى اليه أخاه)

فيينا / الجمعة 29 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
الآية تبين أن يوسف عليه السلام قد إستقبل المهاجرين الى مصر (أهله) بحفاوة وكرم بالغين ودعاهم لتناول الطعام على مائدته، ثمّ بعد ذلك أمر يوسف عليه السلام بأن تهيّأ لهم الغرف ليستريحوا فيها ويناموا. هذا درس قرآني يطبق في كل مكان وزمان، والآن الأهل اللبنانيون في محنة التهجير بل القتل والتدمير مما يتطلب الأقتداء بنبي الله يوسف بأطعامهم وايوائهم. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ﴿يوسف 69﴾  أخبر سبحانه عن دخولهم عليه فقال: ” وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ” أي: لما دخل أولاد يعقوب على يوسف ضم إليه أخاه من أبيه وأمه ابن يامين وأنزله معه عن الحسن وقتادة وقيل: أنهم لما دخلوا عليه قالوا: هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به فقال: أحسنتم ثم أنزلهم وأكرمهم ثم أضافهم وقال: ليجلس كل بني أم على مائدة فجلسوا فبقي ابن يامين قائما فردا فقال له يوسف: ما لك لا تجلس قال: إنك قلت ليجلس كل بني أم على مائدة وليس لي فيهم ابن أم فقال: يوسف أ فما كان لك ابن أم قال: بلى قال: يوسف فما فعل قال: زعم هؤلاء أن الذئب أكله قال: فلما بلغ من حزنك عليه قال: ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتققت له اسما من اسمه فقال له يوسف: أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده قال ابن يامين: إن لي أبا صالحا وقد قال لي: تزوج لعل الله يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فقال له: يوسف تعال فاجلس معي على مائدتي فقال إخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته روي ذلك عن الصادق عليه السلام.  ” قال إني أنا أخوك ” أي: أطلعه على أنه أخوه وقيل: أنه قال: أنا أخوك مكان أخيك الهالك ولم يعترف له بالنسبة ولم يطلعه على أنه أخوه ولكنه أراد أن يطيب نفسه “فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” أي: فلا تسكن ولا تحزن لشيء سلف من إخوتك إليك عن وهب والسدي.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ﴿يوسف 69﴾  يوسف يخطّط للإحتفاظ بأخيه: وأخيراً دخل الاُخوة على يوسف وأعلموه بأنّهم قد نفّذوا طلبته واصطحبوا معهم أخاهم الصغير برغم إمتناع الأب في البداية، ولكنّهم أصرّوا عليه وإنتزعوا منه الموافقة لكي يثبتوا لك إنّهم قد وفوا بالعهد، أمّا يوسف فإنّه قد إستقبلهم بحفاوة وكرم بالغين ودعاهم لتناول الطعام على مائدته، فأمر أن يجلس كلّ إثنين منهم على طبق من الطعام، ففعلوا وجلس كلّ واحد منهم بجنب أخيه على الطعام، وبقي بنيامين وحيداً فتألّم من وحدته وبكى وقال: لو كان أخي يوسف حيّاً لعطف عليّ ولأجلسني إلى جنبه على المائدة لأنّنا إخوة من أب واحد واُمّ واحدة، قال يوسف مخاطباً إيّاهم: إنّ أخاكم بقي وحيداً وإنّني سأجلسه بجنبي على المائدة ونأكل سويّة من الطعام، ثمّ بعد ذلك أمر يوسف بأن تهيّأ لهم الغرف ليستريحوا فيها ويناموا، ومرّة أُخرى بقي بنيامين وحيداً، فاستدعاه يوسف إلى غرفته وبسط له الفراش إلى جنبه، لكنّه لاحظ في تقاسيم وجهه الحزن والألم وسمعه يذكر أخاه المفقود (يوسف) متأوّهاً، عند ذاك نفذ صبر يوسف وكشف عن حقيقة نفسه، والقرآن الكريم يصف هذه الوقائع بقوله: “وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”. قوله تعالى “لا تبتئس” مأخوذ من مادّة “البؤس” وهو أصل بمعنى الضرر والشدّة، لكن في الآية الشريفة إستعملت بمعنى: لا تسلط الغمّ على نفسك ولا تكن حزيناً من معاملتهم لك، والمراد بقوله (يعملون) هو معاملة الاُخوة السيّئة لأخيهم بنيامين حيث خطّطوا لإبعاده وطرده من بينهم كما فعلوا بيوسف ـ فقال يوسف لأخيه: لا تحزن فإنّ المحاولات التي قاموا بها لإلحاق الضرر بي قد إنقلبت إلى خير وسعادة ورفعة لي، إذاً لا تحزن وكن على يقين بأنّ محاولاتهم سوف تذهب أدراج الرياح. وتقول بعض الرّوايات: إنّه عند ذاك إقترح يوسف على أخيه بنيامين وقال له: هل تودّ أن تبقى عندي ولا تعود معهم؟ قال بنيامين: نعم، ولكن إخوتي لا يوافقون على ذلك، لأنّهم قد أعطوا أبي العهود والمواثيق المغلّظة بأن يرجعوني إليه سالماً. قال يوسف: لا تهتمّ بهذا الأمر فإنّي سوف أضع خطّة محكمة بحيث يضطرّون لتركك عندي والرجوع دونك.
جاء في صحيفة العربي الجديد بتأريخ 09 أكتوبر 2024: خصصت الحكومة العراقية مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي لتقديم الدعم والمساعدة للعائلات اللبنانية التي قدمت إلى العراق بسبب العدوان الإسرائيلي على بلادها، وسط تأكيدات بوصول أكثر من ثمانية آلاف لبناني إلى العراق حتى الآن. وعقد مجلس الوزراء العراقي، أمس الثلاثاء، جلسة برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بحث فيها عدداً من الملفات، من بينها دعم اللبنانيين الذين لجأوا إلى العراق، ووفقاً لبيان للمجلس، فإن “المجتمعين بحثوا ملف الاستمرار بتقديم الدعم والإغاثة والمساعدات للشعب اللبناني، وقد أقرّ المجلس تخصيص ثلاثة مليارات دينار من احتياطي الطوارئ إلى وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لتقديم الخدمة إلى الضيوف اللبنانيين الوافدين إلى العراق”. وتعمل الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والعتبات المقدسة والمحافظات لجمع التبرعات للشعب اللبناني. وقال المتحدث باسم الأمانة حيدر مجيد، أمس الثلاثاء، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، “منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان وصلت طائرة محملة بـ15 طناً من المواد الطبية المختلفة، يرافقها 20 طبيباً بمختلف الاختصاصات ثم تلتها خمس شحنات جوية محملة بـ75 طناً من المواد الاغاثية تحمل شحنة لوزارة الصحة وثلاث شحنات لهيئة الحشد الشعبي وشحنة للهلال الأحمر العراقي”، مبيناً أن “وجبات أخيرة من الشحنات والقوافل الإغاثية والطبية وصلت براً إلى الشعب اللبناني الشقيق بعد حظر  وتوقف الطيران لخطورة الأجواء، والعراق مستمر بإرسال تلك القوافل”. وأكد أن “التنسيق مستمرّ مع المحافظات وكذلك العتبات المقدسة، وكذلك مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي افتتح موكب إغاثة في دمشق، فضلاً عن فتح موكب من قبل هيئة الحشد الشعبي في بيروت”، مبيناً أن “الهلال الأحمر نصب مستشفيات ميدانية ومراكز صحية ومراكز لاستقبال النازحين في منفذ القائم الحدودي”. وأشار إلى “تشكيل وزارة الهجرة والمهجرين فريقاً متكاملاً لاستقبال النازحين اللبنانيين مع تهيئة سلات غذائية آنية وعاجلة لهم”.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً