الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 2): شجرة آدم (هل أدلك على شجرة الخلد)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 2): شجرة آدم (هل أدلك على شجرة الخلد)

فيينا / الأحد 12 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ” ﴿طه 120﴾ شجرة اسم، الْخُلْدِ: الْ اداة تعريف، خُلْدِ اسم. شَجَرَةِ الخُلْدِ: يخلد من أكل منها. فوسوس الشيطان لآدم وقال له: هل أدلك على شجرة، إن أكلت منها خُلِّدتَ فلم تمت، وملكت مُلْكًا لا ينقضي ولا ينقطع؟ وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ” (طه 120) “فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد” أي التي يخلد من يأكل منها “ومُلْك لا يبلى” لا يفنى وهو لازم الخلد. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ” ﴿طه 120﴾  أي: على شجرة من أكل منها لم يمت “وملك لا يبلى” جديده ولا يفنى وهذا كقوله “ما نهاكما ربكما عن هذه الشجر”.
جاء في الموسوعة الحرة عن البصرة: البَصْرَةُ مَدينة عراقية تقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب، وهي المركز الإداري والسياسي لمحافظة البصرة، بلغ عدد سكانها 1,612,000 نسمة حسب تقديرات عام 2021. البصرة هي أيضًا الميناء الرئيسي للعراق، على الرغم من عدم وجود منفذ للمياه العميقة، والتي يتم مناولتها في ميناء أم قصر. في أبريل 2017، اعترف البرلمان العراقي بالبصرة عاصمة اقتصادية للعراق. البصرة مدينة قديمة شيدها عتبة بن غزوان في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب لتكون أول مدينة إسلامية بناها العرب خارج شبه الجزيرة العربية، وهي من المدن العربية الكبرى حيث تحتل المركز الخامس عشر من حيث عدد السكان حسب إحصائيات عام 2007. التاريخ: العصور القديمة: موقع جنات عدن شمال مدينة البصرة: يعود تاريخ مدينة البصرة إلى ما قبل العصور التاريخية حيث يعتقد الكثير من الباحثين على أن جنات عدن التي نزل فيها آدم أبو البشر تقع إلى الشمال من مركز المدينة بالتحديد منطقة القرنة التي تحتوي على شجرة آدم حسب الاعتقاد السائد هناك وتبعد عنها 20 كم. وقد بنيت البصرة على أنقاض معسكر للفرس في منطقة كانت تدعى الخريبة. كما أن هنالك مدينة أثرية يعتقد بعض المؤرخين أنه تم بنائها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون، وادّعى آخرين إنها كانت مدينة آشورية، حيث كان لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر، فإن صح هذا فان طريدون أو تريدون تكون جنوب مدينة الزبير قرب خور الزبير في الوقت الحاضر، بينما يعتقد الرحالة جسني إن موقع طريدون هو قرب جبل سنام والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي ثلاثة عشر ميل، فإذا كان ذلك صحيحاً فيجب أن يكون خور الزبير والذي هو امتداد الخليج العربي يمتد إلى جبل سنام أيام الدولة البابلية.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ” ﴿طه 120﴾ الشيطان هو الشرير لقب به إبليس لشرارته، والمراد بشجرة الخلد الشجرة المنهية والبلى صيرورة الشيء خلقا خلاف الجديد. والمراد بشجرة الخلد شجرة يعطي أكلها خلود الحياة، والمراد بملك لا يبلى سلطنة لا تتأثر عن مرور الدهور واصطكاك المزاحمات والموانع فيؤول المعنى إلى نحوقولنا هل أدلك على شجرة ترزق بأكل ثمرتها حياة خالدة وملكا دائما فليس قوله:” لا يبلى” تكرارا لإفادة التأكيد كما قيل. والدليل على ما ذكره ما في سورة الأعراف في هذا المعنى من قوله: “مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ” (الأعراف 20) ولا منافاة بين جمع خلود الحياة ودوام الملك هاهنا بواو الجمع وبين الترديد بينهما في سورة الأعراف لإمكان أن يكون الترديد هناك لمنع الخلو لا لمنع الجمع، أويكون الجمع هاهنا باعتبار الاتصاف بهما جميعا والترديد هناك باعتبار تعلق النهي كأنه قيل: إن في هذه الشجرة صفتين وإنما نهاكما ربكما عنها إما لهذه، أولهذه أوإنما نهاكما ربكما عنها أن لا تخلدا في الجنة مع ملك خالد أوأن لا تخلدا بناء على أن الملك الخالد يستلزم حياة خالدة فافهم ذلك وكيف كان فلا منافاة بين الترديد في آية والجمع في أخرى.
جاء في  تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (شجر) “شجر بينهم” (النساء 64) اختلط بينهم، وقال أبو عبيدة: الشجر الأمر المختلف وتشاجر القوم: اختلفوا، وعن الأزهري”شجر بينهم” (النساء 64) إذا وقع خلاف بينهم، وعن ابن عرفة: سمي الشجر: لاختلاف بعضه في بعض وتداخله، و”الشجرة الملعونة في القرآن” (النساء 64) شجرة الزقوم ولعنت حيث لعن طاعموها من الكفار فوصفت بلعن أصحابها على المجاز، ويقال: بنو أمية “ونخوفه” (النساء 64) بمخاوف الدنيا والآخرة “فما يزيدهم إلا طغيانا” (النساء 64) و”شجرة الخلد” (طه 120) من أكل منها لا يموت و”شجرة مباركة ” (النور 35) النبي صلى الله عليه وآله، و”كشجرة طيبة ” (ابراهيم 24) كالنخلة والتين والرمان وكل شجرة مثمرة طيبة، وعن ابن عباس: شجرة في الجنة، و”كشجرة خبيثة ” (ابراهيم 26) كل شجر لا يطيب ثمرها كشجر الحنظل والكشوت، قال تعالى: “مثلا كلمة طيبة ” (ابراهيم 24) وهي كلمة التوحيد، وقيل: كل كلمة حسنة كالتسبيحة والتحميدة والاستغفار”مثلا كلمة طيبة ” (ابراهيم 24) وقال تعالى: “كلمة خبيثة ” (ابراهيم 26) كالشرك أو كل كلمة قبيحة “كشجرة خبيثة ” (ابراهيم 26) وقوله: “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ” (الفتح 18) يقال: هي الثمرة وسميت البيعة بيعة الرضوان بهذه الآية حيث بايعوا النبي صلى الله عليه وآله بالحديبية وكان عددهم ألفا وخمسمائة أو ثلاثمائة.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ” ﴿طه 120﴾ (الوسوسة) في الأصل تعني الصوت المنخفض جدّاً، ثمّ قيلت لخطور الأفكار السافلة والخواطر السيّئة سواء كانت تنبع من داخل الإنسان، أو من خارجة. إنّ الشيطان تتبّع رغبة آدم وأنّها في أي شيء، فوجد أنّ رغبته في الحياة الخالدة والوصول إلى القدرة الأزليّة، ولذلك جاء إليه عن هذين العاملين وإستغلّهما في سبيل جرّه إلى مخالفة أمر الله. وبتعبير آخر: فكما أنّ الله قد وعد آدم بأنّك إن تجنّبت الشيطان وخالفته فستحظى بالتنّعم في الجنّة دائماً، فإنّ الشيطان قد وسوس إليه عن هذا الطريق (أي أنّه سيخلد في الجنّة أيضاً). أجل إنّ الشياطين يبدؤون دائماً في بادية خططهم من نفس النقاط والطرق التي يبدأ منها المرشدون إلى طريق الحقّ، لكن لا تمرّ الأيّام حتّى يجروهم إلى هاوية الإنحراف، ويجعلون جاذبية طريق الحقّ وسيلة للوصول إلى المتاهات.
جاء في معاني القرآن الكريم: خلد الخلود: هو تبري الشيء من اعتراض الفساد، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكل ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود، كقولهم للأثافي: خوالد، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها. يقال: خلد يخلد خلودا (انظر: الأفعال 1/443)، قال تعالى: “لعلكم تخلدون” (الشعراء 129)، والخلد: اسم للجزء الذي يبقى من الإنسان على حالته، فلا يستحيل ما دام الإنسان حيا استحالة سائر أجزائه (انظر: البصائر 2/558)، وأصل المخلد: الذي يبقى مدة طويلة ومنه قيل: رجل مخلد لمن أبطأ عنه الشيب، ودابة مخلدة: هي التي تبقى ثناياها حتى تخرج رباعيتها، ثم استعير للمبقي دائما. والخلود في الجنة: بقاء الأشياء على الحالة التي عليها من غير اعتراض الفساد عليها، قال تعالى: “أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون” (البقرة 82)، “أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” (البقرة 39)، “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها” (النساء 93)، وقوله تعالى: “يطوف عليهم ولدان مخلدون” (الواقعة 17)، قيل: مبقون بحالتهم لا يعتريهم استحالة، وقيل: مقرطون بخلدة، والخلدة: ضرب من القرطة (القرطة والأقراط والقراط جمع: قرط، وهو نوع من حلي الأذن؛ وهذا قول ابن قتيبة في غريب القرآن ص 447)، وإخلاد الشيء: جعله مبقى، والحكم عليه بكونه مبقى، وعلى هذا قوله سبحانه: “ولكنه أخلد إلى الأرض” (الأعراف 176)، أي: ركن إليها ظانا أنه يخلد فيها.  شجر الشجر من النبات: ما له ساق، يقال: شجرة وشجر، نحو: ثمرة وثمر. قال تعالى: “إذ يبايعونك تحت الشجرة” (الفتح 18)، وقال: “أأنتم أنشأتم شجرتها” (الواقعة 72)، وقال: “والنجم والشجر” (الرحمن 6)، “لآكلون من شجر من زقوم” (الواقعة 52)، “إن شجرة الزقوم” (الدخان 43). وواد شجير: كثير الشجر، وهذا الوادي أشجر من ذلك.
جاء في موقع الجزيرة عن شجرة آدم أقدم أشجار العراق عند مصب دجلة والفرات ما قصتها؟ للكاتب طه العاني: ورد ذكر الشجرة في مرويات ووثائق عدد من القنصليات في البصرة، كما ورد ذكرها في أدبيات الحقبة العثمانية، وفي رحلة نيبور عام 1765، وكذلك في البعثة الإيطالية عام 1781، وفي المرويات البريطانية والإيرانية. يحفل العراق بكثير من المواقع الأثرية والمعالم التراثية التي لا تزال شاخصة منذ مئات السنين، وتدور حولها الأساطير المتوارثة عبر الأجيال. وتعدّ “شجرة آدم” الواقعة في منطقة القرنة عند التقاء نهري دجلة والفرات في محافظة البصرة جنوبي البلاد- واحدة من الرموز التاريخية القديمة التي تتباين الآراء حول عمرها ولغز وجودها. يصف أستاذ التاريخ القديم الدكتور ميثم النوري شجرة آدم بأنها واحدة من الألغاز التاريخية التي رفدت بها أرض الرافدين. ويبيّن للجزيرة نت أن الروايات اختلفت في أصل هذه الشجرة، إذ أشارت بعض الدراسات التاريخية والروائية والأدبية إلى أن عمرها يعود إلى عصور الأنبياء، في حين أصرّ آخرون على أنها مجرد شجرة معمّرة. ويؤكد النوري أن هذه الشجرة، بكل الأحوال، باتت تمثل أحد المعالم الأثرية المهمة للسياح في منطقة القرنة، حيث يتوافد عليها مئات الأشخاص سواء للتبرك، أو لطلب الأمنيات. أستاذ التاريخ القديم أشار إلى أن بعض المصادر ترجع تاريخ الشجرة إلى عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، بعد أن وطئت قدماه هذه المنطقة قبل أكثر من ألفي عام، حيث أشار إلى أنه سوف تنبت في هذا المكان شجرة كشجرة نبي الله آدم في جنة عدن المذكورة في كتب الأديان القديمة. وفي ما يخص عمر هذه الشجرة، فقد أشار بعض المختصين إلى أن عمرها يمتد بين 400 إلى 600 عام، إلا أن هناك إشارات أخرى تؤكد أن عمرها يتجاوز ألف عام. وعن نوع هذه الشجرة، يقول النوري إن أغلب المصادر أشارت إلى أنها شجرة سدر، في حين ذهب آخرون إلى أن أصلها من شجر الكالبتوز. المرويات القديمة: وورد ذكر هذه الشجرة في كثير من المرويات والوثائق التي خصت مجموعة من القنصليات والدول التي كانت موجودة آنذاك، حسب النوري. وينقل أستاذ التاريخ عن قنصل روسيا القيصرية في البصرة آنذاك، الذي يعرف باسم ألكسندر أداموف، أنه ذكر في كتابه “ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها” الذي صدر عام 1912 إشارة مهمة جدا خصت هذه الشجرة بأنه لا يمكن أن نصف مدينة القرنة وصفا كاملا من دون أن نذكر الأسطورة التي تقع في الموضع الذي كانت تقوم به جنة أجدادنا، وهي إشارة هنا إلى أنها كانت مركزا لجنة عدن. ويتابع النوري “كذلك أبدى أداموف كثيرا من الأمور الخاصة بهذه الشجرة، بوصفها نوعا من أنواع أشجار الطلح العربية الواقعة عند ملتقى دجلة والفرات”. كما ورد ذكر الشجرة في زمن الدولة العثمانية ووجودها في البصرة في كتاب “النصرة في أخبار البصرة” للقاضي أحمد نور الأنصاري عام 1860، إذ تحدث عن وجود شجرة قديمة مشهورة في منطقة القرنة، تسمى عند أهلها باسم “البرهام”، وهي نوع من جنس السمر ويزعم أهلها في المرويات أن هذه الشجرة تعود إلى زمن نبي الله آدم عليه السلام. وبعيدا عن مكانها الذي يستقطب السياح، فقد ذكرت في العديد من كتب الرحلات -حسب النوري- مثل رحلة نيبور عام 1765، وكذلك في البعثة الإيطالية عام 1781، وفي المرويات البريطانية والإيرانية. ويعرب النوري عن اعتقاده أن الاهتمام بهذه المنطقة من الرحالة والمستكشفين ينبع من تصورهم المنطقي وفق المرويات المذكورة في العهد القديم بصفتها “الأرض ذات الأنهر الأربعة”.
ويستطرد الكاتب العاني عن شجرة آدم في محافظة البصرة قائلا: منشأ الحضارة: ويقول مدير مفتشية آثار وتراث البصرة السابق قحطان عبد علي العبيد إن “شجرة آدم” رغم أهميتها ليست بالضرورة أن تكون نفسها التي ذكرت أو تحدثت عنها الأخبار منذ مئات السنين، والأهم رمزيتها وموقعها. ويضيف للجزيرة نت “لأننا كنا أحد المسؤولين عن كتابة ملف إدراج الاهوار على لائحة التراث العالمي، تعمقنا في دراسة هذه المنطقة، إضافة إلى إجراء مسوح ميدانية ودراسات حقلية، بالإضافة إلى الأبحاث الحديثة والقديمة الدولية والمحلية”. ويلفت العبيد إلى أن منطقة دلتا دجلة والفرات، التي تنتهي فيها نقطة الأهوار في الوقت الحاضر حيث كانت ممتدة إلى الأبعد في الزمن السحيق، فيها أسرار حيرت العلماء المتخصصين، فأغلب الأساطير والحكايات عنها، كمكان نزول نبي الله آدم وكذلك ولادة نبي الله إبراهيم ونبي الله نوح وقصة الطوفان الشهيرة، وقد سميت “جنة عدن” في التوراة، وذكرت في كثير من الأبحاث أنها المنطقة التي نشأت فيها الحضارة السومرية وتميّزت عن الحضارات الأخرى بالرقي الذي وصلت إليه. وينوّه العبيد الباحث بالتراث الثقافي العراقي إلى أن كثيرا من الباحثين والمتخصصين يقولون إن من المستحيل لشجرة تحتوي على مواد عضوية أن تبقى 400 عام أو أكثر على هذا الوضع الحالي رغم أن بعض أشجار غابات الأمازون الاستوائية فاقت الألف عام، حسب رأيه. ويؤكد العبيد أن هذه المنطقة بقيت سنوات طويلة محط اهتمام المجاميع السياحية، ليس فقط بسبب هذه الشجرة، بل يرجع ذلك أيضا إلى أهمية هذه الزاوية عند التقاء دجلة والفرات وأهميتها التاريخية منذ نشأة الخليقة. رمزية الشجرة: ويقول الصحفي والكاتب ماجد البريكان إن ما تعرف بـ”شجرة آدم” فاقدة للحياة منذ أعوام كثيرة، وهي عبارة عن جذع متيبس مثبت بمادة الإسمنت ومحاط بالرخام. ويضيف للجزيرة نت أن أهمية الشجرة تكمن في قدمها ورمزيتها المكانية المرتبطة بملتقى دجلة والفرات، وقد أشار إليها بالإعجاب العديد من الرحالة والدبلوماسيين الأجانب في مؤلفاتهم في القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20. ويعتقد البريكان أن موقع الشجرة يمكن أن يعود مقصدا سياحيا مهما في حال تنشيط السياحة في جنوب العراق، وحتى ذلك الحين من الضروري الحفاظ على ما تبقى من الشجرة، فضلا عن بذل جهد علمي لتحديد عمرها الحقيقي، قطعا للجدل المثار في هذا الصدد. يشار إلى أن قطعة المرمر الأبيض الموجودة تحت الشجرة كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية “بعدما صلّى النبي إبراهيم عليه السلام في هذه البقعة عام 2000 قبل الميلاد، قال ستنبت في هذه البقعة شجرة كشجرة آدم في جنة عدن”.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً