الرئيسية / مقالات / تأثير الحوكمة الرقمية على بيئة وريادة الأعمال وجودة العمل

تأثير الحوكمة الرقمية على بيئة وريادة الأعمال وجودة العمل

فيينا / الجمعة 24 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د . عادل عامر / مصر

إن الاعتماد الكلى على العالم الرقمى مع الافتقار إلى أطر الحوكمة الكافية يجعل سلبيات التوجه إلى الحالة الرقمية أمرا مزعجا فى بعض الأحيان، كما تثار التساؤلات من حين إلى آخر: أين نحن من الحالة الرقمية؟ وإلى أين سنصل بها؟ وما الإجراءات والأطر التى تقلل من سلبيات التوجه الرقمى وتعظم من فوائده؟ لذلك ظهرت الحاجة إلى النظر إلى الحوكمة الرقمية أو الإلكترونية بالتوازى مع جهود التحول الرقمى الكثيفة بهدف إدارة المخاطر المرتبطة بها والتخفيف من حدتها. يمثل الأمن السيبرانى أحد أهم التهديدات التى تواجهها المؤسسات التى تتبنى التحول الرقمى وهو تهديد تقنى، ومؤسسى، وهيكلى، ويزداد تواتر التهديدات السيبرانية وتعقيدها وتأثيرها بدرجة تتناسب طرديا مع تطور الحالة الرقمية، ما يشكل مخاطر على البيانات الحساسة للمؤسسات والبنية التحتية الحيوية الحرجة للدول، الأمر الذى يتطلب معه الإلزام بإنشاء أطر قوية للأمن السيبرانى تساعد على تبنى قواعد تساعد فرق الأمن السيبرانى على تخطى تلك التهديدات، ويشمل ذلك خطط الاستجابة للحوادث والإدارة الاستباقية والتنبؤية للأخطار، ووضع هياكل للإدارة القوية، والمراقبة الآنية المستمرة، للحماية من هذه التهديدات، كما توفر الحوكمة الرقمية أيضا أطرا ليس فقط لتخطى تحديات الأمن السيبرانى، وإنما لوضع الأسس والأطر للتفاعل مع العالم الرقمى بحذر دون الانفلات والإضرار بالمؤسسات ودون أيضا كبح جماح الابتكار.

تُعد الإدارة المالية ركيزة أساسية لضمان استدامة أي شركة وتحقيق النمو. ومع التحولات الرقمية، تغيرت طريقة إدارة الشركات لمواردها المالية، حيث أصبحت الأدوات التكنولوجية تلعب دورًا حيويًا في تسهيل هذه العملية. الآن، يمكن للشركات استخدام أنظمة إدارة الموارد المالية المتكاملة (ERP) لمتابعة النفقات والإيرادات بشكل فوري ودقيق.

التحليلات المالية القائمة على التكنولوجيا توفر للشركات القدرة على توقع الاتجاهات السوقية المستقبلية واتخاذ قرارات استثمارية ذكية. على سبيل المثال، يمكن للشركات تحليل البيانات المالية التاريخية والتنبؤ بالأداء المالي المستقبلي بناءً على أنماط الأسواق. هذه الأدوات تجعل الإدارة المالية أكثر مرونة وشفافية، مما يساعد الشركات على تحقيق التوازن المالي وتجنب الأزمات المالية غير المتوقعة.

علاوة على ذلك، تسهم التكنولوجيا في تحسين الشفافية المالية وتقليل الفساد الداخلي. الأدوات المالية المتقدمة تسهل عملية تتبع حركة الأموال وتوفر تقارير مفصلة عن الأنشطة المالية، مما يقلل من احتمالات حدوث أخطاء أو تلاعب. هذه الشفافية المالية تعزز من ثقة المستثمرين والعملاء في الشركة، مما يسهم في دعم نموها المستدام.

تُعتبر إدارة العمليات الفعّالة مفتاح النجاح التشغيلي لأي شركة. التحولات الرقمية أسهمت بشكل كبير في تحسين إدارة الأعمال من خلال توفير أدوات تساعد في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. الأدوات الرقمية مثل أنظمة ERP تُسهم في تحسين سلاسل التوريد، إدارة المخزون، وتخطيط الإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وتقليل الهدر.

على سبيل المثال، استخدام الروبوتات وتقنيات الأتمتة في المصانع يُسهم في تقليل الاعتماد على العمالة البشرية في العمليات الروتينية، مما يزيد من سرعة الإنتاج ويقلل من التكاليف التشغيلية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الأدوات التحليلية المتقدمة للشركات القدرة على مراقبة الأداء بشكل فوري واتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة عند الحاجة. مع التقدم المستمر والمتسارع للتكنولوجيات الرقمية، يشهد العالم تغييرات جذرية في طريقة عمل الشركات والمؤسسات من خلال استراتيجيات إدارة الأعمال في العصر الحديث. هذا التحول الرقمي ليس تحدياً فقط، بل هو فرصة للتطور والتقدم. إنّ استخدام التكنولوجيا الرقمية مثل تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء يسهم في تعزيز أداء الشركات وتحقيق التفوق التنافسي.

تحسين العمليات لا يقتصر فقط على الإنتاج، بل يشمل أيضًا تحسين تجربة العملاء. الشركات التي تعتمد على التحولات الرقمية تستطيع تقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة لعملائها، مما يعزز من رضا العملاء ويسهم في بناء سمعة قوية في السوق. هذا يعزز من قدرة الشركة على التنافس بفعالية في بيئة الأعمال المتغيرة. وقد أظهرت النتائج ثبوت صحة الفرض الرئيسى للبحث وهو يوجد أثر معنوى ذو دلالة احصائية بين حوكمة تكنولوجيا المعلومات كمتغير وسيط فى العلاقة بين المراجعة الداخلية كنشاط مضيف للقيمة والحد من مخاطر نظم المعلومات المحاسبية الإلكترونية.

ومن الجدير بالذكر أن إنهيار الكثير من المنشأت وماتبعه من ضياع حقوق المساهمين والمستثمرين وأصحاب المصالح الأخرى انعكس على ضياع الثقة فى المعلومات المحاسبية الإلكترونية،  لذلك كان لابد من الإهتمام بتطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات للتأكد من أن المنشأة تحقق الأهداف المخططة والتى لها مردودها على تحسين جودة المعلومات المحاسبية الإلكترونية عن طريق تفعيل دور فريق المراجعة الداخلية فى الحد من مخاطر نظم المعلومات المحاسبية الإلكترونية، خاصة وأن التطور السريع فى تكنولوجيا المعلومات لم يصاحبه تطور مماثل فى الضوابط الرقابية، كما لم يواكب ذلك تطورا مماثلا فى مهارات وخبرات فريق المراجعة الداخلية، ولم تدرك المنشاَت الدور المهم الذى تلعبه تكنولوجيا المعلومات فى حوكمة الشركات، تطور استراتيجيات إدارة الأعمال في العصر الرقمي: تتطلب الاستراتيجيات التكيف مع التطورات التكنولوجية واستغلال فرص الابتكار الرقمي. يجب أن تكون الاستراتيجيات قائمة على استخدام التكنولوجيا الرقمية وتقديم تجارب متميزة للعملاء.

 ومن هذا المنطلق فالحاجة ملحة الى حوكمة تكنولوجيا المعلومات، ولكن عدم توافر واستقرار منهج علمى وعملى سليم لحوكمة تكنولوجيا المعلومات قد يؤدى الى التخوف من المراجع الداخلى من تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات، ولتحقيق هذا الدور بفعالية يجب البحث عن التأهيل المناسب للمراجع الداخلى من الناحية العلمية والعملية فى مجال تكنولوجيا المعلومات لتجنب القصور فى التكنولوجيا الموجودة والتى تتيح الغش والتلاعب والإحتيال فى النواحى المالية، وكذلك لتحسين كفاءة وفعالية المراجع الداخلى واظهار مدى إمكانية مساهمته فى إضافة قيمة للمنشأة فى ظل حوكمة تكنولوجيا المعلومات فى إطار معايير للمراجعة الداخلية تحكم أداء المراجع الداخلى وتحسن من جودته، فضلا عن ضرورة تطوير أنظمة الرقابة للمراجعة الداخلية فى ظل حوكمة تكنولوجيا المعلومات لكى تتلاءم مع أهداف وسياسات المنشآت، وحماية البيانات والمعلومات، ومن ثم الحد من مخاطر نظم المعلومات المحاسبية الإلكترونية . يتعاظم مفهوم ريادة الأعمال في المجتمع ويؤدي إلى توليد روح المبادرة والابتكار والتنافس بين الشباب فضلاً عن حل أزمة البطالة وما يترتب عليها من مشاكل اقتصادية واجتماعية، حيث تعد ريادة الأعمال من بين المقاصد الأولية التي تتجه إليها جهود الإنسان، فريادة الأعمال تستدعي الابتكار والتغيير الذي قد يأخذ أشكالا مختلفة، وتعتبر المحرك الحقيقي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهي لا تزال أفضل أمل لأي دولة في الازدهار، ومع سعي المجتمعات للوفاء بمتطلبات التشغيل تبرز الأهمية البالغة لرعاية جيل جديد من رياديي الأعمال، سواء من أصحاب العمل أو العاملين ذوي الروح الريادية، حيث تكثر فى عالمنا العربي المواهب والأفكار الإبداعية الشابة التى تبحث عمن يأخذ بها ويطورها.

تعتبر الرقابة على الاعمال ، من أهم الوسائل ذات التأثير على سير أعمال المؤسسة ،  وتحديد الخلل الذي يرافق سير أعمالها، وتبدو أهمية الرقابة من عدة نواحي أهمها أن الرقابة تمثل جانباً مهماً من جوانب صيانة الأمن الاقتصادي والاجتماعي للدولة. حيث يعود سبب ذلك الى أن أغلب ارواد الاعمال في المؤسسات من مواطني الدولة ، وبالتالي فإن دور الرقابة هنا يعود بالمحافظة على أموال الشركاء هذا من جهة . وما تمتاز به رؤوس أموال مؤسسات الاشخاص من خصوصية اجتماعية ، حيث تشكل العصب الإقتصادي للدولة من جهة اخرى.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً