الرئيسية / مقالات / حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)

حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)

فيينا / السبت 15 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

مع مرور الزمن، تتلاشى واحدة من أقدم وأعرق المهن التراثية في العراق، وهي صناعة السجاد اليدوي، حيث لم يتبقَّ سوى القليل من الحرفيين الذين ما زالوا يمارسونها، في ظل عزوف الأجيال الجديدة عنها بسبب مشقتها وتراجع الاهتمام بها. ودخول المستورد عليها.

على مدار عقود، كان النسيج اليدوي رمزًا للتراث العراقي الأصيل، لكن اليوم، لم يعد هناك من يحمله كما في السابق. ثامر أبو علي، أحد آخر الحرفيين البائعين المتبقين في هذا المجال، يصف الحال بحسرة: “الناس الذين كانوا يحيكون هذا السجاد إما ماتوا أو تركوه، وأبناؤهم لا يريدون الاستمرار به لأنه متعب وشاق”.

ويضيف البائع المتحسر؛ أن “في الماضي، كانت هذه المهنة مزدهرة، وكان الرجال والنساء يعملون بها. أما اليوم، فلم يبقَ منها سوى الذكريات، فالمهنة مكلفة، والعمل شاق، ولم يعد هناك دعم كافٍ للحفاظ عليها”.

رحيل الحرفيين.. ونهاية فن أصيل

مع قلة من تبقى من الحرفيين، تزداد المخاوف من اندثار هذا الفن التقليدي الذي كان يشكل جزءًا من الهوية العراقية. فإن السجاد اليدوي لم يكن مجرد سلعة تجارية، بل كان قطعة من التاريخ تحكي قصص الأجداد وتقاليدهم.

يقول أبو علي إن “بعض السجاد المتبقي يعود عمره إلى أكثر من 100 عام، مشيرًا إلى أن هناك أنواعًا مختلفة مثل (شغل الشنافية)، و(الإيزار الحمزاوي)، و(سجاد ولايتنا)، والسجاد المصنوع في مناطق العراق المختلفة، وكل منها يحمل طابعًا مميزًا”.

الأسعار حسب الجودة والعمر

وبحسب أبو علي، تختلف أسعار السجاد اليدوي تبعًا لعمره وجودته، حيث يمكن أن يصل سعر بعض القطع إلى 250 ألف دينار عراقي، بينما تباع أخرى بأسعار تتراوح بين 150 ألفاً و100 ألف دينار، وهناك أنواع نادرة قد تباع بـ 750 ألف دينار، وذلك حسب نظافة القطعة ومدى جودتها.

ورغم أن الأسعار قد تبدو مناسبة لعشاق التراث، إلا أن الإنتاج الجديد يكاد يكون معدومًا، إذ لم يعد هناك من يحوك هذه القطع بنفس الدقة والحرفة التي كانت سائدة في الماضي.

هل يجد السجاد اليدوي من ينقذه؟

اليوم، يقف النسيج اليدوي العراقي عند مفترق طرق، فإما أن يجد من ينقذه من الاندثار عبر مبادرات للحفاظ عليه ودعمه، أو يصبح مجرد إرث محفوظ في المتاحف والذكريات، بينما يفقد الحرفيون المتبقون الأمل في استمرار هذه المهنة العريقة.

حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)
حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)
حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)
حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)
حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)
حرفة السجاد اليدوي في العراق تقترب من الاندثار مع رحيل النسّاجين (صور)المصدر / شفق نيوز

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً