الرئيسية / مقالات / وجود التطرف الطائفي لدى دول العرب

وجود التطرف الطائفي لدى دول العرب

فيينا / السبت 15 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

نعيم عاتي الخفاجي 

التطرف والقتل بين العرب والمسلمين ليس وليد اليوم، بل سفك الدماء البريئة قديمة قبل مجيء الاسلام، ولنا بحروب الغساسنة والمناذرة، وحروب القبائل العربية مع بعضهم البعض الاخر، وفي عصر الإسلام بدأت عمليات القتل بسبب المواقف الدينية،  من اول يوم لانقلاب السقيفة، وقتل كل معارض حتى وان رفض تسليم الزكاة إلى الخليفة الذي وصل للحكم عن طريق فلتة، حسب وصف الخليفة الثاني  لبيعة ابي بكر في صحيح البخاري ومسلم ان بيعة ابي بكر كانت فلتة، وقى الله شرها المسلمون فإن عاد إليها أحد فإقتلوه، على أثرها حدثت خلافات وظلم، وبرز الخلاف مابين  الصحابة بحقبة حكم الخليفة عثمان، ثار الصحابة وقتلوه،  وبايع الصحابة الإمام علي ع في بيعة شعبية شاركت بها كل جماهير الصحابة، القوى المرتبطة بالامبراطورية الرومانية، رفضوا مبايعة الإمام علي ع وشهروا سيوفهم ضده، انتهت في اغتيال الإمام علي ع وهو في محراب الصلاة في مسجد الكوفة، وعندما وصل خبر استشهاد الامام علي ع إلى اهل الشام وفي داخل مسجد، تعجب اهل الشام من ذلك،  وذكر ابن هشام في سيرته الحلبية، قال اهل الشام وهم في حالة تعجب( أعلي يصلي؟)، كان اهل الشام يعتقدون الإمام علي ع لايصلي ولايصوم،  نحن لانريد نحاكم التاريخ، الجميع مات والجميع عند رب العالمين فهو الحَكم والحاكم، كلامي هناك من يقول بزمن صدام ماكنا نعرف هذا سني وهذا شيعي وهذا كوردي ومسيحي، ونفس القصة في سوريا يقول بعض السوريين نحن في سوريا ماكنا نعرف هذا سني وهذا شيعي علوي او دورزي او مسيحي او كوردي…..إلخ.

طيب اذا كان العراقيون والسوريون لايعرفون الطائفية والقومية، فمن الذي قصف المدن الكردية في السليمانية واربيل ودهوك في عام ١٩٢٢، ومن الذي أشعل حرب في عام ١٩٦٥ مع الأكراد استمرت لعام ١٩٧٥، ومن الذي هجر الريف الكردي في السليمانية واربيل وعمل مجمعات سكنية سميت في ( ال صداميات)، هل انا ام النظام البعثي الطائفي والشوفيني، من الذي هجر الكرد الفيليين وسلب منهم جناسيهم العراقية واموالهم واحتجز عشرة آلاف شاب كوردي فيلي شيعي واعدمهم ودفنهم في صحاري السماوة والانبار؟ من الذي قمع الانتفاضة عام ١٩٩١ وكتب شعارات على دبابات حرسه الجمهوري، لاشيعة بعد هذا اليوم، من الذي قصف مرقد الإمام الحسين ع وقال له الملعون حسين كامل انت حسين وانا اسمي حسين؟؟.

في الكليات العسكرية نسبة ٩٥% من الطلاب المقبولين سنة من الموصل وتكريت والانبار وخمسة بالمائة من الجنوب غالبيتهم من بيت السعدون وبقية البيوت السنية في الجنوب، رحم الله الدكتور الأمريكي هنري فوستر جعل أطروحته للدكتوراه اسمها نشأة العراق الحديث صدرت من جامعة لندن عام ١٩٣٢، هذا الأمريكي أكثر انسانية وشرف من الصحفيين والكتاب العراقيين والسوريين والعرب جميعا من المحيط إلى الخليج، الذين ينكرون وجود صراعات قومية ومذهبية،  هنري فوستر قال تم دمج مكونات غير متجانسة وعدم تشريع دستور بخطة بريطانية ليبقى العراق وبقية الدول الأخرى العربية دول فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية ليسهل السيطرة عليها، الف رحمة بل مليار رحمة على روح الدكتور الأمريكي هنري فوستر قال الحقيقة المرة، بينما حثالات البعثيين والقومجية والامعات يثرثرون ليل نهار والله ماكنا نعرف الطائفية والمذهبية بزمن صدام الجرذ وربعه البعثيين في البعث العراقي وكذلك الحال مع الاسد البعث السوري، نقولها وبصراحة لولا وجود صراعات قومية ومذهبية مستدامة بالعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والبحرين والسعودية لما سالت الدماء الغزيرة والبريئة، ولما طالت إعدامات مواطنين شيعة في السعودية والبحرين على سبيل المثال، رغم أن السعودية والبحرين دول مستقرة.

معلق سوري اسمه رامي كتب التغريدة التالية في منصة x( ‏كنت اعتقد ان طائفة السنة في سوريا منفتحة تتعايش مع المختلف ..

لكن بعد سقوط الاسد فهمت ان كلهم دواعش لا يستطيعون التعايش مع المختلف ولكن العصا الديكتاتورية القمعية لبشار الاسد جعلتهم يتعايشون مع الاخر رغما عن انفهم ..

سوريا لن تستقر الا بحاكم ديكتاتور يروض الداعشي الذي بداخلهم).

وفي الحقيقة ان تجربة نظام الحكم الطائفي في العراق وفي سوريا، لم يؤسسا إلى أنظمة بالعراق وسوريا تضمن العدالة والمساواة،  ويحمون  الأقليات والدليل، حال هروب صدام الجرذ سقط معه نظامه البعثي  السني، وحال هروب بشار الأسد سقط معه نظامه البعثي الشيعي  العلوي، لكن الفرق بالعراق الأكثرية الشيعية لا تؤمن بالسبي وإبادة السنة، على عكس الأكثرية السنية السورية التي تعتبر إبادة الشيعة عمل يرضي الله ويوصلهم إلى الجنة،  صدام الجرذ كان يسلم مناصب لأشخاص بعثيين ممسوخين يقدمهم شيعة مثل المجرم محمد حمزة الزبيدي او يقدم شخصية كوردية مثل طه محي الدين معروف على انه نائب صدام الجرذ عنوان منصبه كبير( نائب رئيس الجمهورية) ، بكل الاحوال العراق وسوريا لولا وجود خلافات مذهبية قومية لما تعرض بلديهم للاحتلال وسيطرة القوى الإرهابية التكفيرية، امين الحافظ رئيس سوري سابق سني ابن سني، أرسل قوات الجيش واجتاحت الدبابات السورية مدينة حماة وقتل عصابات اخوانية قتلت مواطنين علويين ومسيح، بحقبة رئاسته إلى سوريا، في زمن حافظ الأسد وفي عام ١٩٧٢، ضابط من الإخوان المسلمين ومعه مجموعة نفذ أقذر جريمة في الكلية الحربية في مدرسة مدفعية الميدان السورية، فرز الطلاب، السنة أطلق سراحهم، والطلاب الشيعة العلويين قام بقتلهم، بحيث قتل كل طلاب الكلية العسكرية بصنف مدفعية الميدان من العلويين.

بعام ١٩٢٨ قامت مجاميع سنية في مهاجمة قرى شيعية ومسيحية رغم كان زعيم العلويين صلاح العلي يقود المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، هذا الحيوان المطي صلاح العلي ومعه الحيوان زعيم الدروز السلطان بن الأطرش يقاتلون قوات الاحتلال، ورفضوا إقامة دولة الساحل وحمص للعلويين والدروز والمسيح.

بوضعنا العراقي غالبية ساسة المكون السني العراقي وقفوا مع الإرهاب ودمروا العراق وشعبه بسبب تفكيرهم المريض في العودة للتسلط على رقاب الشيعة والأكراد، غالبية سنة العراق اليوم يملكون أموال طائلة لم يحصلوا عليها بزمن حكم سيدهم جرذ العوجة صدام، لكن هؤلاء لديهم عقدة طائفية وقومية، يرفضون وجود عراق مزدهر بمشاركة الشيعة والاكراد، ويفضلون واحد منحط وساقط مثل صدام القذر الذي قتل الكثير من الشخصيات السنية، لكن احقادهم الطائفية تمنعهم العيش في عراق مستقر ومزدهر يشارك به الشيعي والكردي، لا استقرار بالعراق وسوريا دون وجود نظام حكم يعطي كل المكونات حقوقهم، الفدرالية تحل مشاكل العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان، لكن طبيعة الساسة يرفضون الحلول الواقعية، ويكررون أخطاء الأنظمة القمعية التي سبقتهم،  مع خالص التحية والتقدير.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

14/2/2025

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً