فيينا / الأربعاء 09 . 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الخفاجي
تمر علينا الذكرى الثانية والعشرون على سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، أقذر طاغية مجرم حكم العراقيين بالحديد والنار، حرق الحرث والنسل، مستبد فاق اجرامه إجرام كل المجرمين الذين حكموا العراق بجميع العصور السالفة بتاريخ العراق القديم والحديث، لم يحدثني أحد عن إجرام هذا العتل الزنيم، بل انا عشت تلك الحقبة المريرة، عشت جزء كبير من حياتي تحت حقبة نظام صدام الجرذ، كان فعلا نظام وحشي متوحش، لم يسلم من إجرامه حتى عبيده وأعوانه من قتلة الشعب.
يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يوم مختلف تماما عن بقية الأيام والشهور والسنين، هذا اليوم كان بمثابة نهاية أقذر طاغية حكم الشعب العراقي، لم يشهد تاريخ البشرية مجرم ظالم مثل صدام، صنعته قوى الاستعمار ومكنته للتسلط على رقاب العراقيين، لكن شاءت الحكمة الإلهية أن من أسقط صدام هم صانعوه، ورغم تعرض البلد لاحتلال دولة عظمى لكن رأينا قدرة الله عز وجل تجلت في كيفية إذلال الطغاة، وقد وردت هذه الآية بقوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج:40].
شاءت الحكمة الإلهية أن صدام الجرذ ونظامه الفاسد وصل للحكم عبر قطار أمريكي بريطاني، لكن نفس هذا القطار الذي اوصله قام في إسقاطه وإذلاله، يوم التاسع من نيسان أسس لحقبة جديدة وتبقى ذكريات هذا الإجرام المتوحش، في مخيلة كل عراقي شريف، نعم تكالبت علينا كل قوى الشر والظلام، اشتركت أنظمة الخليج الوهابية الطائفية في دعم نظام صدام الجرذ، لكي يجرم بحق أبناء الشعب العراقي.
الشعب العراقي ضحية مخططات دول الاستعمار التي رسمت حدود العراق وتقصدت في دمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض، ولم يشرع لنا المحتل البريطاني، دستور يكون هو الحاكم ويضمن مشاركة السنة والأكراد والشيعة بالحكم بشكل متساوي، ورحم الله الدكتور الأمريكي هنري فوستر الذي كتب أطروحته للدكتوراه في جامعة لندن عام ١٩٣٢ أسماها نشأة العراق الحديث تطرق أن بريطانيا وفرنسا تقصدوا بدمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض وعدم عمل دستور مثل ما عملت بريطانيا دستور للهند ليبقى العراق يعاني من صراع قومي مذهبي ليبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها، وهذا للأسف ما هو حاصل بساحتنا العراقية في كل الحقبات طيلة المائة عام الماضية، لولا هذا الصراع القومي المذهبي لما تم إسقاط نظام الزعيم عبدالكريم قاسم، ولما استهدف الارهاب الدولة العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك.
حقبة نظام البعث هي أسوأ حقبة زمنية مظلمة عرفها تاريخ العراق القديم والمعاصر، للأسف تكالب على شعب العراق كل قوى الشر والظلام، قوى الاستعمار اوصلت صدام الجرذ للحكم ودفعته لشن حروب غير مبررة وصمتت عن جرائمه بحق الشعب العراقي، دول الرأسمالية المتوحشة، فاقدة للأخلاق والقيم، يحكمون شعوبهم بالديمقراطيات ويدعمون أنظمة بدوية مجرمة، تحكم بعقليات بدوية طائفية متخلفة، بل وينشرون الفكر الوهابي التكفيري بمباركة ورضا دول الراسمالية المتوحشة، للاستفادة من التيارات التكفيرية في محاربة أعداء الناتو بالنيابة. استهدف الدولة العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ، هو نتاج حقد مذهبي بغيض والغاية جعل العراق دول فاشلة، وهناك حقيقة، البعثيين اوصلهم البريطانيين والامريكيين لحكم العراق، وتم دعم صدام الجرذ، وبعد وصوله إلى السلطة، أصبح من المستحيل اسقاطه من خلال الشعب العراقي بسبب الانقسامات المذهبية والقومية التي هي كانت موجودة وأيضا اججها صدام الجرذ واستفاد منها كثيرا.
القوى الغربية هي من زودت صدام الجرذ في الأسلحة الكيماوية من خلال شركات غربية تم تزويد صدام الجرذ، في اعتدة مدفعية كيماوي وكذلك تم تزويد صدام المجرم في صواريخ راجمات وصواريخ طائرات كمياوية، يوجد في الدنمارك مجموعة من بحارة عراقيين كانوا ينقلون اعتدة سلاح كيماوي من دول غربية، واضطروا هؤلاء لطلب لجوء سياسي في الدنمارك عام ١٩٨٤ ويفترض في وسائل الإعلام العراقية الحالية استضافتهم لشرح ذلك للرأي العام الشعبي العراقي، بل رأينا العكس، راجعوا وزارة النقل العراقية ولم يقبلوا حتى في اعادتهم للخدمة، منهم الصديق صدقي العزاوي من أهالي مدينة الكوت، والرجل مستعد أن يتحدث للشعب العراقي عن مشاهداته.
نعم تتقاطع المصالح، بعد احتلال صدام الجرذ للكويت، انتفت حاجة الغرب من صدام الجرذ، قالوا أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، بكل الاحوال نحن نعيش في عالم منافق فاقد للانسانية.
لولا أحداث سبتمبر، التي إثارة غضب أمريكا للانتقام لما تم إسقاط نظام صدام، أمريكا القوة العظمى الأولى بالعالم، هذا هو الواقع، وهي زعيمة العالم، بعد سيطرتها على قيادة العالم، بعد أن وافق لهم غورباتشوف على تفكيك المعسكر الشرقي والاتحاد السوفياتي، بعد إعطائه تعهدات، لكن أمريكا ضربت تعهداتها التي اعطتها إلى غورباتشوف عرض الحائط، تمددت على المعسكر الشرقي، جاءت أحداث سبتمبر عام ٢٠٠١ كانت ردة الفعل غزو أفغانستان وبعدها غزو العراق وإسقاط نظام صدام الجرذ الهالك.
بكل الأحوال الذي يدرس كتب التاريخ يجد هلاك الكثير من الطغاة على ايادي طغاة وملوك وزعماء دول عظمى أخرى احتلت بلدانهم وعاثت بهم قتلا، يقول الله عز وجل في سورة النمل{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}. (34).
ماحدث في يوم التاسع من نيسان قبل ٢٢ سنة، كان الحدث، بحق حكمة إلهية سواء آمنا بها أم لم نؤمن، الله عز وجل جعل نهاية حكم صدام الجرذ الهالك على ايادي عبده المؤمن في الانجيل، المستر جورج بوش، ورغم أنف الدول العربية وخاصة دول الرجعية صنيعة الاستعمار، فتحوا أراضيهم وقواعدهم الجوية والبحرية للقوات البريطانية والامريكية لغزو العراق واسقاط نظام صدام الجرذ الهالك.
النظام السياسي العراقي الحالي، يدفع ثمن أخطاء مائة عام ومنذ عام ١٩٢١، عندما تقصدت بريطانيا دمج ثلاث مكونات غير متجانسة، واستوردت لنا ملك خائن ابن خائن، ينتمي إلى اقلية مذهبية، ليحكم اكثرية شيعية ناقمة عليه، بسبب تهميش الشيعة في التمثيل السياسي والوظيفي، بعد سقوط نظام صدام الجرذ، يفترض إيجاد نظام سياسي يعتمد على تجربة جديدة، يستطيع جمع المكونات المذهبية والقومية الثلاث بدون صراعات واقصاء وتهميش، والعمل على إنهاء الصراع، وترك التفكير بالعقليات المتخلفة، العراق يتسع لكل ابنائه، لكن بشرط إعطاء كل مكون حقه في حكم مناطقه، من خلال تطبيق إقامة عدة اقاليم وتغليب مصلحة أبناء شعب العراق، والكف عن اساليب تبني قضايا العربان الخاسرة، فلسطين قضية مليار ونصف مليار سني وليست قضية الشيعة فقط.
إقامة الأقاليم افضل وسيلة لتجنيب العراق من الصراعات القومية والمذهبية، خلال ال ٢٢ سنة الماضية، تم تشكيل العديد من الحكومات العراقية، وقف ساسة المكون السني ضد العملية السياسية، دعموا الإرهاب ولازالوا يتحينون الفرص لعودة العمليات الارهابية للعراق، وبايع الكثير من قادة وساسة المكون السني العراقي الإرهابي ابو محمد الجولاني عندما تم تسليمه دمشق، الحكومات العراقية خلال ال ٢٢ سنة الماضية، لم تستطيع القوى السياسية الشيعية دعم قوى سياسية سنية معتدلة يؤمنون بالعملية السياسية، وإذا كانت جهات دولية تضغط على الساسة الشيعة لتقريب وإشراك الواجهات البعثية القبيحة في الحكومات لافشالها، كان يفترض بالساسة الشيعة مصارحة الشعب، بوجود ضغوطات خارجية، عندها تكون كلمة الفصل للجماهير المليونية المضحية، لايمكن بناء دولة مع فلول البعث وهابي، هؤلاء هم سبب الكوارث التي حلت بالعراق، لم يستطيعوا مغادرة ثقافة الكراهية والثأر البدوي والانتقام والتآمر …..الخ.
شعب العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية منذ يوم ولادة العراق الحديث، هناك استهداف للمكون الشيعي بشكل خاص، العراق ساحة للصراع الدولية، يفترض بساسة المكون الشيعي بالقليل يجتمعون ويتفقون على تبني مشروع سياسي جامع ينهي الصراعات البينية، لأن القوى المعادية استثمرت ولازالت تستثمر الخلافات البينية بين القوى الشيعية، يكون الخلاف للاسف، الباب الذي تستغله القوى الدولية للنفوذ للساحة الشيعية للعبث بها، يمكن تجاوز فرض المحاصصة من خلال الاحتكام للشعب وطلب مساعدة من الجماهير المليونية المضحية للنزول للشارع لتأديب القتلة والذباحين من فلول البعث وهابي، كل هذا لم ولن يحدث، لأن قادة المكون الشيعي لايملكون رؤية بما يحدث في الاقليم والعالم، يتعاملون بحسن نية مع أعدائهم.
بغض النظر عن أقوال ابناء الشعب العراقي حول يوم التاسع من نيسان (وهو يوم قيام أمريكا باسقاط النظام الصدامي في عام 2003 ) هل هو يوم اسود او ابيض او رمادي او بني في تاريخ العراق، بلا شك يوم سقوط نظام صدام الجرذ كان يوم عظيم بل لا ابالغ حتى الأموات بقبورهم فرحوا بسقوط هذا العتل الزنيم،
نظام صدام كان يحارب الشيعية ويضطهدهم، بل تحملنا أسائات الرفاق البعثيين وقادة الجيش من أبناء المكون السني، عندما كانوا يشتمون ائمتنا ومعتقداتنا بالعلن، وهذا حدث معي مرات عديدة، بكل وقاحة في يوم العاشر من محرم كان معنا ضابط دمج من دورات البعث من الشرقاط اسمه احمد محمود الجبوري شتم فاطمة الزهراء ع امامنا، هناك من زملائي الشيعة كانوا يضحكون، بينما نحن كنا نتجرع الألم، وتركت في نفسي حزن شديد، بزمني، كان شاب الشيعية في مناطقنا واتكلم عن مدينتي قضاء الحي ممنوعين من أن ندخل إلى المسجد او الحسينية، أصبح دخول اي شاب إلى مسجد او حسينية، كافية إلى اعتقاله واعدامه، وجود كتاب ادعية الصحيفة السجادية او كتاب مفاتيح الجنان في بيتك تقودك إلى حبل المشنقة، الله عز وجل هيأ الظروف والمسببات إلى جورج بوش في كسر شوكة صدام والبطش به، شائت الحكمة الربانية أن يأتي بوش وتدخل قوات أمريكا وبريطانيا وتحالفهم الأراضي العراقية من الكويت والسعودية والأردن مضاف لذلك استعمال قواعد قطر والإمارات والبحرين في عمليات إسقاط نظام صدام الجرذ من خلال غزو العراق، بكل الاحوال خلصنا من صدام والبعثيين، ولولا ذلك، لبقي نظام البعث جاثما على صدر الشعب العراقي الى يومنا هذا،فلا أحد ينسى جرائمه إزاء الشعب العراقي.
سبق للشعب العراقي عمل ثورة آذار عام ١٩٩١ كانت ربيع عربي شارك الشيعة والأكراد بهذه الثورة، لكن النظام قمع ثورة آذار الشعبية بدعم من ملك السعودية وموافقة من جورج بوش الأب حسب مذكرات نورمان شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت، نظام صدام الجرذ قمع انتفاضة وثورة آذار وارتكب مجازر وحشية، قتل نصف مليون عراقي في الوسط والجنوب ورأينا هروب مئات آلاف الأكراد من اربيل وسليمانية في اتجاه تركيا وإيران، الشعب اشترك بالثورة الشعبية لإسقاط صدام وتحررت ١٤ محافظة عراقية لكن أبناء ثلاث محافظات سنية هم من وقفوا مع صدام الجرذ وهم يمثلون غالبية الضباط وقادة الجيش العراقي وهم من قمع المنتفضين في وسط وجنوب العراق، لذلك سقوط النظام الصدامي على يد أمريكا هي رحمة إلهية لصالح الشعب العراقي رغم كل شيء حدث بعد سقوط البعث .
الفوضى والخراب والقتل والإرهاب كان نتيجة حتمية لزوال نظام ديكتاتوري، لأن العناصر الإرهابية التي تقتل وتفجر هم من دولة البعث الساقطة، رغم أن زوال الديكتاتورية الصدامية الجرذية فتح امام الشعب مستقبلا زاهرا وكان ممكنا جدا بناء عراق مزدهر، لكن المشكلة أن المكون الذي يمثل حاضنة لفلول البعث اعتبر سقوط نظام صدام الجرذ هو سقوط للمكون السني، ماحصل من خراب بعد السقوط سببه فلول النظام الصدامي الساقط، بحقبة نظام البعث صدام الجرذ حكم بعقلية مذهبية قومية، لذلك أصبح غالبية أبناء السنة لايتقبلون أن يحكمهم شيعي أو يشاركهم في الحكم، العراق كان سجنا كبيرا لغير المنتمين للبعث لنكون صريحين سجن للشيعة والاكراد بشكل خاص، لذلك لازال غالبية أبناء المكون السني، لديهم أعتقاد أنهم هم الاحق بحكم العراق والباقي عبيد لهم، في ذكرى التاسع من نيسان 2003 وبعد مضي اثنين وعشرين عاما لم يزل العراقيون مختلفين في تصنيف ما حدث في هذا اليوم، فالبعض يعده يوم تحرير من نظام فاشي مستبد،بينما يراه البعض يراه استهداف للسنة، الحقيقة المرة أن مسؤولية دمار العراق وما حدث فيه بعد هذا التاريخ وقبل تاريخ سقوط نظام صدام الجرذ يوم التاسع من نيسان تقع على عاتق صدام الجرذ وانصاره، وبدعم العربان، بسبب تدخل ملك السعودية فهد لدى جورج بوش الأب، سمحت ،أمريكا لصدام في قمع انتفاضة آذار عام ١٩٩١، هذا الكلام قاله نورمان شوارسكوف في مذكراته حيث قال( أخطأ الرئيس في اخذ المشورة من حكام العرب وعلى رأسهم الملك السعودي فهد في قمع انتفاضة الشعب العراقي، بدعوى انها انتفاضة شيعية ودخول ايران).
يفترض في العراقيين لايختلفون على إجرام وفاشية وطائفية وسوفينية صدام الجرذ والبعثيين الأراذل، يجب أن يكون رفض صدام والبراءة منه عامل مشترك بين الشيعة والاكراد والسنة، لذلك الذي لايتفق مع غالبية الشعب في البراءة من صدام الجرذ ونظامه الدكتاتوري، فهو عديم ضمير وانسانية.
بعد سقوط نظام البعث، توفرت فسحة من الحرية لجميع العراقيين بما فيهم رؤوس فلول البعث، عمر فيزي الهزاع كان لواء ركن وقريب من صدام الجرذ أعدم هو وولديه أحدهم ضابط برتبة رائد والثاني ضابط برتبة نقيب بعد زجهم بالسجن بسبب عمر فيزي الهزاع تكلم بكلمة انتقد صدام في مجلس عائلي خاص، ورغم قرابته تم إعدامه مع ولديه وفي شهر رمضان وكان صائما مع وولديه، بغض النظر عن الأحداث والقتل والإرهاب وعدم الاستفادة وتوظيف او استثمار عملية خلاصنا من صدام الجرذ بصورة صحيحة إلّا أننا أصبحنا أمام نظام تعددي يعتمد الدستور والقانون في تنظيم الحياة بعيدا عن القرارات الفردية البعثية الطائفية التي دفع العراقيون ثمنها لسنوات طويلة،
عندما تم إسقاط صنم صدام الجرذ في ساحة الفردوس في العاصمة بغداد بظهيرة التاسع من نيسان عام 2003 عملية إسقاط الصنم كانت نهاية حكم الشخص الواحد ونهاية تاريخ من الظلم والتعسف دفع العراقيون اثمان باهضة ومؤلمة،لعقود من الزمن، كان فيها النظام يحارب المثقف والمعارض وأصحاب الرأي بل يتم اعتقال وسجن واعدام من يرى حلم في منامه في سقوط نظام صدام الجرذ، صدام العتل الزنيم أدخل البلاد في حروب طويلة كلفت العراق ملايين البشر ناهيكم عن جرائم الإعدامات والقتل المنهج، ياسبحان الله ختم معاركة بمعركة غير متكافئة مع أمريكا ومعسكرها، كان صدام الجرذ يحلم انه يقود معركة المنازلة الكبرى مابين الخير والشر وإنه عبدالله المؤمن، لكن للظاهر كان يحلم بل حلمه تحول إلى كابوس حقيقي وسقط نظام حكمه بطريقة مذلة، هناك حكمة عربية تقول يا أخي دع الأقدار تقتص من الأشرار حين لا تكن لديك القدرة على فعل شيء ما معهم.. ..دعها
ماحدث من إرهاب وقتل بعد سقوط نظام البعث، من نفذ الأعمال الإرهابية هم بقايا دولة البعث من الاجهزة الأمنية والعسكرية والقمعية، بشهادة زملاء لي ضباط سنة من سامراء وكركوك اتصلوا بي وأنا دائما اتصل بهم، اعطوني اسماء ضباط كانوا معنا من تكريت وسامراء وبيجي يشغلون زعامات مجاميع ارهابية، حتى أن ضابط سني نعيمي قال لي يا اخي من غير المعقول جميع العصابات الإرهابية هم من ضباط الجيش السابق والحرس الجمهوري والحكومات العراقية، المتعاقبة تعطيهم رواتب تقاعدية بشكل جدا كبير، دخول البلاد في دوامة الارهاب والحرب الطائفية كانت ولازالت من تنفيذ فلول البعث وغالبية مكونهم السني بعد تغيب الصوت السني المعتدل، سبب عدم اكتمال فرحة العراقيين بما حدث في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ان الحكومات العراقية المتعاقبة، يفترض تترك عقلية زمن المعارضة، يوجد شعب مضحي، جماهير مليونية قادرة على كنس القوى الإرهابية من خلال تطهير الدولة والوزارات والجيش والشرطة من أنصار صدام الجرذ الهالك واشراك فئات سنية تؤمن بالعملية السياسية، بعد سقوط نظام صدام الجرذ لم تحقق الحكومات المتعاقبة أحلام أبناء الشعب العراقي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأسباب كثيرة، كان يفترض برؤساء الحكومات الذين تقلدوا المناصب بعد سقوط نظام صدام الجرذ، أن يستعينوا بابنائهم وأخوانهم وهم أبناء الشعب من أبناء ضحايا دولة البعث السابقة وارهاب عصابات الارهاب بالنزول للشوارع، لتاديب فلول البعث، ليس من المعقول تنهي الارهاب بدون أن تعدم العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات الذبح والقتل، يوجد قول إلى الإمام علي ع قال من آمن العقاب أساء الأدب.
نجح فلول البعث في تفجير آلاف المفخخات بوسط مدن الشيعة، ونجحوا في حرمان المواطنين من الكهرباء من خلال استهداف أبراج نقل الطاقة ومحطات التوليد، نجح ساسة فلول البعث بسرقة أموال الكهرباء واموال وزارة الدفاع والزراعة والصناعة واستطاعوا شل عمل الحكومات، كان ولازال يفترض في ساسة أحزاب الشيعة توحيد خطابهم، والعمل على فرض سلطة القانون والتعامل بحزم مع العصابات الإرهابية وممثليهم السياسيين المتواجدين ضمن الحكومات العراقية لشلها وتشويه الواقع، كان يفترض المطالبة في تنفيذ أحكام للاعدامات بحق الذباحين، من خلال تأليب الشارع الشعبي عليهم، على الاخوة الساسة الشيعة، إعادة الثقة مابين المواطن والساسة، والعمل على كسب الحاضنة الشعبية، لكن هذا محال، بسبب الحواشي الفاسدة التي تحيط في الكثير من الساسة الشيعة، هؤلاء ينفرون عامة الناس من الساسة، وللاسف انتشرت، الرشاوي وأصبح حلم المواطن أن يحصل على وظيفة حتى لو كان شرطي او كناس، عندما يعم الفقر ويتم التوظيف على المحسوبية، كل هذه الأمور جعلت الحاضنة الشيعية في السنوات الماضية تحقد على ساسة أحزاب الشيعة ولنا في أحداث تشرين، الدول الكبرى تخطط والعراق ساحة للصراعات الدولية، صرفت مليارات الدولارات في تجنيد عملاء لصالح الدول الاستعمارية من خلال منظمات مدنية وحقوقية ….الخ.
يوم أمس حدثت مظاهرات في محافظات الشيعة للمعلمين ولم يخرج إخوانهم المعلمين في المحافظات السنية وفي الاقليم الكوردي، رغم يتقاضون نفس الراتب، تبقى المناطق الشيعية بيئة رخوة يسهل لكل القوى المعادية الدخول اليها، في أحداث تشرين، تم إصدار حكم إعدام على امرأة سنية شقيقها أمير في داعش من كركوك، جائت إلى بغداد ودخلت في المظاهرات وشاركت في طعن ميثم البطاط وقتله، نعم دخلت في اسم شعارات الإصلاح ونفذت ماتريده، لذلك تبقى البيئة الشيعية رخوة وساذجة سهلة للقوى المعادية والمكفرة للشيعة الدخول إليها.
الان جاء ترامب وبدأت حروبه الاقتصادية، اسعار البترول سوف تنزل إلى مستويات متدنية، الدولة تعتمد على عائدات البترول لتغطية الميزانية، لم يتم دعم القطاع الزراعي والصناعي بشكل جيد، العراق يحتاج دعم القطاع الخاص أسوة في تجارب الدنمارك والسويد، ولو يتم دعم القطاع الزراعي والصناعي لم يبقى ولا عاطل عن العمل أحد.
تم خرق البيئة الشيعية بسبب الجهل وتعمد غالبية الكتاب وساسة مكوننا في عدم ذكر حقيقة الإرهاب ودينه ومذهبه والدول الداعمة له وإلقاء التهمة على المحتل فقط، بل عمدت صحف ومواقع ومحطات فضائية محاربة كل كاتب عراقي شيعي يسمي الإرهابيين في أسماؤهم الصحيحة بحجة أن هذا الكاتب طائفي ….الخ بيئتنا الشيعية تعيش في غفلة وسذاجة تحتاج من يكتب ويقول الحقيقة بدون خنوع وانبطاح.
يفترض في ساسة المكون الشيعي إن كانوا حريصين على أبناء مكونهم، عليهم النزول للشارع والتعايش مع الناس ومصارحتهم، وسماع مشاكلهم، والعمل على دعم القطاع الخاص، وتسهيل مشاريع الاستثمار، على الحكومة استغلال أراضي العراق الواسعة بالزراعة من خلال الجيش وقوات الحشد الشعبي، يجب تطبيق التجربة المصرية، في جعل الجيش يعمل على زراعة الصحاري، يمكن تسليم كل فرقة عسكرية، منطقة خاصة بها للزراعة، وعلى وزارة التجارة شراء المنتجات الزراعية التي تزرعها قوات الجيش وقوات الحشد، اموال المحاصيل الزراعية توفر أموال كبيرة لميزانية الدولة العراقية من وزارة الدفاع وقوات الحشد.
على الساسة الشيعة أبعاد العراق عن حروب أمريكا واسرائيل مع الفلسطينيين، لدى وزارة الداخلية العراقية اسماء ١٢٠٠ إرهابي انتحاري فلسطيني فجروا أنفسهم في أسواق ومدن الشيعة العراقيين، معهم آلاف السعوديين والمغاربة والمصريين والشيشان والازوبك ….الخ من أنصار الفكر الوهابي، على شيعة العراق الاستفادة من ماحدث في سوريا، يوميا قتل متواصل طال حتى الأطفال والنساء من الشيعة العلويين، بوسط موافقة عربية واسلامية سنية، تم قتل مدير مدرسة مع كل الكادر التدريسي والطلاب من أبناء العلويين في ثانوية صالح العلي في مدينة بانياس بالساحل السوري، تصوروا لو من نفذ هذه الجريمة دولة ليسوا من الارهابيين، لرأينا بكاء مذيعي ومذيعات قناة الجزيرة، بكل وقاحة تم تجاهل نشر الخبر، من الغباء زج الشيعة بحرب خاسرة لأجل الفلسطينيين الذين يكفر غالبيتهم الشيعة، من مصلحة العراق بناء علاقات تجارية جيدة مع امريكا، اليوم في بغداد يوجد وفد من ٦٠ شركة من شركات الزراعة والصناعة الامريكان في بغداد، لابأس في إيجاد تعاون اقتصادي مع أمريكا والغرب والف طز ولعنة على العربان، قضية فلسطين تخص المليار ونصف المليار مسلم سني، أيها الشيعي اتعض من ماحدث لاخوانك الشيعة السوريين، أمريكا تبحث عن مصالحها ولايهما من يحكم أن كان شيعي أو غير شيعي، مرجعيات الشيعة ليست مع إقامة دولة شيعية قبل دولة المهدي، اذن لماذا يتم زج الشيعة بصراعات نحن بغنى عنها، في الختام عراق بدون صدام الجرذ خير من جنة يكون بها صدام القذر.
9/4/2025
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات