أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / ذكرى تهديم قبور البقيع: آيات قرآنية (ابنوا عليهم بنيانا) (ح 8)

ذكرى تهديم قبور البقيع: آيات قرآنية (ابنوا عليهم بنيانا) (ح 8)

 فيينا / الأربعاء 09 . 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في الموسوعة الحرة عن البقيع: هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول محمد، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حاليًا، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سُوْرِه، وقد ضمت إليه أراضٍ مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام. ولا تزال المقبرة قيد الاستخدام حتى الآن. وموضع البقيع يقصد به بقيع الغرقد المنسوب إلى شجر الغرقد وهو يختلف عن بقيع الزبير وبقيع الخيل وبقيع الخبجبة وبقيع الخضمات. وتبلغ مساحته الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع، يضم بقيع الغرقد رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد عدا خديجة وميمونة، كما دفن فيه ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعم النبي العباس، وعمته صفية، وزوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفيده الحسن بن علي، وكذلك بعض ذرية الحسين مثل علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
 
عن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (بنا) “بنيان مرصوص” (الصف 4) البنيان الحائط، لاصق بعضه ببعض، يقال: رصصت الشئ أرصه رصا أي ألصقت بعضه ببعض. و “أبنوا عليهم بنيانا” (الكهف 21) عن ابن عباس بنوا له حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وملؤه نارا وألقوه فيها.
 
عن وكالة كربلاء الآن بقيع الغرقد شاهد على أحقاد نواصب العداء لآل البيت عليهم السلام للكاتبة افتخار الصفار: البَقيع، الارض المباركة التي حظيت بأن تكون مقبرة لأهل المدينة، وأمر نبيَّه المصطفى صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم بالدعاء والاستغفار لأهله، فقد كان صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم يخرج ليلاً، ليدعو ويستغفر لأهل البقيع، ويسلِّم عليهم، ويحضر مشاهد مَن يتوفَّى من الصحابة رضي الله عنهم. يُضاف إلى ذلك شفاعته، وشهادته صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمن يموت في المدينة أقدم مقبرة للمسلمين في المدينة المنورة، بجوار قبر رسول الله وتضم أربعة من أئمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهم: الإمام الحسن والإمام علي بن الحسين، الإمام الباقر، الإمام الصادق عليهم السلام. كما تضم أيضا قبر العباس بن عبد المطلب وقبر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقبر عدد من عمات النبي، وزوجاته، وبعض أصحابه، وعدد من شهداء صدر الإسلام، والعديد من كبار شخصيات المسلمين. وقد كانت البقيع منذ عهد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مزاراً للمؤمنين وإلى يومنا هذا، لكن الوهابيين هدموا القباب الموجودة‌ فيها، ومنعوا المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية وممارسة معتقداتهم الشرعية. والبقيع لغةً موضع من الأرض فيه أروم شجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد بـالمدينة المنورة، لأن هذا النوع من الشجر كان كثيراً فيه، ثم قطع، وفي كتاب (العين) الغرقد: ضرب من الشجر.
 
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل ثناؤه “وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا” (الكهف 21) ” وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ” أي: وكما أنمناهم وبعثناهم اطلعنا وأعثرنا عليهم أهل المدينة وجملة أمرهم وحالهم على ما قاله المفسرون أنهم لما هربوا من ملكهم ودخلوا الكهف أمر الملك أن يسد عليهم باب الكهف ويدعوهم كما هم في الكهف فيموتوا عطشا وجوعا وليكن كهفهم الذي اختاروه قبرا لهم وهو يظن أنهم إيقاظ ثم إن رجلين مؤمنين كتبا شأن الفتية وأنسابهم وأسماءهم وخبرهم في لوح من رصاص وجعلاه في تابوت من نحاس وجعلا التابوت في البنيان الذي بنوا على باب الكهف وقالا لعل الله يظهر على هؤلاء الفتية قوما مؤمنين قبل يوم القيامة ليعلموا خبرهم حين يقرءون هذا الكتاب.  ثم انقرض أهل ذلك الزمان وخلفت بعدهم قرون وملوك كثيرة وملك أهل تلك البلاد رجل صالح يقال له ندليس وقيل: بندوسيس عن محمد بن إسحاق وتحزب الناس في ملكه أحزابا منهم من يؤمن بالله ويعلم أن الساعة حق ومنهم من يكذب فكبر ذلك على الملك الصالح وبكى إلى الله وتضرع وقال أي: رب قد ترى اختلاف هؤلاء فابعث لهم آية تبين لهم بها أن البعث حق وأن الساعة حق آتية لا ريب فيها فألقى الله في نفس رجل من أهل ذلك البلد الذي فيه الكهف أن يهدم البنيان الذي على فم الكهف فيبني به حظيرة لغنمه ففعل ذلك. وبعث الله الفتية من نومهم فأرسلوا أحدهم ليطلب لهم طعاما فاطلع الناس على أمرهم وبعثوا إلى الملك الصالح يعلمونه الخبر ليعجل القدوم عليهم وينظر إلى آية من آيات الله جعلها الله في ملكه فلما بلغه الخبر حمد الله وركب معه مدينته حتى أتوا أهل الكهف فذلك قوله “وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ” بالبعث والثواب والعقاب “حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا” أي: أن القيامة لا شك فيها فإن من قدر على أن ينيم جماعة تلك المدة المديدة أحياء ثم يوقظهم قدر أيضا على أن يميتهم ثم يحييهم بعد ذلك “إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ” أي: فعلنا ذلك حين تنازعوا في البعث فمنهم من أنكره ومنهم من قال يبعث الأرواح دون الأجسام ومنهم من أثبت البعث فيهما وأضاف الأمر إليهم لتنازعهم فيه كما يقال ما صنعتم في أمركم عن عكرمة وقيل: إن معناه إذ يتنازعون في قدر مكثهم في الكهف وفي عددهم وفيما يفعل بهم بعد أن اطلعوا عليهم وذلك أنه لما دخل الملك عليهم مع الناس وجعلوا يسألونهم سقطوا ميتين فقال الملك إن هذا الأمر عجيب فما ترون فاختلفوا فقال بعضهم ابنوا عليهم بنيانا كما تبنى المقابر وقال بعضهم اتخذوا مسجدا على باب الكهف وهذا التنازع كان منهم بعد العلم بموتهم عن ابن عباس.  “فقالوا” أي: قال مشركوذلك الوقت “ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا” أي: استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان كما يقال بنى عليه جدارا إذا حوطه وجعله وراء الجدار “رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ” معناه: ربهم أعلم بحالهم فيما تنازعوا فيه وقيل إنه قال ذلك بعضهم ومعناه ربهم أي خالقهم الذي أنامهم وبعثهم أعلم بحالهم وكيفية أمرهم وقيل: معناه ربهم أعلم بهم أ أحياء نيام هم أم أموات فقد قيل: إنهم ماتوا وقيل: أنهم لا يموتون إلى يوم القيامة “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ” يعني الملك المؤمن وأصحابه وقيل أولياء أصحاب الكهف من المؤمنين وقيل رؤساء البلد الذين استولوا على أمرهم عن الجبائي “لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا” أي: معبدا وموضعا للعبادة والسجود يتعبد الناس فيه ببركاتهم ودل ذلك على أن الغلبة كانت للمؤمنين وقيل مسجدا يصلي فيه أصحاب الكهف إذا استيقظوا عن الحسن وقد روي أيضا أن أصحاب الكهف لما دخل صاحبهم إليهم وأخبرهم بما كانوا عنه غافلين من مدة مقامهم سألوا الله تعالى أن يعيدهم إلى حالتهم الأولى فأعادهم إليها وحال بين من قصدهم وبين الوصول إليهم بأن أضلهم عن الطريق إلى الكهف الذي كانوا فيه فلم يهتدوا إليه.
 
جاء في موقع بيوت عن تاريخ مقبرة البقيع في العهد الإسلامي: تُعدّ مقبرة البقيع، أو بقيع الغرقد كما يُطلق عليها البعض، من أقدس وأشهر المقابر الإسلامية في العالم، وذلك لما تحتويه أضرحة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام، ناهيك عن العديد من كبار المسلمين عبر العصور. في هذا المقال، سنتعرف على موقع هذه المقبرة، ومكانتها الدينية والتاريخية. كما سنلقي نظرة على أشهر المعالم الإسلامية الموجودة فيها. حول مقبرة البقيع: تقع خريطة البقيع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. وتبلغ مساحتها حوالي 180 متر مربع. وقد كانت أرض البقيع مغطاة بأشجار الغرقد حين وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة من مكة المكرمة. ولذلك سميت ببقيع الغرقد. الأهمية الدينية عند زيارة البقيع: يقصد هذه المقبرة سنويًا العديد من الحجاج والمعتمرين، ليشاهدوا معالمها الإسلامية البارزة، ويدعوا ويستغفروا لأهلها. وذلك اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان عليه السلام يزور المقبرة ليلاً ونهارًا للدعاء إلى أهل البقيع والاستغفار لهم.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً