فيينا / الخميس 29. 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في الموسوعة الحرة عن الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري (776 م-868 م) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب فى العصر العباسى. ولد فى البصرة وتوفي فيها. قد اختلف فى أصله، فرجّح البعض أنه عربى من كنانة، و رجّح البعض التانى أن أصله يرجع للزنج، و أن جده كان مولىً لواحد من رجال بني كنانة، و ذلك لبشرته السمراء. المولد والنشأة: تولد في البصرة. حياته: تولد في مدينة البصرة نشأ فقيرا وكان دميما قبيحا جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله الى الهزل والفكاهة فكانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم فى سن مبكر فقرأ القرآن و مبادئ اللغة على شيوخ بلده بس اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم فصار يبيع السمك والخبز في النهار و يأجر دكاكين الوراقين فى الليل فكان يقرأ منها اللى يقدر يقراه. كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين سنة 150 هـ وقيل 159 هـ و اتقال 163 هـ و توفي في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية فعاصر 12 خليفه عباسى هم: المهدي و الهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر و المستعين و المعتز والمهتدي بالله وعاش القرن التي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها. أخذ علم اللغة العربيه وآدابها على أبي عبيدة مؤلف كتاب نقائض جرير و الفرزدق و الاصمعى الراوية المشهور صاحب الاصمعيات وأبي زيد الأنصاري ودرس النحو على الأخفش و علم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصرى. كان متصل بالإضافة لاتصاله للثقافه العربية بالثقافات غير العربية كالفارسيه و اليونانية و الهندية عن طريق قراءة أعمال مترجمة او مناقشة المترجمين أنفسهم كحنين بن إسحق و سلمويه و ممكن كان بيعرف اللغة الفارسية لأنه دون فى كتابه المحاسن والأضداد بعض النصوص باللغه الفارسيه. اتوجه بغداد. و فيها تمييز و برز وتصدر للتدريس و اتولى ديوان الرسائل للخليفة المأمون. للجاحظ حوالى 360 مؤلفا فى موضوعات متنوعة: صفحه من كتاب الحيوان. البيان والتبيين في أربعة أجزاء. كتاب الحيوان في ثمانية أجزاء. البخلاء. المحاسن والأضداد. البرصان والعرجان. التاج في اخلاق الملوك. الآمل والمأمول. التبصرة في التجارة. البغال. فضل السودان على البيضان. كتاب خلق القرآن. كتاب أخلاق الشطار. كتير من الرسايل اللى حقق منها الدكتور عبد السلام هارون وطبعت تحت عنوان (رسائل الجاحظ (كتاب).
جاء في موقع المجلة عن فتنة خلق القرآن برواية الجاحظ للكاتب خالد الغنامي: قد لا يصحّ القول إنّ الجاحظ كان فيلسوفا إذا كنا نقصد بالفلسفة ذلك النظام الفكري المتماسك، المحكم التصميم والبناء، لأن أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ لم يكن يُنسّق أفكاره بغرض التقدّم ببناء شامل، كفلسفة أفلاطون أو أرسطو. ولا يمكن لنا أن نعدّه فيلسوفا، إذا كانت الفلسفة هي الدراسة التي تعيد كل المعارف الإنسانية إلى بعض الأصول الأساسية بغرض الظفر بنظرة شاملة إلى العالم الذي نعيش فيه، فالجاحظ لم يكن يملك رؤية أصيلة لتطور المجتمع، ولم يكن يعرف الكثير في ما يتعلق بفلسفة العلوم وفلسفة التاريخ. لكن إذا عدنا إلى تقسيم أرسطو الفلسفة قسمين: الفلسفة الإلهية والفلسفة الطبيعية، لوجدنا عند الجاحظ الكثير من هذا التفلسف، فقد ناقش مواضيع ميتافيزيقية وطبيعية، وناقش قضية وجود الله والردّ على الملحدين، وانشغل بدراسة الطبيعة وما فيها من إنسان وحيوان وجماد. وكانت طريقته في التفلسف تنطلق من دراسة الشيء الملموس المحسوس، ثم ينتقل منه إلى المجردات والعقليات. وكان منهجه عقليا، بمعنى أنه يُحكّم العقل في كل ما يبحث به، ويخضع الأمور لمحك النقد، ويجعل الشك طريقا إلى اليقين. وكان يفسر القرآن بالعقل ويدحض الإسرائيليات والمرويات التي تتصادم مع العقل. ولا غرابة في هذا فقد كان رأسا من رؤوس المعتزلة، تلك الفرقة التي انقرضت منذ زمن بعيد، وإن كان أثرها باقيا وواضحا في المفكرين في زماننا، فرقة العقل. سبب انقراض المعتزلة كفرقة، بمعنى اختفاء من ينتسبون إليها، ترجع بداياته إلى فتنة القول بخلق القرآن ذاتها. وكم شوّه خصوم المعتزلة مقولتهم، فالمعتزلة دعاة تنزيه، أي تعظيم لله، بحيث لا يتصورونه شبيها بمخلوق (ليس كمثله شيء) وعندما أتوا إلى صفة الكلام، استشنعوا جدا أن يوصف الله بأنه يتكلم ككلام البشر، فيلزم أن يكون له فم وأسنان وصوت، ولذلك قالوا إن الصوت الذي سمعه موسى في طور سينا، هو صوت خلقه الله في الشجرة. بعد هذا صار خصوم المعتزلة يختصرون عبارة المعتزلة “القرآن كلام الله مخلوق”، فأصبحت “القرآن مخلوق” حتى تصوّر البعض أن المعتزلة ينكرون أن يكون القرآن كلام الله. بسبب الرغبة في التنزيه والتصور الصحيح، اضطهد المعتزلة الناسَ بقضية خلق القرآن، وكانوا يرون أن دين المرويات التي تكاثرت في الكوفة قد أصبح خطرا على الإسلام نفسه. وممن اضطُهد أحمد بن حنبل، ويروي أهل الحديث إن ابن أبي دؤاد المعتزلي قال في مجلس محاكمة ابن حَنْبَل أمام الخليفة المعتصم: “اقتله يا أمير المؤمنين فإنه كافر”، وأنه جُلد وأثخن جسده بالجراح وبقيت آثارها حتى موته. هذه القصة بهذا السياق أنكرها الجاحظ من أساسها وروى قصة أخرى تخالف كل ما في مدونات الحنابلة والسلفيين مخالفة جذرية. لا شك أن الجاحظ عقل كبير ومثقف رفيع وأديب ألمعي له فضل وأيّ فضل على اللغة العربية وعالم الفكر كله، ولا يمكن لمنصف أن يتجاهل شهادته، فقد عاصر فتنة خلق القرآن وكان من المقربين ذوي الحظوة عند العباسيين. ولد الجاحظ في سنة 159 هـ ومات سنة 255 هـ، وولد أحمد بن حنبل سنة 164 هـ ومات سنة 241 هـ وهذا معناه أن الجاحظ ولد قبل أحمد ومات بعده، وهو بذلك خير من يقدم لنا الرأي الآخر في هذه القضية، خصوصا أن الجاحظ لم يكن من المعتزلة المتعصبين للمذهب بل كان ينصح طلابه بضرب الأقوال بعضها ببعض، لكي يكشف ذلك عن جبين الحقيقة.
جاء في مركز الاتحاد للاخبار عن الجاحظ والبصرة النبع والمصبّ: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (150 – 255هـ) ابن البصرة اللامع، نابغة العلم الذي اكتمل على يديه الأسلوب الفريد المتميز الذي طبع الكتابة العربية بطابعه الفذ منذ ظهر إلى يوم الناس الذي نعيش. وهو الذي اكتمل على يديه النثر العربي في أبهى صوره كانت ثقافته وأفكاره ومشاعره وأحاسيسه عربية فقد ولد في البصرة، وهي يومئذ حاضرة الدنيا وقبلة الإسلام، وامتدت حياته الحافلة المعطاء بين منتصف القرن الهجري الثاني ومنتصف القرن الهجري الثالث، وهي فترة من أزهى فترات العصر الذهبي للخلافة العباسية عامة والبصرة بخاصة. فقد كانت الحياة الثقافية في البصرة في أوج ازدهارها ونمائها، وفيها ظهر أكبر العلماء وأساتذة كل فن وأدب، وتفردت بمربدها العظيم، ومسجدها الجامع، وكثرت مكاتبها وأسواق الكتب بها، وشهدت البصرة عقلية خصبة لم تشهدها مدينة مثلها. “وتعد البصرة في المجال الفكري موطنا للمذاهب العقلية، ففيها نشأت القدرية وتبعها فيما بعد الاعتزال، وفيها نشأت مدرسة النحاة واللغويين التي تمثل العقلية بنزوعها نحو التنظيم وطرق الاستنتاج القياسية المطبقة على فقه اللغة، ونجد هذا الاتجاه النحوي واللغوي في كتاب سيبويه وكتاب العين للخليل بن أحمد اللذين يعدان مع كتابي البيان والتبيين والحيوان للجاحظ مفخرة أهل البصرة” (الجاحظ في البصرة وبغداد وسامراء 176). وقد كان الجاحظ مدينا بتفكيره وطريقته الجدلية للمعتزلة خاصة، وهو مدين لكبار الشيوخ الذين درس عليهم وهم أبوزيد وأبوعبيدة والأصمعي، كما تأثر الجاحظ بالمسجديين فضلا عن أثر المربد والمسجد الجامع والمنتديات الأدبية وسوق الوراقين. الشفاهية والتدوين وإذا كانت بنية الثقافة العربية بنية شفاهية، فإن الثقافة انتقلت من الشفاهية إلى التدوين، ومن التدوين إلى الكتابة التي مارسها العرب منذ العصر الجاهلي في جوانب الحياة المختلفة ثم نشأت صناعة الوراقة، وقامت في البصرة منذ أواسط القرن الأول سوق للوراقين، كما تفيدنا وصية المهلب لبنيه (الحيوان 1/52) فأتجه العلماء بعلمهم إلى تلاميذهم وقرائهم معا حين أخذت الكتب تنتقل من طور التدوين المطلق، فقد حكى الجاحظ عن ذي الرمة أنه قال لعيسى بن عمر الثقفي: “اكتب شعري فالكتاب أحب إلي من الحفظ لأن الأعرابي ينسى الكلمة وقد سهر في طلبها ليلته، فيضع في موضعها كلمة في وزنها ثم ينشدها الناس. والكتاب لا ينسى ولا يبدل كلاما بكلام”. (الحيوان 1/41). وهذا جعل الكتاب يأخذ مكان الذاكرة في رواية الشعر وتخليده، ويظهر أن ذلك بدأ في البصرة في عهد مبكر في أيام زياد بن أبيه (الجاحظ حياته وآثاره 143) كما هيأ للترجمة أن تأخذ مكانها الظاهر في الحياة العقلية في البصرة. وفي جو تعقدت فيه مظاهر الحياة العقلية في البصرة وكثرت التيارات الأدبية والعلمية يمضي الجاحظ دون أن يعفيه فقرة لتلقي مبادئ القراءة والكتابة ويتعلم ما كانت الكتاتيب تقوم إذ ذاك بتعليمه لصبيان الطبقة الدنيا، وكانت الحوافز المختلفة تحفز الرغبة في القراءة وتنشطها، فكانت هذه الرغبة الملحة تستثير النشاط في المؤلفين، كما تستثير نشاط الوراقين بعد أن أجاز رجال الحديث الشريف التدوين على حذر وحرج شديد، وكانوا في الصدر الأول يمنعون الكتابة ويكرهون أن يأخذ العالم علمه من الكتب، وقدموا السماع والحفظ على الكتاب. لقد أشبعت سوق الوراقين نَهم الجاحظ إلى القراءة والاطلاع وأتاحت لهم فرصة التزود بثقافة منوعة خصبة، ووقف بفضلها على كثير مما ترجم إلى العربية من اللغات الأخرى، وقد تتبع الدكتور طه الحاجري مسيرة الجاحظ تتبعا دقيقا في أطوارها المختلفة في البصرة وبغداد وسامراء، وربط بين ظروف الجاحظ في كل طور من تلك الأطوار وبين ما ألفه فيه من كتب ورسائل. لقد اتخذ الجاحظ من الكتاب أستاذا يصحبه حيثما ذهب يقبل عليه إقبال من أحسَّ الحرمان، يلتمس فيه ما فاته في غيره من لهفة وإلحاح. ولعل حياته المكدودة المضطربة في أوائل نشأته كانت من العوامل الخطيرة في تكوين شخصيته، فانصرف إلى دكاكين الوراقين ليجد فيها ألوانا مختلفة من المعرفة وصورا عدة من الحياة العقلية والأدبية تغريه بالاستغراق فيها وتجعل عقله الناشئ يتفتح ويتوثب فقد حدث أبو هفان أنه قال: “لم أر قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان حتى أنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر”.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات