السيمر / فيينا / الثلاثاء 05 . 05 . 2020
يوسف السعدي
اللبنة الاساسية في بناء شخصية الفرد, التي يتحدد من خلالها معالم هذه الشخصية والمبادئ والافكار, التي سيكون من خلالها الفرد قناعاته, التي تحدد الاتجاه الفكري الذي ستبناه, وبالتالي مدى فعاليته داخل المجتمع, هي الاسره, لذلك الاسرة التي يكون الجو العام فيها قائم على المبادى السماوية, التي حددها الخالق سبحانه وتعالى ,هي التي الفرد المسلم افضل بناء, حتى يقوم الفرد بدووره داخل المجتمع على افضل وجه,
وقد اوضحت الكثير من الايات القرانية اهمية دور الاسرة في تنشئة افراد صالحين في المجتمع.
﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾
اوضح القران الكريم, الامور المهمة التي يجب ان تغرز في الفرد في مرحله الطفولة, الانها سوف تكون الاساس التي يبنى علية الفرد فيما بعد, وذلك من خلال وصية لقمان الحكيم لابنة.
﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾
هذه الوصايا هي:
اولا : التحذير من الشرك بالله.
ان الشرك بالله سوف تجعل الانسان خاوي من الداخل, لانه لا يمتلك عقيده راسخة تحمي من الافكار الهدامة التي تدخل المجتمع, وبالتالي سوف يكون متبني لاي فكر دون وعي بهذا الفكر او اهدافه.
ثانيا : الإحسان إلى الوالدين.
هذه الوصية الغرض منها رد جميل الى اصحاب الفضل الاول والاكبر على الانسان, وتبني داخل الانسان ثقاقة رد الجميل, لكل صاحب فضل عليه,
ثالثا: مراقبة الله عزّ وجلّ للإنسان.
شعور الانسان بانه مراقب من الله في كل الاوقات, يجعلة يكون رقيب على افعاله ,ويقاس كل فعل قبل فعله بمقياس رضا الله تعالى.
رابعا : الأمر بإقامة الصلاة.
الصلاة هي الشعيره التي من خلالها يديم العبد اتصاله مع الخالق,ويشعر وانه في تواصل دائم معه ,وتقوي عقيده وبذلك يكون الفرد اكثر صلابة في مواجهه أي افكار.
خامسا : الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
هذه الوصية هي تعني رفض أي امر خارج توصيات الخالق, وهي احد مصاديق استشعار المراقبة الدائمة من الله الى العبد.
سادسا : الصّبر عن الشدائد.
عندما لايحلى الانسان بالصبر فانه يكون غير فاعل في مجتمعه, لان الحياة ليست دائما سهله وانما يكون لها جانب صعب, وعندما لا يحلى الانسان بالصبر ينظر الى الجانب السيئ فقط, وبالتالي يكون فرد على الهامش في الحياة.
سابعا : التّواضع والنّهي عن التكبّر.
التكبر عندما يصيب الانسان يجعله يخسر علاقته بخالقة, لانه لا يستشعر رقابة الله تعالى له, لانه يرى نفسه اكبر من الاخرين, وبالتالي سوف يخسر علاقته بمجتمعه ايضا.
ثامنا : خفض الصّوت عند التحدّث مع الآخرين.
خفض الصوت في الحديث, يعني تنمية الاحترام للاخرين داخل نفسه, وهي من الامور المهمة التي يقوم عليها التواصل بين افراد المجتمع, بالتالي تكون العلاقة بين الافراد تفاعلية تنموية وتطويرية للمجتمع.
ان هذه الوصايا القرانية هي الاساس في بناء شخصية الفرد وجعله فرد مهم في عملية تنمية وتطوير المجتمع .