السيمر / فيينا / الاحد 2 آب / اغسطس 2020
أياد السماوي
الانتخابات الحرّة والنزيهة والعادلة التي ستنتج مجلسا للنواب يمّثل إرادة الشعب العراقي وتطلعاته في الحياة الحرّة الكريمة الخالية من الفساد السياسي والمالي والانحطاط الأخلاقي والقيمي , لا تأتي من خلال وعود وردية بالتغيير .. والإرادة التي ستغيّر وجه العراق وتزيل عنه آثار الحروب والنزاعات والفساد الذي ابتلع موارد البلد وموارد أجياله القادمة , تبدأ بإرادة الحاكم النزيه والقوي والحازم , وليس بإرادة الحاكم الذي سقط بأول اختبار للتغيير والنزاهة .. جناب رئيس الوزراء المحترم .. دعني أتحدث معك بشيء من الصراحة والوضوح .. أنا واثق أني لو كنت تحت قبضة حكومتك الموّقرة لفعلتم بي أكثر وأفضع مما فعلته قوات حفظ نظامكم البائسة بحق الصبي الذي ظهر في الفيديو والذي آلمنا وخدش كرامتنا جميعا , حتى وإن كنت قد تجاوزت الخامسة والستين من العمر .. وأنا واثق ايضا أنّ ما اقوله لك لن تسمعه من أي شخص آخر سوى السماوي والشابندر , آطال الله في أعمارنا لقول كلمة الحق والإنصاف والوجدان ..
جناب رئيس الوزراء المحترم .. وعودك إلى الشعب العراقي بإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة , هي وعود تخديرية لا تعدو أكثر من هروب من المطالبات بالانتخابات المبكرّة .. وعذرك قبل أيام من عدم امتلاكك للعصى السحرية التي تزيل معاناة الناس من حر الصيف اللاهب , سيكون نفس العذر عندما تفشل في تحقيق انتخابات حرّة ونزيهة , كونك لا تمتلك العصى السحرية التي تحقق الانتخابات الحرّة والنزيهة والعادلة .. السؤال الأهم جناب رئيس الوزراء المحترم , لماذا لا نثق بوعودك بإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة ؟ لا نثق بوعودك لأنّك سبق أن أوعدت بخطاب التكليف وبرنامج الحكومة أنّك ستتصدّى للمحاصات ولم تفعل وأنحنيت لها صاغرا , وأوعدت بمحاربة الفساد والتصدّي للفاسدين وأرجعت جميع اللصوص للمواقع الحساسة في الدولة ومحمد العاني مثالا , وحين حان موعد اختبار نزاهتك , فشلت فشلا ذريعا في إثبات هذه النزاهة , وصفقة الهاتف النّشال لا زالت قائمة حتى اللحظة .. فكيف يتسّنى لنا أن نثق بوعودك لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة ؟ فهل استكمل قانون الانتخابات الفردي والمتعدد الدوائر ؟ وهل تمّ تغيير كوادر مفوضية الانتخابات في المحافظات بكوادر من خارج الكتل الفاسدة ؟ والأهم من كلّ ذلك هل سيطرت على السلاح المنفلت والمال السياسي الذي يستخدم لشراء الذمم ؟ كيف ستكون الانتخابات حرّة وشفّافة في ظل هذه الاجواء من الرعب والتهديد والخوف ؟ وهل تملك قوات أمنية تستطيع أن تمنع المجاميع المسلّحة من الاقتراب من المراكز الانتخابية كما حدث في الانتخابات الماضية ؟ فعلام إذن هذه الوعود المعسولة يا جناب رئيس الوزراء .. جناب رئيس الوزراء المحترم .. اقولها لك من الآخر .. لا ثقة لنا بوعودك …
أياد السماوي
في الثاني من آب 2020
الجريدة لا علاقة لها بكل ما ورد من آراء بهذه المقالة