السيمر / فيينا / الاربعاء 25 . 11 . 2020
يوسف السعدي
نتيجة الأحداث التي مرت على العراق خلال حكم البعث حيث دولة بوليسية, قائمة على المراقبة والحذر من الأخر, حتى لو كان ربما اقرب المقربين للإنسان، وطائفيته المقيته.. وإحتلال تنظيم داعش بعض المحافظات, والذي كان يضم عددا من العراقيين ضمن قتلته, كل هذا أدى لحدوث شروخ مجتمعية بين العراقيين.
هذا أنتج ساسة او وجهاء مجتمع ” زائفين” ممن لا يفقهون من السياسة شيئا, ولا شعبية لهم حتى بين مجتمعاتهم, فصاروا يستغلون هذه الشروخ المجتمعية, للحصول على مكاسب سياسية.
كل هذا أخر عملية بناء الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية, وتوفير حياة فيها حتى ولو قليل من الرفاهية.. وضمان مستقبل جيد للأجيال القادمة.
ما سبق أوجب العمل على تطبيق القانون بصوره عادلة, ليشمل جميع من تسبب بأضرار للآخرين, ليحصل على جزاءه العادل وبحكم القضاء, لدفن البغضاء بين عائلة الجاني والضحية, ويزيل التفرقة بين الشعب ويحقق وحدة الأمة العراقية .
يحث الاسلام كثيرا على وحدة المجتمع, وأورد في كثير من اياته القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريف, مصاديق لذلك كقوله( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
تأثير وحدة الامة على الفرد تدفعه للشعور بالأمان والاستقرار, الذي سيجعله يتجه للعمل على تطوير نفسه, والاهتمام بتأمين مستقبل جيد له ولعائلته من خلال العمل مع الاخرين لتحقيق التكامل.
من جانب أخر فتأثيرها على المجتمع يكون بتحقيق الأمن والإستقرار, وعدم وجود تخوف لطرف من الأخر, هذا سيؤدي لتعاون جميع فئات المجتمع, من اجل تحقيق التنمية للبلد في جميع جوانب الحياة .
المجال الاهم الذي يجب ان تبدأ به عملية الوحدة, هو نسيان الضغائن بسبب الظروف المذكورة أعلاه هي المجال السياسي, والحكومة يجب ان تكون هي الحامي للحضارة العراقية, والتنوع المجتمعي من اجل إظهار صورة الدولة الحقيقية, ليعود العراق دولة محورية وقائدة على مستوى العالم, وخير مثال على الدولة الراعية والحامية للحضارة والتنوع.