السيمر / فيينا / الجمعة 28 . 05 . 2021 —– عرضت الحكومة النمساوية، الخميس، “خارطة للإسلام” في مؤتمر صحفي تزعمته وزيرة الاندماج عن حزب الشعب المحافظ سوزان راب.
وأعلنت الوزيرة عن موقع إلكتروني جديد اسمه “الخارطة الوطنية للإسلام”.
وبات بإمكان المواطنين الآن إيجاد أسماء أكثر من 600 مسجد وجمعية وعناوينهم وهويات مسؤوليهم وعلاقاتهم المحتملة بالخارج.
ويرتبط الموقع الالكتروني بصفحة فيسبوك رسمية تنشر تعليقات الصحف المحلية والمتابعات التي تنتقد الإسلام في البلاد تحت الاشتباه بالـ “الإسلام السياسي”.
وأكدت راب أن الأمر لا يعني إطلاق “شبهة معممة على المسلمين” إنما الكشف “عن الايديولوجيات” التي تشكك في “قيم الديموقراطية الليبرالية”.
هذه الخارطة هي نتيجة تعاون بين جامعة فيينا ومركز توثيق الإسلام السياسي، وهو هيئة أنشأها العام الماضي التحالف بين المحافظين والخضر.
لكن الخضر فضلوا النأي بأنفسهم من هذه المبادرة.
وقالت الناطقة باسم الاندماج فائقة النغاشي وهي من حزب الخضر “لم يتم إشراك أو إبلاغ أي وزير أو نائب أخضر”. وأضافت “هذا المشروع الذي يخلط بين المسلمين والإسلاميين معاكس لما يجب أن تبدو عليه سياسة الاندماج”.
ويستهدف المستشار المحافظ سيباستيان كورتز بانتظام ما يسميه “الإسلام السياسي”.
من جهته، تساءل طرفة بغجاتي وهو ممثل منظمة مسلمة أخرى “هل تتخيلون أنه من الممكن إنتاج مثل هذه الخارطة لليهودية أو المسيحية في النمسا؟”، متحدثا عن خلط بين الإرهاب والدين الذي يمارسه 8% من سكان البلاد البالغ عددهم 8,9 ملايين نسمة وغالبيتهم لا علاقة لهم بأي هيكليات.
وقال “هذا أمر مقلق ولقد خاب أملي من هذه الحكومة التي تستعيد برنامج اليمين المتطرف”.
ومنذ أول هجوم نفذ على الأراضي النمساوية في تشرين الثاني/نوفمبر، زاد عدد الهجمات اللفظية أو الجسدية التي تستهدف المسلمين في هذا البلد الواقع في وسط أوروبا، بحسب منظمات محلية.
في العام 2020، تم توثيق 1402 هجوم، غالبيتها العظمى على الإنترنت وهو رقم ارتفع بنسبة 33% منذ سنة، وهذه الخارطة الجديدة لن تؤدي سوى إلى “تأجيج العنصرية التي تواصل ارتفاعها ضد المسلمين، المعرضين لمخاطر أمنية كبرى”، بحسب المجلس التمثيلي للمسلمين.
(أ ف ب)، متابعات.