الرئيسية / مقالات / الأول من أيار عيد العمال العالمي .. وعمال العراق فقدوا الهوية والعنوان في عيدهم

الأول من أيار عيد العمال العالمي .. وعمال العراق فقدوا الهوية والعنوان في عيدهم

السيمر / السبت 30 . 04 . 2016

عبد الجبار نوري

تحتفل الطبقة العاملة في شتى أنحاء العالم بعيد الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) لترجمة شعارها التقدمي والثوري المؤثر والفعال في وحدتهم { يا عمال العالم أتحدوا} ليضفي على هذا الكرنفال نكهة وفرحة خاصّة لدى أوسع الجماهير الكادحة والشغيلة المثابرة ، حين يقول فيها الجواهري الكبير ( بكم نبتدىء وأليكم نعود— ومن سيب أفضالكم نستزيد ) ، ويحتفل عمال وعاملات العالم بعيدهم وسط تحديات سياسية وأجتماعية وأقتصادية تهزُ العالم تحت ظل الرأسمالية المتعددة الرؤوس وعولمتها وما يرافقها من تأثيرات تترك آثاراً خطيرة على وحدة صفوفهم في العالم أجمع ، والآلة الرأسمالية تحصد الآلاف من الشغيلة والعمال والكسبة بأعتبارهم وقوداً لحروبهم العبثية ، والملفت هذا العام 2016 في جغرافية هذا الكوكب الجميل تشهد حروباً طائفية ودينية تعمل على تمزيق النسيج الأجتماعي والمعاشي وهنا فُرضتْ على هذه الطبقة مسؤولية التصدي لتلك الحروب ووقف نزيفها لجعل آلة الحرب غير فعالة ومؤثرة على وحدتهم ووعيهم الطبقي ومن أجل ذلك رسمت خارطة طريق نضالية وبخيارات متعددة حسب ما تفرضه زمكنة بلدانهم وظروفهم الجيو سياسية مثلا :
-الأضراب واالأعتصام كقوة ضغط على أصحاب القرارلتحقيق ” التغيير ” .
– التحزّب السياسي في التمترس بأحزاب سياسية من اليسار التقدمي الذين قد هضموا الأشتراكية العلمية نظرياً وتطبيقاً.
– أتحاد الأحزاب العمالية واليسارية ضرورة ملحة في رسم رؤية واضحة لما تعيشه البشرية في ظل النظام الرأسمالي .
– تفعيل نشاط نقابات العمال .
– النضال في دعم مكانة المرأة العاملة في المجتمع .
– تحصّن الطبقة العاملة بالنظرية الأشتراكية العلمية لحمايتها من الوقوع صيداً سهلاً في الشبكة العنكبوتية للرأسمالية الطفيلية الجشعة .
وبكل معاني الأكبار والأعتزاز نحي عمال العالم ونشارك أحتفالاتهم الأممية في الأول من أيار ( عيد العمال العالمي ) وفاءاً وعرفاناً وتخليداً لنضالات الأحرار من العمال الذين سقطوا في شيكاغو 1886 م دفاعاً عن حقوقهم وحرياتهم حين تصدوا للكارتلات الأحتكارية للرأسمالية الجشعة بصدورٍ عارية وبطون خاوية وشعاراتهم لا للظلم —- لا للأضطهاد العنصري ، وكانت مطاليبهم في البداية تخص ساعات العمل ألى ثمان ساعات حتى سميت تلك الحركة العمالية ( من أجل الثمان ساعات ) ، والعمل على تخفيف مشكلتي الفقر والبطالة ، وتحسين أوضاع العمال بقانون الضمان الأجتماعي ، وقانون ضريبة العمل ، بيد أنهم جوبهوا بالرصاص الحي من قبل الشرطة الأتحادية ، وبأمرٍ من أصحاب القرار ملاك المصانع الضخمة والمزارع الكثيفة ، وسقط المئات من العمال ، وسرعان ما أنتشر خبر مجزرة شيكاغو ألى كندا وأستراليا وبعض مناطق أوربا ، وتزامن تلك الحركة العمالية مع صدور” البيان الشيوعي” لماركس وأنجلز والذي أضفى لها الطابع السياسي وأنتشار الفكر الأشتراكي منذ القرن الماضي ، وتسارع الأحداث العالمية التي عملت على تقوية مسار الحركة العمالية كثورة أكتوبر المجيدة 1905 الروسية .

وما يخص الطبقة العاملة العراقية
———————————–
وللأسف المؤلم حلول الأول من أيار في هذا العام بالذات على طبقتنا العاملة العراقية كغيمة سوداء لا يبدو هناك ضوءاً في نهاية النفق ، وأملٌ قريب في الأفق ، بل هي تغرق معنا سوية ونحن في ( تايتانك ) الوطن الآيل للأستقرار في قعر المحيط المظلم ، وليعلم العالم أن طبقتنا العاملة العراقية اليوم أمام أشرس عدو تقليدي الذي هوأمريكا ومساعده (الدين السياسي) الذي غيّب الفرحة في آمال الجميع في واقع تفاقم البطالة والأمية والمرض ، وسط
أحتقان طائفي وأثني ومناطقي ومشاكل عصية وأزمات خانقة وسط أحتقار دور المرأة العاملة ومصادرة مكتسباتها وشرعنتْ تواجدها في البيت وشمولها بفتوى ( الأسر والسبي ) والبيع في أسواق النخاسة الموصلية والحلبية ، ومصادرة حقوق الطبقة العاملة النقابية بتعسفية شديدة بعدم الأعتراف بها كأوسع شريحة في المجتمع وكطبقة معترفة بها في العالم ، وهي اليوم تعاني البؤس وشظف العيش فأخذوا منها كل شيء ما عدا ( الدمعة والضحكة ) وكلاهما وجهان لعملة واحدة التي هي المأساة والحزن ،بالرغم من هذا التغييب ومصادرة هويتها وتضليل عنوانها أنها تحتفل بهذه المناسبة الأممية غايتها الوقوف بحزم ضد التوجهات الأمريكية وعملائه حكام الدين السياسي بمواصلة النضال وبأصرار :
** ألغاء القوانين الجائرة والأجراءات التعسفية التي صدرت بحقها كقانون رقم 150 سنة 1987 الذي حول العمال إلى موظفين .
**الدفاع عن حقوق المرأة المغتصبة وهي في ظل الحكم الأسلمة السياسية .
** النضال من أجل أصدار قانون العمل الجديد وتقاعد العمال في الضمان الأجتماعي يساير معايير العمل الدولية .
** أرجاع مؤسسة ” أتحاد نقابات العمال ” وبصيغ ديمقراطية يضمن حقوق جميع عمال العراق .
** تشغيل المعامل والمصانع المعطلة والمغلقة منذ 2003 لأعادة عمالها لمعالجة البطالة الحقيقية والمقنعة .
** مساهمة العمال في العملية السياسية ولأنها داينمو الأنتاج وأساس أركان العمل .
** دعم حقوق المرأة العاملة في الأمومة ، وتقليل ساعات عملها .
** وفي العراق المحتل يكون الأول من أيار حافزاً للتحرير وهي المسؤولية الوطنية أمام الطبقة العاملة التي هي رأس الرمح في المجتمع .

المجد للطبقة العاملة في أرجاء العالم وكل العرفان والوفاء لطبقتنا العمالية العراقية في عيدها الأممي المزدهر—–

في الأول من أيار 2016

اترك تعليقاً