السيمر / فيينا / الجمعة 06 . 05 . 2022 ——- تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشأن التصعيد في مجمع آزوفستال في ماريوبول؛ ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أن قواتها وقوات دونيتسك ستوقف إطلاق النار خلال الأيام الثلاثة القادمة لإخراج المدنيين من مصنع آزوفستال للصلب، اتهمت كييف القوات الروسية باستهداف المجمع في سعي لاقتحامه، وأشارت إلى أن القتال في محيط المصنع ما يزال مستمرا.
كما اتهم نائب قائد كتيبة آزوف المتحصنة بمجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول روسيا بعدم الالتزام بأي قواعد أو أعراف أو قوانين أخلاقية أمام العالم بأسره، حسب تعبيره، وناشد المجتمع الدولي -في فيديو نشر عبر حسابه على موقع تليغرام- التدخل لإجلاء المدنيين والجنود الجرحى المحاصرين داخل المجمع.
وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عن عملية ثالثة تجري حاليا لإجلاء من تبقى من المدنيين المحاصرين في المجمع الصناعي، مؤكدا أنها محاطة بالسرية “لتجنب تقويض أي نجاح ممكن”، حسب تعبيره.
وقال غوتيريش إن ما وصفها بالدبلوماسية الصامتة التي تنتهجها المنظمة الدولية ساعدت في إجلاء المدنيين المحاصرين في مدينة ماريوبول ومجمع آزوفستال الصناعي في عمليتين ناجحتين تحت مظلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكانت روسيا تعهدت بوقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية يوم الخميس، ولكن لم تحدث أي عمليات إجلاء، وقالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن من المقرر تنفيذ محاولة إجلاء جديدة يوم الجمعة.
ووصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الوضع الإنساني في مجمع آزوفستال الصناعي بالمزري للغاية بالنسبة للمدنيين، مضيفا أن “ما نراه من الناس الذين خرجوا هو حاجتهم إلى المساعدة الطبية، إنهم يعانون من الجفاف ويفتقرون إلى الطعام وتعرضوا للصدمة ويحتاجون إلى دعم فوري”.
يذكر أن المصادر الأوكرانية تشير إلى وجود نحو 200 مدني محاصرين داخل مصنع آزوفستال، إضافة إلى مقاتلين لا يعرف عددهم، بعد أن تم نقل 500 شخص تقريبا خلال عمليتين سابقتين بوساطة الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى زاباروجيا، التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية.
وكان أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني ذكر أن القوات الروسية تنوي الاستيلاء على مجمع آزوفستال الصناعي في الذكرى 77 للانتصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية في التاسع من مايو/أيار الجاري الذي يوافق الاثنين القادم.
نفي أميركي
ونفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الخميس تقديم معلومات استخبارية مكنت القوات الأوكرانية من استهداف كبار الضباط الروس بالقرب من الجبهة.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن بلاده ترسل إلى كييف معلومات استخبارية لمساعدتهم “في الدفاع عن بلادهم”، مشددا على أنهم لا يقدمون “معلومات عن أماكن وجود كبار القادة العسكريين في ساحة المعركة، ولا نشارك في قرارات الاستهداف التي يتخذها الجيش الأوكراني”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت أمس الأول الأربعاء -عن مصادر داخل الاستخبارات الأميركية- أن المعلومات التي تقدّمها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني أتاحت استهداف كثير من الجنرالات الروس قرب الجبهة. ونقلت الصحيفة عن عدد من كبار المسؤولين الأميركيين أنه من بين الجنرالات الروس الذين قُتِلوا بأيدي القوات الأوكرانية تم استهداف “كثير” منهم بمساعدة الاستخبارات الأميركية.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي برمته تتقاسم على نحو دائم معلومات استخباراتية مع الجيش الاوكراني. وبإضافة ذلك إلى إمدادات الأسلحة (…) فإن هذه الأنشطة لا تتيح إنهاء (الهجوم الروسي على أوكرانيا) سريعا”.
لكنه أضاف أن هذا الأمر “لن يحول” دون تحقيق أهداف التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
المصدر / الجزيرة نت + وكالات