الرئيسية / الأخبار / وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر عن 95 عاما
البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر في صورة من الارشيف تعود الى 27 تشرين الاول/اكتوبر 2010 في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. © فيليبو مونتيفورتي / ا ف ب/AFP/ارشيف

وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر عن 95 عاما

السيمر / فيينا / السبت 31 . 12 . 2022

توفي البابا المستقيل الألماني بنديكتوس السادس عشر الذي فاجأ تنحيه العالم بأسره عام 2013، صباح السبت عن 95 عاما، كما أعلن الفاتيكان.

وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ماتيو بروني في بيان “بكثير من الألم أعلمكم أن البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر فارق الحياة اليوم عند الساعة التاسعة والدقيقة الرابعة والثلاثين، في دير والدة الكنيسة في الفاتيكان”.وكانت صحّة البابا بنديكتوس السادس عشر هشة منذ سنوات. وقد تدهورت في الأيام الماضية لكن الفاتيكان أعلن الجمعة أن وضعه “مستقر” وأنه شارك في قداس من غرفته الخميس.

في أول ردود الفعل، اعتبر المستشار الالماني أولاف شولتس أن العالم يخسر “شخصية بارزة” في الكنيسة الكاثوليكية مع وفاة البابا بنديكتوس.

من المرتقب أن يحيي البابا فرنسيس في روما مراسم جنازة البابا الـ265، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يعود الى ألفي عام وسيحضره عشرات آلاف الأشخاص بينهم رؤساء دول.

تضع وفاته حدا لتعايش غير معتاد بين رجلين يرتديان اللباس الأبيض البابوي: الألماني يوزف راتسينغر عالم اللاهوت الذي لا يشعر بالراحة للتفاعل مع الحشود والأرجنتيني خورخي برغوليو اليسوعي الذي يسجل مواقف قاطعة وأراد إعادة الفقراء والمهاجرين الى قلب رسالة الكنيسة.

بعد ثماني سنوات من البابوية شهدت أزمات متعددة، طاردت هذا اللاهوتي الألماني في بداية عام 2022 فضيحة تحرّش رجال دين جنسيا بالأطفال. واتهم في تقرير صحافي في ألمانيا بإساءة إدارة العنف الجنسي عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ، فكسر صمته ليطلب “الصفح” لكنه أكد أنه لم يتستر مطلقًا على الإساءة للأطفال.

وأكد في كتاب نُشر عام 2016 أن اعتزاله الذي أعلنه في 11 شباط/فبراير 2013 كان قرارًا شخصيًا نسبه إلى تراجع قدراته وليس بسبب الفضائح.

ببادرته غير المسبوقة منذ 700 عام، مهد البابا المعتزل الطريق لخلفائه ليحذوا حذوه عندما تتراجع قواهم. البابا فرنسيس البالغ 86 عاما والذي يعاني من آلام في الركبة، ترك هذا الاحتمال “مفتوحا”.

– صلاة “خاصة”-

وكان البابا فرنسيس أعلن الأربعاء أن سلفه “مريض بشكل خطير” وأنه يصلي من أجله وقد توجه لزيارته في الدير الواقع في حدائق الفاتيكان.

وأكد الفاتيكان لاحقا أن صحة البابا السابق ساءت “بسبب التقدم في السن” في حين قال مصدر في الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن صحّته بدأت تتدهور “قبل نحو ثلاثة أيام”. وقال إن صحّة البابا الفخري “تدهورت قبل نحو ثلاثة أيام. وظائفه الحيوية تتلاشى بما في ذلك قلبه”.

بعد ظهر الجمعة نظم الفاتيكان قداسا في كاتدرائية في روما للصلاة من أجل البابا المستقيل.

في الأشهر الأخيرة بدا بنديكتوس السادس عشر أكثر ضعفا من ذي قبل وتنقل مرارا بواسطة كرسي متحرك، لكنه لم يتوقف عن استقبال الزوار. وآخر صور موزعة له تعود لتلقيه زيارة في الأول من كانون الأول/ديسمبر وقد بدا نحيلا وضعيفا.

فاتيليكس

ولد يوزيف راتسينغر في العام 1927 ودرّس اللاهوت مدى 25 عاما في ألمانيا قبل أن يعيّن رئيسا لأساقفة ميونيخ.

من ثم أصبح رئيس مجمع العقيدة والإيمان في روما حتى انتخابه في العام 2005 خلفا للبابا يوحنا بولس الثاني.

خلال حبريته اعتمد نهجا محافظا في مسائل عدة خصوصا الإجهاض والمثلية الجنسية والموت الرحيم.

اثارت تصريحاته مرارا الجدل، لا سيما حول الإسلام واستخدام الواقي الذكري للحماية من فيروسات نقص المناعة البشرية، إضافة الى إلغائه في العام 2009 مرسوم حرمان أربعة أساقفة أصدره البابا يوحنا بولس الثاني.

في العام 2012 سرّب مساعده الشخصي وثائق سرية للفاتيكان في ما أطلقت عليه تسمية “فاتيليكس”، وقد بيّنت الوثائق فسادا في إدارة الكرسي الرسولي وشؤونه المالية.

ويعود آخر تسجيل فيديو بثّه الفاتيكان لبنديكتوس السادس عشر إلى آب/أغسطس ويبدو فيه نحيلا ومزودا جهازا للسمع وغير قادر على الكلام.

اترك تعليقاً