السيمر / الخميس 09 . 02 . 2017
مصطفى منيغ / المغرب
أتوا في أكلهم الشرس للميدان السياسي الحزبي على آخر زرع ، ووقفوا عُراة البطون المنتفخة بعامل الجوع للمزيد دون جزع ، أمام مكتب لوزارة الداخلية يتسولون مضاعفة الدعم لدفع ما اقتنوه ليومهم الأسود على ذويهم يُوَزَّع، حاسبين أنفسهم مصائد تخدير بعض العقول لكن حالهم توقف بالكامل قي السادس من أكتوبر ليلجوا بعد السابع منه والدَّلال الحزبي المبني على القشور والمظاهر والادعاءات الباطلة منهم انتُزِع ، لِيُتْرَكُوا كعلبة سردين مأكول محتواها مستقرة في مَطْرَحٍ حيث ما به تَجَمَّعَ لمهتمي إعادة التصنيع بأبخس ثمن يُباع. ليس أمامهم غير التجميد يريحون به أنفسهم قبل أن يطالهم ما لم يكن في حسبانهم من صداع.
… من يريد أن يلعب بمبادئ ومكاسب شعب فليقرأ (عساه يتعظ) تاريخ المغرب المُهرَّبة كتبه مع هروب أذناب الاستعمار كجزء من متاع ، ومن يريد احترامها والتشبث بها أكثر وأزيد عليه الترحال لبحث ميداني كما فعلتُ شخصياً مُبتدئاً بمدينة “فاروا” البرتغالية فلندن الانجليزية ، فأثينا الإغريقية، وبالتالي “القاهرة” المصرية حيث تعلَّم الرواد الأوائل معاني ومفاهيم الحزب السياسي القائم على الثوابت الشعبية وليس الرغبات الفردية وأدبيات مكتب المغرب العربي هناك، لا زالت محفوظة كليا أو جزئيا في عقول أو مكتبات خاصة ، كمكتبة الإسكندرية، تغني كل راغب في معرفة الحقائق بالمباشر من الاطلاع ، لتزويد منتوجه الفكري بما يُنهي في الموضوع أي صراع.
… ما الفائدة في أجواق أدوات عزفها مبتاعة من أسواق السلع المستعملة وقد اعتلاها الصدأ، لتكرار نفس اللحن مُؤَدَّى مِمَّن لا يعرفون الموسيقى أصلاً ، كعلم قائم بذاته له مدرِّسوه ونُبغاؤه وعَالَمه المعروف لدى متتبعي الفن الرفيع ؟؟؟، أم القضية مجرد جمع “بَّبَغاوَات” في حلقة السياسة الحزبية المهترئة مرددة نشيد المذلة لينبسط من جعلوها واجهة ديمقراطية فقدت على أرض الواقع حروف “د” من الدفاع ، و”ي” من اليمن و”م” من المصداقية و”ا” من الكرامة و”ط” من الطريقة لتكتفي فقط بما تبقى مكونة كلمة “قرية” شبيهة بآلاف القرى المغربية في الوقت الحالي للأسف ، المُتَّخذة خزاناً محروساً لأصوات الانتخابات بجميع أشكالها ومستوياتها حتى لا يُقال عنها مُزورة لكنها مُرتبة بكيفية يصعب الاطلاع على تقنياتها إلا لمن عايش من الداخل مجريات الأمور مُسجلا للحظة (لم تصل بعد) تتم فيها أية إعادة، أصحابها لا يكنون الحياء للشعب المغربي الصابر عليهم، المضحى بما يملك من أجل الاستقرار الفعلي داخل هذا الوطن .
غَرَفوا بأيديهم كالرَّوافع من كل الميزانيات ، مع كل مرحلة لهم نصيب من كماليَّات الكماليَّات ، ما أوقفهم شيء لا صبر هذا الشعب ولا خشية من رب الأرض والسماوات ، رُغْفَانٌ بالقار مذهونات ، موزعة بالافتراء على بعض رواد أهم الساحات ، لتُمضَغَ مولدة سوائلها المستقرة في بطون الضحك والسخرية على مغرب الأحرار والمناضلين الشرفاء والحرائر من الإناث، لإقبار مبادئ أحزاب جدية كانت عسى تصبح هذه الحكومة عكس ما مضى من حكومات ، تترقب الإذن ليكتمل نصابها وإلا ضمها مصير الأدوات المنسيات .
شِبْهُ أحزابٍ عُمُرُها الافتراضي انتهى من زمان باقية فقط لرفع الشعارات الرسمية إبان استعراضات ، في تحدي سافر للراغبين إدخالها في خانة الخلفية البئيسة من ذكريات، يحياها الحاضر كمستقبل في عرف من لا زال يحلم أن مغرب الألفية الثالثة لن يتغير سياسيا عما سبقها في القرن العشرين من سنوات .
بضع أحزاب سياسية فاشلة كان عليها أن تذوبَ خجلاً ومن وقت طويل من أضرار الوزارة الوصية أدرى بها وبخاصة على ميزانية الشعب بما تتوصل به ترسيخاً وتشجيعاً لكل متطفل على الحقل السياسي الحزبي التمسك بكرسي الزعامة ولو كلفه الأمر عقد مؤتمر كل بضع سنوات، يستدعى له كل محتاج لوجبة طعام دسمة وازدراد ثلاث أو أربع أصناف من حلويات، وتجرع شاي أو قهوة بما يرافقهما من نشويات ، ثم الانتقال للتصويت دون انتماء على بطل مسرحية المسرحيات ، منذ نشأة الحزب إلى الآن حيث ينتهي الأمر للبدء في المعروف من الأزمات ، وزارة الداخلية على دراية بالتفاصيل المملة لكنها محتفظة تظل بمثل الأحزاب الأشباح للتظاهر(ربما) بأن المغرب له من التنوع الحزبي ما يؤكد أن الديمقراطية في بحبوحة بين جنباته لا تفرق بين حزب عتيق جدي متطور وآخر ضيق أجوف لا يحتاج وضعه المزري لأي تفسير إذ توضيح الواضحات من المفضحات .(للمقال صلة)