السيمر / السبت 11 . 02 . 2017 — قتل 5 أشخاص، على الأقل، في اشتباكات بين أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وقوات الأمن بالعاصمة العراقية بغداد.
وخرج عشرات الآلاف من أنصار الصدر في مظاهرات، احتجاجا على ما يصفونه بـ”فساد حكومي”، وللمطالبة بإجراء تعديلات على المفوضية التي تشرف على الانتخابات.
واندلعت الاشتباكات بعدما حاول المتظاهرون عبور جسر يصل إلى المنطقة الخضراء، التي توجد بها معظم المقار الحكومية الرئيسية والبعثات الدبلوماسية.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، كما تفيد تقارير بسماع دوي إطلاق نار خلال الاشتباكات.
وقال مصدر مطلع في التيار الصدري، في مكالمة هاتفية مع بي بي سي، أن “القوات الأمنية أطلقت النار والغاز المسيل للدموع باتجاه متظاهرين” عبروا جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء.
وأضاف المصدر أن من بين الجرحى إبراهيم الجابري، مدير المكتب السياسي للصدر في بغداد والمحافظات الشمالية، الذي أصيب بجروح خطيرة.
وقالت وزارة الداخلية إن أحد عناصر الأمن قتل فيما جرح سبعة آخرون خلال الاشتباكات.
وأصدر مقتدى الصدر بيانا اتهم فيه جهات مجهولة باستعمال “القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل”، داعيا الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية للتدخل الفوري لإنقاذ المتظاهرين السلميين.
“انسحاب تكتيكي”
وحمل الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية ما حصل، محذرا من أن “رد الثوار سيكون أقوى في المرة القادمة”.
ودعا الصدر المتظاهرين إلى “الانسحاب التكتيكي إلى إشعار آخر، حفاظا على دماء الأبرياء وإنقاذها من الإرهاب الحكومي” حسب تعبير البيان.
وكان الصدر قد أصدر بيانا حث فيه المتظاهرين على الاقتراب من المنطقة الخضراء، لكنه حذرهم من دخولها.
ويهدد التيار الصدري باللجوء إلى خيارات تصعيدية ضد الحكومة والبرلمان، إن لم يتم تغيير مفوضية الانتخابات وقانونها.
وكان أنصار الصدر قد بدأوا الجمعة في التوافد من محافظات الجنوب إلى ساحة التحرير وسط بغداد، تلبية لدعوة زعيمهم بتنظيم مظاهرة “مليونية”.
وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام العراقية هتافات تندد بالحكومة الحالية التي وصفوها بـ “الفاسدة” ودعوا الى رحيلها، كما رددوا هتافات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وشهدت التظاهرة إلقاء كلمات من طرف قيادات في التيار الصدري، من بينهم الشيخ محمد الكعبي، ممثل الصدر، الذي قال إن “الخطوة القادمة ستكون مفتوحة أمام الشعب العراقي، أو أن يتم تغيير مفوضية الانتخابات بأعضائها وقانونها” مشيرا إلى احتمال اللجوء إلى “خطوات تصعيدية” دون أن يكشف عن تفاصيلها.
وكانت القوات الأمنية أغلقت في وقت مبكر من فجر السبت جسر السنك أمام حركة السيارات فقط، بينما أغلق جسر الجمهورية بالكامل. ويؤدي كلا الجسرين القريبين من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأغلقت جميع الشوارع الرئيسية المؤدية الى موقع التظاهرة، بينما أقام اتباع الصدر نقاط عدة في تلك الشوارع لتفتيش الاشخاص المتجهين الى الساحة.
وتتزامن المظاهرات مع الذكرى السنوية الاولى لدعوة الصدر اواخر شباط / فبراير من العام الماضي لمظاهرات حاشدة عند أبواب المنطقة الخضراء تطالب “بالاصلاح والقضاء على الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة.”
وتحولت المظاهرات حينها إلى اعتصامات مفتوحة استمرت لإسبوعين وشارك فيها الصدر، وانتهت باقتحام المتظاهرين لمبنى مجلس النواب داخل المنطقة الخضراء ثم انسحابهم منها وفض الاعتصامات.
وطالب رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، سربست مصطفى رشيد، في بيان نشره على موقع فيسبوك، العبادي والمجتمع الدولي بحماية مفوضية الانتخابات ومجلسها وموظفيها، أمام التهديدات التي قال إنهم يتعرضون لها من طرف بعض مسؤولي التنسيقيات الخاصة بمظاهرة التيار الصدري.
يذكر أن مقتدى الصدر أصدر في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي حزمة من المطالب دعا من خلالها لتغيير النظام الانتخابي في العراق، وقانونه الذي “دفع الناخبين للعزوف عن الإدلاء بأصواتهم، وكرس الطائفية، ومكن كتل سياسية كبيرة من الهيمنة على المؤسسات الحكومية على حساب الكتل الصغيرة، وسمح بتكرار نفس الوجوه المسؤولة عن الفساد” حسب ما قاله الصدر.
بي بي سي