الرئيسية / مقالات / كيف تستفيد من قراءة كتاب ؟

كيف تستفيد من قراءة كتاب ؟

السيمر / الثلاثاء 14 . 03 . 2017

معمر حبار / الجزائر

يسألني الكثير عن كيفية الاستفادة من القراءة وأجبت عبر مقالات منثورة منشورة لمن يريد أن يعود إليها، وكلما جمع صاحب الأسطر ما يفيده من خلال التجربة والممارسة اليومية لقراءة الكتب إلا وجمعه عبر مقال لعلّه يفيد المتعطش للقراءة والفهم والنقد، ومنها..
كنت فيما مضى لا أقرأ مقدمة الكاتب أو المترجم أو المحقق أو الناشر وأكتفي بمضمون الكتاب وبعد أن أنتهي منه أعود للمقدمة فأقارن بين ما وصلت إليه وما توصل إليه صاحب المقدمة، وكنت أفعل ذلك خشية أن لا تؤثر المقدمة على قراءتي للكتاب. وبغض النظر عن صحة ما ذهب إليه القارىء أو خطئه، فإنه في الأيام الأخيرة أصبح حين يشرع في أيّ كتاب أن يبدأ أولا في قراءة مقدمة الكتاب سواء صاحب الكتاب أو المترجم أو المحقق ثم يشرع في قراءة مضمون الكتاب. ومن إيجابيات قراءة المقدمة أنها تنير للقارىء الفهم، وتشرح له ظروف الكتاب وكذا الترجمة والتحقيق فتضعه في صورة جلية للظروف التي أحاطت بالكتاب، فتزيده بالتالي فهما ووضوحا.
وبما أني في السنوات الأخيرة أصبحت أركز كثيرا على قراءة التاريخ الجزائري أثناء الوجود العثماني وإبان الاستدمار الفرنسي للجزائر وكذا الشخصيات المتعلقة بتلك الفترة كالأمير عبد القادر وأحمد باي وعروج. وبما أن مثل هذه المواضيع تعتمد بشكل كبير على الرحالة الغربيين، والوثائق التركية، وجواسيس فرنسا المحتلة، ووثائق الاستدمار الفرنسي، فوجب إذن قراءة مقدمة الكاتب أو المترجم أو المحقق لأنه يتطرق لنقاط غامضة وظروف أحاطت بالوثيقة أو الكتاب مبديا رأيه حول قضايا إعترضته وأفكار واجهته فتعين بالتالي القارىء المتتبع.
ومن الأمور التي تعلمها المرء في السنوات الأخيرة أن يكتب تاريخ الانتهاء من الكتاب في آخر صفحة من الكتاب، ويكتب تاريخ شراء الكتاب حين يشتري كتابا لأبنائه، وتظهر فائدة هذا الفعل بعد سنوات حين يفتخر الأبناء فيما بينهم بكون الأب إشترى له كتابا منذ 20 سنة أو يزيد وقد بلغ السعي ونجح في شهادة البكالوريا وهو الان طالب في كلية الطب.
وخلال هذا الشهر وأنا أكتب عن أيامي كلما سمحت الذاكرة، وضعت عنوانا جديدا سميته “كتب إشتريتها”، أسجل فيه الكتب التي أشتريها سواء كانت لي أو لأبنائي. وعنوانا أخر سميته “كتب قرأتها”، أسجل فيه الكتب التي أنهيت قراءتها مرفوقة بذكر الشهر الذي إشتريت وأنهيت فيه الكتاب.
ومن الأمور التي أنصح بها الأساتذة والأولياء شراء قصص للأطفال منفردة، لأن الطفل حين ينتهي من قراءة كتاب صغير يشعر بالبطولة وأنه الأقوى والأفضل فيدفعه ذلك إلى حب القراءة والإقبال عليها بشغف ونهم، ولا أنصح الأولياء ولا الأساتذة باقتناء كتاب يحمل مجموعة قصص فإن ذلك يثبط عزيمة الطفل، لأنه قد لا يقرأ الكتاب كله فيكره القراءة والكتاب بسبب جمع القصص في كتاب واحد.
وأثبتت التجربة أن فهم الكتاب يتطلب تلخيصه في حينه وعرضه في حينه، لأن قراءة الكتاب دون التعرض له في حينه بالتلخيص والتعليق يجعل من السهولة الرجوع إليه والاستفادة منه في أيّ وقت، وكذا التمكن جيدا من خلال الرجوع للكتاب كلما استدعت الضرورة ذلك، وقد يمسي المرء مع الأيام مرجعا يعتمد عليه في قراءة ذلك الكتاب ونقده. وحين يعرض المرء قراءته للكتاب سيتعرض للنقد لا محالة، وبغض النظر عن نوعية النقد فالمرء مطالب أن يجمع الردود ويضع لها مكانا خاصا بها تحت نفس المقال الخاص بعرض الكتاب، فإنها تفيده في التصحيح والتقويم وقد يعود إليها حين يتطلب المقام ذلك، وهذا أفضل بكثير من الردود السريعة المبنية على العاطفة والتلقاية التي تحرم فضل الجميع من الجميع.

اترك تعليقاً