السيمر / الثلاثاء 25 . 05 . 2017
أنور السلامي
(ربي اشرح لي صدري, ويسر لي أمري وحلل العقدة من لساني ليفقه قولي, يا مؤنسي في وحدتي ويا وليي في نعمتي, يا كهفي حين تعييني المذاهب وتسلمني الأقارب ويخذلني كل صاحب , يا عماد من لا عماد له, يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له , يا حرز من لا حرز له, يا كهف من لا كهف له, يا كنز من لا كنز له يا الهي بالتحقيق).
أسئلة تنتابني بين الحين ولحين الآخر, لا أجد جوابا لها ولا تفسير , فيدور صرع كبير, يّحٌول غرفتي, إلى ساحة حرب , بدأت بتراشق سهام الأفكار, بين الجانبين , على إثرها سقطت ضحايا كثيرة نتيجة لهذا القصف العشوائي, بين محوري الحديث المتصارع , حول الأفكار في حلبة كبيرة, وجمهورها المذهب السنية والشيعية والديانات المسيحية واليهودية وحتى السيخ, أجد نفسي منهزما بين الشبهات والإشكالات ما نؤمن به من العقيدة وتجدني سرعان ما أتراجع عن ما أومن به, ويكون عامل السفر إلى الخارج, مفتاح ضغط إضافي, فيزيد من حّده الصراعات وتتحول إلى الهجوم بأسلوب عنيف لهذه المعتقدات , مما يسهل عمليه غسل الدماغ.
الدين .. هو عبارة عن مجموعة الأفعال والممارسات والمعتقدات, وهذه النظرة تختلف حدتها بين شعوب العالم, فمنها ما يفتخر بهويته الدينية ويعتز بها, وهذا المعنى يشمل حتى الشعوب التي لا تمتلك حضارة, مثل “السيخ” الذين أعانوا البريطانيين وناصروهم, كان تعاونا وثيقا وملحوظا, ولكن لم يكن على حساب دينهم , ولم يتراجعوا عن دينهم أو يتغيروا حتى في زيّهم, لأنه يعتبرونه جزء من حضارتهم وكيانهم , ولا يتركونه لأجل مطمح دنيوي معين, ولا يفوتني ذكر اليهود الذين مدوا أذرعهم في جميع أنحاء العالم ولجميع المواقع ولمختلف المجالات, نراهم لا يتخلون عن دينهم , أو عن هويتهم اليهودية, بل نجدهم يصرون على الحفاظ عليها, ولا يختلف حالهم خلال سلوكهم العملي سواء كانوا متدينين أو غير ذلك.
مما تقدم الشعار العقائدي والديني هو يمثل الهوية للذات, ولابد من المحافظة عليها, وخاصة عندما نتعامل مع الدين بروح الافتخار والاعتزاز, فانقطعت سهام الأفكار عن التراشق.
ابقوا معي للحديث بقيه.