الرئيسية / مقالات / إضاءة / إصلاحٌ أم ضحك على ذقون البلهاء ؟

إضاءة / إصلاحٌ أم ضحك على ذقون البلهاء ؟

حامد كعيد الجبوري

1: القراءة الأولى
أعتقدَ الكثير أن السيد ( العبادي ) هو رجل المرحلة الذي سيكون على يديه خلاص العباد والبلاد من آفاتها السياسية والاجتماعية وغيرها من البلايا المخبئة تحت عقول الجهالة من الساسة ونظرائهم ، وخرجت التظاهرات العارمة مؤيدة لرئيس وزراء العراق ، وسمعت أكثر من فضائية عراقية تصف السيد العبادي بأنه ( سيسي ) العراق ومخلصه ، ومقدم برنامج سياسي سمعته شخصيا يقول أن ما حصل عليه ( العبادي ) من تأييد لم يحصل على مثله (( علي بن ابي طالب ( ع )) ، ويقف خطيب المرجعية وممثلها في كربلاء كل جمعة يطالب الحكومة والبرلمان بالإصلاح وداعيا الناس لمؤازرة ثورة الإصلاح وديمومة استمرارها ، موصفا موقفهم وخروجهم كل جمعة بثورة إصلاحية سلمية ، وتخرج الملايين من العراقيين بين ملبية لدعوة المرجعية ، وبين من ينتصر لنفسه ولبلده وناسه ، وتمر جمعة تعقبها أخرى والحال على ما هو عليه دون الحصول على مفردة إصلاح واحدة تهدأ من ثورة الشارع الذي عرفَ أن ما قدمه ( العبادي ) ما هي إلا حلول ترقيعية لا يمكن أن تنهض ببلد خُرب وسُرق بتعمد واضح للجميع ، وتتلاحق الحلول الترقيعية لتطال بعض الشرائح التي منحتها أحزاب السلطة مرتبات ومميزات يحلم بها من يعيش خارج العراق وببلدان متطورة ، وهنا تبدأ صراعات المصالح بين أحزاب السلطة ومنتفعيها ، وبين الشريحة الكبيرة من الموظفين البسطاء التي لا تسد رواتبهم عشرة أيام من الشهر ، ويحار ( العبادي ) بما سيفعله بعد أن رفعت كتلته التي أتى منها وبعض الكتل الأخرى طلباتهم بسحب التفويض منه ، وإنهاء حياته السياسية كرئيس لمجلس الوزراء ، وهذا يدلل على أن مطالب المتظاهرين والوطنيين العراقيين بعدم جدوى هذه الترقيعات ، وإنما يراد لثورة حقيقة تقتلع جذور الفساد ، وتعديل للدستور الذي وضعت به الكثير من المعرقلات لأسباب يدركها المشرع الأمي ، وتعديل بالقوانين الانتخابية التي فُصلت على مقاس السراق ولصوص السياسة ومتخلفيها ، وأن لم يستطع العبادي تحقيق ذلك فعليه أن يعتذر للشعب ويقدم استقالته حفاظا على تاريخه وتاريخ عائلته ، والسؤال الذي أضعه لنفسي قبل الآخرين هو من هو البديل عن العبادي لهذه المرحلة ونحن تحت سقف الاحتلال ؟ ، وسقف المصالح الذاتية ؟ ، وسقف المصالح الدولية ؟ ، للإضاءة … فقط .