عبد الجبار نوري
الأزهر صرح ديني ثقافي عريق أسسهُ ” جوهر الصقلي” بأمرٍ من الخليغة الفاطمي عام 358 هج-969 م ، وعلى مدى أكثر من ألف سنه ، سلك الأزهر الوسطية والأعتدال على العكس من المدرسة الوهابية المتطرفة في النهج والسلوك فكرياً حيث غيّرتْ مسار المباديء الأسلامية القويمة ، وحتى الذين سبقوا هذا ” الطيّبْ ” في قيادة الأزهر هم شخصيات ورجال وجهوا هذا الصرح العلمي والحضاري الديني إلى الكمال ، ونشر الوحدة والتآلف ، والدعوة إلى المقتربات المشتركة بين المذاهب الأسلامية ، وتقوية الصلة بين الديانات السماوية مثل : أبراهيم الباجوري وسليم البشري ومحمود شلتوت ، ممن كانوا المثال والقدوة في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فكسبوا حب الناس وتأييدهم ، ولم تتمكن المخابرات الوهابية من أختراقهم لأنّهم لمْ يساوموا على دينهم وشرفهم ، حتى أنّ المسؤول السابق ” سليم البشري ” نطق كلمة الحق في الحشد الشعبي قال حينها : { —- أنهُ جيش الوطن الذي هبّ للدفاع عن الأرض والعرض والمال والنفس .
عندما نتصفح أرشيف جميع المؤسسات الدينية بشمولية الديانات السماوية وعبر أزمنة التأريخ صحيح فيها أضاءات أمام البشرية في تهذيب الطباع وتقليم الأظافر كما وضحت في مقدم البحث وحتماً يظهر الوجه السيء في التظليل وغسل الأدمغة ، وقيادة الجموع البشرية مغناطيسياً كيفما توحي لها مصلحة المؤسسة الدينية ، متحدية المثل والقوانين السماوية السمحاء ، كصكوك الغفران عند الكنيسة في القرون الوسطى ، ومفاتيح الجنة عند الأسلام السياسي المتشدد ، وكانت سبباً في أشعال الكراهية وألأقتتال الديني والطائفي والأثني بين الديانات السماوية ، و حتى بين الدين الواحد ، وجرّبتْ حظها في الأسلمة السياسية في أستلام الحكم – وحتى – بالشكل الراديكالي وسرعان ما فشلت وأنهارت لأصطدامها المباشر بتطلعات البشرية في الحرية والعيش الكريم وتبلورتْ تلك الأفكار المتشددة إلى التزمّتْ السلفي الوهابي وألى ظهور رأس الحربة داعش ، وظهور هذا الوجه المظلم للمؤسسات الدينية وقادتها نبوءة معلّمْ البروليتاريا ” لينين ” عندما قال : ( نحن نعرف حق المعرفة ، أنّ رجال الدين والأثرياء يخاطبوننا بأسم الدين ألا ليستغلونا ).
فالأزهر هو الآخر كشف عن هذا الوجه السيء الصيت في عددٍ من المطبات الأجرامية في مناسبات لا تنسى حين تحولتْ إلى فقاسة أرهاب ، ومحكمة تفتيش وهذه بعضها القليل :
أولاً/ دور الأزهر الأعلامي والتحريضي في أغتيال المفكر” محمود محمد طه” 1985 وهو مؤسس الحزب الجمهوري السوداني السياسي الذي يدعو إلى أستقلال السودان ، ولهُ أفكارهُ الخاصة التي سميتْ ب( الفكرة الجمهورية) وكانت مثيرة للجدل ، وأتهم بالردة ، وأعدم في 1985 في عهد الرئيس جعفر نميري ، وكان الأزهر واحداً من الأذرع الدعائية التي ساهمت في أعدامه ، عندما أرسل الأزهر برقية إلى الرئيس السوداني جعفر نميري في تكفيرهِ وهذا نصه { — أنّ ما جاء به محمود محمد طه هو الكفر بعينه}وكانت تلك البرقية تحريضاً مباشراً وتصريحا دينياً مشرعناً ووثيقة قوية ومذيلة بختم وتوقيع الأزهر / مجمع البحوث الأسلامية /مكتب الأمين العام ، أستند عليها النميري وحلل دمه ، وأنهى حياة هذا المفكر والباحث .
ثانياً / محاربة الروائي المصري الراحل “أسامه أنور عكاشه ” القامة الشامخة الذي ترك بصماته الأنسانية في الأرث الثقافي العربي والعالمي ، برواياته الهادفة ذات المضمون الأنساني ، أصدر الأزهر فتواه بتكفير هذا القلم الحر ولم يكتفي الأزهر بهذا القمع وكم الأفواه بل أصدر فتوىً آخر ” بحرمة زوجته عليه ” أي تعتبر طالقة بحكم الشرع ، محاولة للضغط عليه للعدول عن رأيه والأعتذار ، لكنه أصرّ ولم يستسلم ولم يعتذر وقدم دلائل تأريخية موثوقه ، وطلب الحوار ، والرجوع إلى مصادر البحث .
ثالثا / بيان الأزهر في 11 ديسمبر 2014 في الأمتناع من تكفير داعش ، بالرغم من معرفتهم المسبقة بجرائم هذه الفئة الضالة ولتكفيرها لجميع من في الأرض ، وباجتماع قادة الفكر الأزهري من مصر والعالم الأسلامي قرروا النأي بأنفسهم عن هذا الجدل ، وعدم الأنزلاق في دوامة التكفير الداعشي لكون ( التكفير والأيمان )موضوع ألهي ، وبالحرف الواضح { لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ، ووقعنا في فتنة التكفير ، وأكد الدكتور ” سعد الدين الهلالي “أستاذ الفقه المقارن في جامعة الزهر : أنّ هذه المؤسسة المعروفه بالوسطية – يقصد الأزهر – أوقعت نفسها في شبهات التكفير ، وأنّها تبرءة لساحة داعش الدينية ، والتي قد تستغلها لصالحها بأعتبارها وصلت أليها بطبقٍ من فضة .
رابعا / وفي 11 آذار 2015 اصدرالأزهر بيانا ظالماً وهجومياً أستفزازياً على الحكومة العراقية وجيشها المدافع عن أرضه وعرضه ، وخصوصاً على ” الحشد الشعبي ” بوصفه ميليشيات طائفية ، جاءت تنتقم من طائفة معينة حسب أدعاء الأزهر الشريف !!! بالتأكيد أنه يثير الأحقاد ويقوي طاحونة الشحن الطائفي ، أضافة إلى أعتباره تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية ، وأتضحت الصورة بجلاء بأرتباطات الأزهر السرية بمؤسسات الأفتاء السعودية ، والذي أكدهُ الدكتور البرادعي من القاهرة بتصريحهِ الخطير والمهم وبالحرف الواضح { الأزهر حصل على 3 مليار دولار من السعودية للطعن بقوات الحشد الشعبي ، والمنحة السعودية متوقفة لحين صدور الأحتجاج من الأزهر وعلى لسا ن “طيبها ” الشيخ أحمد الطيب ، وهكذا مقابل 3 مليارات دولار رشوة وأبتزاز سعودي تحت أول أمضاء من الملك الجديد في لحظة صحو زهايمري وهكذا ” باعت “ْ مؤسسة الأزهر وشيخها الهمام تأريخ هذه المؤسسة الوسطية لمملكة الكراهية والأبتزاز وأرفقتْ معها دينها وشرفها وسمعتها .