أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الأصلاح الثقاف وشغيلة الفكر

الأصلاح الثقاف وشغيلة الفكر

السيمر / الخميس 18 . 01 . 2018

عبد الجبار نوري*

المقصود بالمثقف هوالعالم والأديب والفنان والصحفي والأعلامي والأكاديمي هم شغيلة الفكر في العراق ، فهم أمام مسؤولية مقدسة في علاج مشاكل الثقافة العراقية المأزومة بمسؤولية ” الأصلاح الثقافي” الذي يشمل جوانب مهمة لها علاقة مباشرة بحياة الأنسان في السياسة والدين والمجتمع والأقتصاد والثقافة والي تشمل ( القصة والرواية والشعر والمسرح ) ، وأن ظهور الأصلاح الثقافي في العراق والعالم العربي كان في بدايات القرن العشرين ، وأنقسمت ألى مدرستين : الأولى القديمة التي تهتم بالموروث الأدبي القديم بل ربما تتجه نحو تقديسهِ ، والمدرسة الثانية : هي الحداثوية الشبابية ، فأحتدم الصراع لولا ظهور مفكرين عرب وعراقيين لحلحلة الصراع الفكري من خلال عقائدهم الفلسفية في مدوناتهم التي أكدت على ترك فوبيا التراث القديم لأن جذور الحداثة الأدبية متصلة بالموروث القديم ، وهم { طه حسين ، أحمد حسن الزيات ، أحمد أمين ، جميل صدقي الزهاوي ، معروف الرصافي ، بدر شاكر السياب ، نازك الملائكة ، زكي نجيب ، نجيب محفوظ ، وغائب طعمه فرمان ، ونتيجة معاناة العراقيين من تراكمات موروثات كوارث العهد المباد من حكم شمولي ودكتاتورية القائد الأوحد ، وأستلابات الأحتلال والفساد المالي والأداري والمحاصصة البغيضة ،وهشاشة القانون بل الفلتان الأمني بحكومات الأسلام الراديكالي وفشلهُ في جميع مفاصل الدولة بالتبعية لدول الجوار وتلوُثْ المجتمع بفايروس الطائفية والأثنية ، مما سهل لعصابات داعش من أحتلال أجزاء واسعة من البلاد ، والكارثة أن المحتلين الجدد غيروا المناهج الدراسية وفق آيديولوجيتهم المتخلفة ، يتحتم على النخبة المثقفة التعامل مع هذا الواقع الذي نعيشهُ ، فغياب الثقافة الجمعية واضحة الهوية قادت المجتمع إلى غياب الخطاب الموحد في تحقيق هوية الوطن لا هوية الخندقة الطائفية والأثنية والمناطقية ، فالثقافة كلمة عريقة تعني : صقل النفس البشرية والشخصية والمنطق لا يشترط فيها أستيعاب أصل الحضارة البشرية من أنسان الكهف حتى الجيل الخامس والسادس من الحضارة الحداثوية الرقمية ، بل تعني : النهوض الفكري والأدبي والأجتماعي ، ولا تعني مجموعة من الأفكار بل هي نظرية في السلوك الحضاري المتمدن ، يملك الشخص المثقف كامل القوّة الذاتية لتقبل الآخر ، فيكون المثقف في قلب الأعصار الأجتماعي يتحول ألى عامل كيمياوي مساعد في تحريك مفردات التأريخ في نقلة نوعية في نمو بيئة أجتماعية ترفل بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم وهي النظرية التي بشّر بها ( ماركس ) في نهاية القرن الثامن عشر ، في بلورة المثقف الملتزم الذي معادلتهُ المثقف للشعب لا المثقف للمثقف ، كما جاء على وزنها الأدب والفن للشعب .

معاناة الفضاء الثقافي في العراق
-الأتجاه الغير موفق في أختيار الكوادر الثقافية وربما يعطى مسؤولية مكان لا ينطبق مع أختصاصة ، وهذه نقطة النظام تنسحب على حقيبة وزير الثقافة .
– أن مؤسسة وزارة الثقافة خلال عقدٍ من الزمن تخضع للمحاصصة البغيضة .
– ضعف عامل الثقة بين المثقف والسياسي .
– تربدي بل غياب البنى التحتية للثقافة ، وأهتزاز الرابط بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني .
-غياب الأصلاح الحقيقي في أعادة الحياة ألى الثقافة في أن يكون الترميم من القمة الهرمية وألى القاعدة .
– المخصصات المرصودة من الموازنة قليلة وخجولة آذا ما قورنت بالدول المتقدمة بالعالم ففي فرنسا على سبيل المثال مخصصات وزارة الثقافة أكثر من جميع الوزارات .
– محاربة المثقف في ظل الحكومات الأستبدادية أدى ألى أفراغ البلد من المبدعين والعلماء فأصبح الفن والأدب أسير السلطة الحاكمة

المثقف والأصلاح الثقافي
الرؤية السليمة للثقافة والعلم هو : أرتقاء الأنسان العراقي روحياً وفكرياً وتكريس هوية المواطنة التي تصب روافدها في معين الأنسنة المطلوبة في تحقيق المشروع الوطني ، وبأعتقادي أن للعراق ظروفهً الخاصة لأحتقان بيئته بأمراضٍ طفيلية مستلبة منذ تأسيسه لحد اليوم ، فهذه بعض الرؤى والأفكار الموضوعية للمصلح الثقافي ، الذي هو ” المثقف ” :
1-ترسيخ الثقافة التعددية وتداول السلطة سلميا .
2- نشر أفكار مفردات الديمقراطية في الحرية والمساواة ونبذ الطائفية والأثنية .
3- الأصلاح الثقافي يشمل جوانب الحياة الأجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والقانونية .
4- توحيد المنظمات الثقافية وتقوية علاقتها بالمنظمات الدولية .
5- حملة أعلامية موحدة بكل وسائل الأعلام والأتصال .
6- سن قوانين مشرعنة لحماية الطبيب والمعلم والأكاديمي بقوانين رادعة .
7- العمل الدؤوب على أستقرار الأمن ، وأعمار المخرب من البلاد .
8- شروط الأصلاح الثقافي توفر شخصية المصلح وموضوع النص وليس من الظرورة تغيير القديم ، وتحرير ذلك المثقف المصلح من قيود المحرمات الثلاثة ( الدين والجنس والتقاليد العشائرية ) بتحفظ وعدم تجاوز المثقف الخطوط الحمر والمساس بها .
9- الأصلاح الشامل لمقومات الدولة الأقتصادية والسياسية والأجتماعية والثقافية .
10- لا لزوم لعقد المؤتمرات والمهرجانات والأيفادات التي تكلف ميزانية الدولة مبالغ هائلة يفترض أن تصرف في تبديل المدارس الطينية في عموم البلاد حيث يعاني التلميذ العراقي الرثاثة والبؤس .
11- أصلاح العملية النربوية ومحو الأمية والأهتمام بالمسرح والسينما الذي يذكرنا برذاذ الزمن الجميل .
12- تجنيد الأقلام الحرة المثقفة في تعرية وكشف سلبيات وتداعيات حكم الأسلام السياسي بطرق النقد والنقد الذاتي الحضاري ، وأنتقادات وباء المحاصصة البغيضة ، فيكون للمثقف الدور الريادي في الأنتخابات المقبلة في من هم الذين يستحقون أصواتنا ؟

  • كاتب عراقي مغترب
    كتب في 18/1/2018

اترك تعليقاً