السيمر / الثلاثاء 15 . 05 . 2018 — أفادت صحيفة الاخبار اللبنانية، في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، بوجود حالات تزوير مؤكدة في انتخابات محافظة كركوك النيابية، لصالح الحزبين الحاكمين في كردستان، الديمقراطي، والاتحاد الوطني الكردستانيين، فيما أشارت إلى أن أجهزة في مناطق عربية وُجدت مبرمجة على التصويت لصالح حزب طالباني، مهما كانت الجهة المصوت لها.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “التوقعات الأوليّة لنتائج محافظات إقليم كردستان، تشي بتصدّر الحزبين التقليديين الحزب الديموقراطي الكردستاني (مسعود البرزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني، (أبناء الراحل جلال طالباني)”، مبينة أن “هذه الثنائية، التي اعتاد الأكراد على تصدّرها للمشهد السياسي، في إقليم الشمال، كُسرت في رابع دورة انتخابية يشهدها العراق، مع صعود نجم الأحزاب المعارضة لسياسة أربيل ــ السليمانية”.
وأضافت الصحيفة: “استناداً إلى المعطيات المتداولة فقد حجز البرزانيون 4 مقاعد من حصّة محافظة نينوى (31 مقعداً)، في وقتٍ نال الطالبانيون مقعداً في محافظة ديالى، و6 في محافظة كركوك؛ ذلك أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في صدد نشر النتائج النهائية للمحافظات المتبقية (أربيل، السليمانية، النجف، دهوك، صلاح الدين، كركوك، ميسان، ونينوى) خلال الساعات الـ 48 المقبلة”.
وأشارت الى أن “التأخير في إعلان نتائج محافظات الإقليم، تراه القوى المعارضة متعمداً ومدخلاً لتزويرٍ واقع”، وفق تعبير عددٍ من المصادر السياسية الكردية المعارضة لـ “الثنائية”.
وذكرت مصادر الصحيفة، أن “الأحزاب الكردية الستة، المعترضة على نتائج الانتخابات عقدت اجتماعاً مغلقاً، وأعربت عن اعتراضها على الفرز الإلكتروني”، مؤكّدةً رفضها لـ “النتائج الأوليّة الصادرة عن المفوضية، ورفضها للعملية بأكملها باعتبارها مزورةً ومخروقة”.
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، صلاح الدين بهاء الدين، إن “أحزاب (التغيير)، و(الاتحاد الإسلامي)، و(تحالف الديموقراطية والعدالة)، و(الجماعة الإسلامية)، و(الشيوعي الكردستاني)، و(الجيل الجديد)، عقدت اجتماعاً في العاصمة أربيل، حيث رفض المجتمعون كامل العملية الانتخابية ونتائجها، بوصفها لا تعكس رغبة جماهير كردستان، فهي مزورة وشهدت خروقات”، مطالباً بإعادة الانتخابات في “الإقليم وكركوك بإشرافٍ دولي بأسرع وقت، لأن الهدف الأساس من موقفنا هو إعادة حقوق الناخبين”.
وأوضحت الصحيفة، أن “حصّة محافظات الإقليم (أربيل، السليمانية، دهوك) من البرلمان تبلغ 52 مقعداً، (عدا نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، ذات الوجود الكردي الملحوظ)، لم تحسم حتى الآن”.
واستدركت، أن مصادر الحزب الديموقراطي “ترجّح أن تحوز على نصفها تقريباً (25 نائباً)، في حين أن القوى المعارضة تسعى إلى تثبيت حضورها بتقديم طعونٍ إلى المفوضية تؤكد ضلوع الديموقراطي والاتحاد بعمليات التزوير”.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر التغيير، وفق الصحيفة، أن “الحديث عن نيلنا 6 نوّاب أمرٌ منافٍ للواقع”، مشيرةً إلى أن “ماكينتنا الانتخابية ترجّح فوزنا بـ 11 مقعداً على الأقل”.
كركوك والهوية الضائعة
وتابعت الصحيفة في تقريرها: “لم يكن مستساغاً لأربيل تقويض نفوذها في كركوك، فالمدينة ومحافظتها جزءٌ من الإقليم”، لكن الدستور العراقي اعتبرها من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وأضافت، أن “استفتاء الانفصال أيلول 2017 وما تلاه من رد فعل الحكومة الاتحادية، واستعادتها معظم المناطق المتنازع عليها، خلق حساسيّةً مفرطةً بين العرب والأكراد، الأمر الذي تُرجم في شكلٍ واضح يوم الاقتراع، وما شهده من احتجاجات وصلت حدّ المواجهة”.
وبالعودة إلى السبت الماضي، ذكرت الصحيفة أن محتجين من “الجبهة التركمانية” وأنصار قائمة “الفتح” حاصروا أحد مراكز الاقتراع في كركوك (على خلفية غياب نتائج تصويت العرب والتركمان”.
ورأت الصحيفة، أن “تفوّق الأحزاب الكردية، رغم أن 90 في المئة من الناخبين هم من المكونين العربي والتركماني)، يشير إلى أن حراجة الموقف، الأمر الذي دفع ببغداد إلى الإعلان عن إرسالها لجنة تدقيقٍ في الخروقات”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك، برهان العاصي، أن “اللجنة المكلّفة ستحقق في الخروقات التي ارتكبها (الاتحاد الوطني) في المناطق العربية في المحافظة”، موضحاً أن “المكوّن العربي هنا، لا يحرّك ساكناً بسبب الهيمنة الكردية”.
وأضاف العاصي، أن “المكوّن العربي ضبط في شكلٍ ملموس أجهزة العد والفرز الإلكتروني، تعدُّ الأصوات لمصلحة (الاتحاد) فقط، وكأنها مبرمجةٌ لمصلحته”، مبيّناً أن “المكوّن العربي كشف عنها قبل شهر من الاقتراع، لكن من دون جدوى واستجابة”.
بدوره، رأى المحلّل السياسي أحمد الأبيض، أن “اللجنة لا يمكنها فعل شيء، بسبب اعتماد العد والفرز الإلكتروني”، لافتاً إلى “وجود تعقيدات داخل مفوضية الانتخابات، من عرقلة وتعثر في إعلان النتائج، وعدم الاتفاق على موعد المؤتمرات الصحافية”.
ونقلت الصحيفة عن المحلل، أن “بعض أجهزة العد والفرز الإلكتروني قد تعرّضت إلى التهكير والاختراق”.
وعن عبد الكريم عبطان، النائب عن إئتلاف الوطنية، بزعامة إياد علّاوي، نقلت الصحيفة أن “نتائج انتخابات كركوك وبغداد مشكوكٌ بنزاهتها”، مشكّكاً بـ “عمل الأجهزة المستخدمة للعد والفرز لأنها كارثة كبيرة”، على حد وصفه.
وأضاف في حديثٍ صحافي، أن “نسبة المصوتين الفعلية في الانتخابات لا تتجاوز 19 في المئة، وليس ما تم إعلانه بأنها 45 في المئة”، معرباً عن قلقه من “حالات التلاعب بالأصوات، خصوصاً في بغداد وكركوك والأنبار”.
واختتم النائب قائلاً: “بالأمس كانت الأرقام تختلف عن أرقام اليوم… وهذه كارثة ستجر البلاد إلى نهايات مدببة، لأنها عبارة عن أكذوبة ولا نجد تفسيراً لها”.